مؤامرة تقسيم السعودية
بقلم : د . محمود عوض

10:32 17.07.02

    منذ أن إستقر به المقام في مضارب عشيرة الفايز بماركا قرب عمان إعتاد الأمير عبد الله بن الحسين أن يخرج إلى حدود التماس مع الصحراء ناظرا بحزن وأسى إلى جهة الحجاز ثم يأخذ شهيقا من الهواء ليردد بعدها ما أشهى رائحة الخيزوم .. (الخيزوم نبات عطري صحراوي)
عشيرة الفايز .. أكرمته وأنفقت عليه .. كما هي عادة العشائر .. وقد ظن شيوخ العشيرة أن ضيفهم ككل الضيوف سرعان ما يحمل عصا الترحال وكما نزل أهلا يذهب سهلا لكنهم وجدوا عبد الله متشبثا بحلم العودة إلى الحجاز عبر بوابة عمان
شهية الأمير عبد الله بن الحسين للعودة إلى مكة اامكرمة ظلت مفتوحة على مصراعيها فقد كان يوعز ((لبطانته حين يزور القدس أن يهتفوا .. عاش ملك الحجاز والأردن .. ويقول مقربون منه أنه كان يطرب أشد الطرب لهذا الهتاف ..
تطول القصة لو أردنا سردها في مساعي الأمير عبد الله للعودة إلى ملك الحجاز بل كان يعبر عن تعلقه الشديد بذلك بقوله تكرارا ومرارا ((دون مكة حزّ الحلاقيم)) بمعنى التضحية لأجلها ولو بقطع الرقاب .
ورحل عبد الله دون إنجاز أمنيته وبقي ورثته من بعده يلعقون خيبة أملهم بل أصبحوا يخشون مجرد الحلم علنا بهذه العودة .. وجميعنا يذكر الأزمة الكبيرة التي تسببت بين الأردن وبين السعودية لمجرد أن الملك حسين بن طلال وصف نفسه في إحدى خطبه بأنه (( شريف مكة )) .. لكنه تحت لمعان سيوف آل سعود .. خلع الشرافة والتلقب بها وانزوى ينتهز فرصة من السماء
اليوم وهذا ما نحن بصدده يظهر أن آل هاشم يحسبون أن الفرصة حانت .. وأن بطاح مكة وشعابها تنتظرهم على أحر من الجمر ..
هذا هو ما يطرحه حديث بعض المحافل الغربيه عن مخطط ((لتقسيم المملكة السعودية)) ورغم أن مثل هذا الحديث يبعث على الإستغراب لكن أول من صدقوه وركضوا وراء تعميمه والتهليل به هم آل هاشم في عمان
على ذلك فهم ينظرون إلى مرحلة ما بعد بغداد ..؟؟ فوفق السيناريو في مخيلة الأمير حسن .. أن عودته إلى قصر الرحاب في بغداد .. هي نصف الطريق لعودة جمع شمل الأسرة من حول البيت العتيق ..
هكذا فإن آل هاشم في عمان يسبقون حتى بوش في رسم خرائط للتفتيت ؟؟ .. فدون مكة لديهم حزّ الحلاقيم
السعوديون كما يقول المثل ((عيونهم عشرة على عشرة)) فهم لا شك يدركون أن آل هاشم على أحلامهم لم يبدلوا ولم يغيروا وهم ( آل سعود ) قد يقبلون بصدام في بغداد دون أن يقبلوا بتاتا بفرخ من فراخ آل هاشم في جوارهم هناك
ما بقي على الطريق هو إستمرار أحلام اليقظة لدى أمير كالحسن ... ورؤية سيوف آل سعود تلمع في السماء تذكر الحسن بن طلال .. بما فعلته نفس هذه السيوف في معركة الهدى (قرب الطائف) قبل عقود حين أجبرت الهاشميين على الفرار بحثا عن ديار .. غير الديار .. عن وطن بديل .. غير الأصيل

الدكتور محمود عوض مع التحيات