حديث الطناجر في رام الله
بقلم : د . محمود عوض

14:55 26.09.02

ما يجري الآن في مقر عرفات .. يصلح ليكون مسلسلا تلفزيونيا على حلقات يتم إعداده لشهر رمضان القادم .. فهل من مخرج عربي يشمر عن ساعديه .. ليقدم لنا أفضل دراما في التاريخ المعاصر . ؟؟
في جزء من هذه الدراما .. تكون عائلة عرفات .. هو وبطانته .. قسم معه في داخل الحصار وقسم خارج الحصار .. وتكون المفارقات العجيبه .. يتآمرون على بعضهم بعضا في إنتظار تقسيم التركة ووراثة ((السلطة))
في الجزء الآخر تكون العائلة العربيه .. مجموعة القادة العرب .. وتكون المفارقات .. على طريقة ((قلوبهم معك وسيوفهم مع بني أميه )).. يشجعون عرفات على الصمود .. ويتمنون لو يسرع شارون في الإجهاز عليه
ولعائلة شارون ((وزراؤه وكبار قادته)) دور آخر .. يكون بمثابة (الورطه التي وقعوا فيها) ينقسمون حول ما الذي سيفعلونه بعد أن أصبح عرفات في مرمى طلقة واحده .. يسودهم الإرتباك ... يتآكل موقفهم ... يصلون حتى لنقاش مسألة تراكم القمامه .. هل يزيلونها خشية أن تتسبب في نقل جراثيم تقتل من في الداخل ؟؟
وهنالك العائلة الدوليه .. بوش وقادة العالم ..
ومن حول ذلك كله هنالك عائلة ((الشارع العربي)) .. ومفارقات مواقفه ... بل تصل الدراما ذروتها في طرح مراهنات على طريقة مراهنات كرة القدم .. من يغلب ؟؟ ولكن الرهان يكون هذه المرة .. هل ينجو عرفات أم يقتل ؟؟ .. هذا الرهان الأول في الساعات الأولى .. لكن الرهان في اليوم الثاني .. هل تعيد اسرائيل التيار الكهربائي أم لا ؟؟ وهكذا تتم مضاربات الرهان عبر التزاحم على الأكشاك .
الإسرائيليون يزداد كرههم لعرفات .. فمعظمهم يخسرون الرهان .. يذهب بهم الأمر إلى حد إتهام شارون بأنه إفتعل ذلك بالتواطؤ مع مؤسسات الرهان ليسرق أموالهم .. ..
في سياق هذه الدراما ... يظهر الشارع الفلسطيني .. ينقلب فجأة بعد سماعه بضرب وهدم المقاطعه .. يرد على هدير المدافع بقرقعة الصحون والطناجر ..
في السياق الشمولي للدراما .. كل طرف يصل لنتيجة فحواها أن ما حدث هو مؤآمرة
شارون يتهم بطانته أنهم ورطوه في أزمة المقاطعه ((يتآمرون مع نتنياهو وحزب العمل))
المراهنون يؤمنون في النهاية أنها مؤآمرة لسلبهم أموالهم
بوش يبدو واثقا أنها مؤآمرة لعرقلة خططه في ضرب العراق .
خبراء البورصة يجمعون أن الأسهم وقعت ضحية مؤآمرة
.. المحاصرون مع عرفات يتهمون بعض رموز البطانه في الخارج بأنهم يتآمرون .. والذين في الخارج يصلون لقرار بأنهم كانوا ضحية مؤآمرة ليخرج عرفات أقوى شعبيه
والقادة العرب .. يتهامسون عبر الهواتف .. أنهم كانوا ضحية لمؤآمرة من أجل تفجير المظاهرات والإضطرابات في دولهم ..
...
تصل الدراما مسك الختام .. بتسلل عرفات عبر بوابة في المبنى .. ينادي عليه معاونوه .. لا تخرج سيقتاونك .. يمضي متنقلا يتعثر بين الركام .. تصوب قوات الجيش الإسرائيلي فوهات المدافع والبنادق نحوه .. يزداد صراخ معاونيه .. عد .. إرجع .. سيقتلونك .. يلوح لهم بعلامة النصر .. يصرخ : لن يجرؤوا هم بحاجة إلى قرار سياسي .. سأصل القدس قبل أن يتخذوا ذلك القرار .. .. يتابع .. سيره .. يلحق به إثنان يزداد اللاحقون ... يكبر الطابور ويكبر .. سيل جارف .. تطلق الدبابات جنازيرها للريح .. تخرج مظاهرات قرقعة الطناجر .. .. بعض الأطفال يجمعون في طناجرهم بعض ركام المقاطعه .. يتوقف عندهم عرفات .. يسألهم ... ماذا ستطبخون بهذه الحجارة ؟؟
يردون بفرح ..
***
قالت خوله
سنطبخ دوله
نلبسُ فيها
أبهى حلّه
نصدّرُ وردا
ونصدِرُ عملَه
نرسمُ فيها
نطبعُ قبله
***
ملحوظه ورجاء .. لإنتاج هذا المسلسل .. أرجو كل من له معارف في الوسط الفني طرح الموضوع عليهم .. مع إستعدادي لكتابة السيناريو .... والإتصال يكون عبر بريد هذا الموقع

الدكتور محمود عوض مع التحيات