المطلوب رأس الأمير عبد الله
لا رأس عرفات

بقلم : د . محمود عوض

****25/3/2002*****

**** حتى الآن نحن نعيش تداعيات قمة بيروت
وأهم هذه التداعيات هو ما يجري من إجتياح اسرائيلي للمناطق التي سميت مناطق محررة وهي مناطق كانت محتلة بكل معنى الكلمة
فهذه الحرب التي يوجد فيها طرف واحد يتوهم أو يوهم الدنيا أن هنالك أمامه طرف آخر هي حرب نكتة أو سخريه لا أكثر
فالحرب كاليد لا تصفق إلا إذا قابلتها يد أخرى
وهنا جل المسألة وهي ما مغزى هذه الحرب التي هي ليست بحرب
فقط الزعماء العرب أو بعضهم يعرف معنى ذلك وهو أن هذه الحرب جاءت كرد أمريكي على عودة تشيني بخفي حنين وإفشال مهمته في حشد العرب للإسهام في ضرب العراق
على ذلك فإن حرب رام الله هي حرب تشيني أي حرب امريكا لا أكثر ولا أقل
تشيني كان يتصور أن العرب في جيبه الصغيرة فكانت المفآجاة أن الأمر غير ذلك والسبب الأساس كما فهم تشيني ولمس هو السعودية
صحيح أنه كان هنالك من الأنظمة العربيه من صفق للتشيني بل ووضع نفسه تحت الخدمة الأمريكية بالكامل وهذه أنظمة معروفة لا حاجة لذكرها بالإسم لكن ما طلبته فقط هو مجرد الستر من باب (( إذا بليتم فاستتروا ))
بل ونذهب لحد القول أن هذه الأنظمة في الحساب الأمريكي هي تحصيل حاصل تندرج في صنف من لا يهش ولا ينش ومهمتها فقط أن تكون كلب حراسة متقدم لإسرائيل كما هو لأمريكا
المشكلة كانت في معظمها بالنسبة لتشيني هي السعودية ومأساة تشيني أن السعودية لم تكتف فقط برفض مهمة تشيني وإنما خرجت لتقدم مبادرة تجعل منها (( القطب القومي بالإضافة لكونها القطب الإسلامي ))
طبعا المبادرة السعودية وحدها كانت تشكل جدول أعمال قمة بيروت
وهنا وبخبث عملت الإدارة الأمريكيه علنا بتشجيع المبادرة وأما في السر فقد جهدت لإفشالها
والتخطيط لإفشال قمة بيروت أو بالأحرى قمة السعودية كان عبر لعبتين لعبة مسألة خروج عرفات أو عدم خروجه من زنزانة شارون
وأما اللعبة الأخرى فهي في تغيب عدد من قادة الدول العربيه
لعبة حضور عرفات وتغيبه وصلت درجة تغييب لا جسمه فحسب وإنما صوته
وأما التغيب فجاء بأوامر صدرت لبعض القادة بينما كان الغضب من لعبة عرفات سببا لتغيب آخرين
الأكثر سخرية في باب التغيب بأوامر هو ملك الأردن بزعم المرض
ربما أن الجانب الوحيد الذي لم تنطلي عليه هذه اللعبة الخبيثه هو الجانب السعودي فقد عمل على إفشالها بل ومضى بالقمة إلى بعد من النجاح لم يكن متوقعا
ومما زاد الطين الأمريكي بللا هو الصفعة الأخرى التي وجهها الأمير عبد الله ولي العهد السعودي على الصدغ الأمريكي وتمثلت تلك الصفعه في العناق السعودي العراقي والإنفراج العراقي الكويتي
البقية مفهومة وهي أن أمريكا فاض بها الكيل فكان الإجتياح لرام الله
ذلك لإحراج السعودية وإسقاط مبادرتها وهنا هو المطب الذي يقع فيه كثيرون ممن يطالبون بسحب المبادرة
سيناريو الهجوم الأمريكي المضاد على السعودية هو اليوم في الذروة ويشارك فيه في المقدمة شارون علنا وعلى المكشوف وأقزام الأنظمة الهامشيه بشكل مستتر
فبينما يتحرك شارون بدباباته فإن هؤلاء الأقزام يتحركون بألسنتهم كمثل القول أنهم (( إستدعوا السفير الإسرائيلي وحذروه ))
المعركة هي ليست في رام الله وهي ليست المقصودة بالإجتياح وإنما المقصود هو الرياض
والمطلوب الآن لا رأس عرفات وإنما رأس الأمير عبد الله
وما علينا سوى التمعن والتبصر