بعبع تصفية قضية فلسطين
بقلم : د . محمود عوض

06:04 07.07.02

كثيرون وضعوا أيديهم على قلوبهم خائفين من بعبع ما يسمى تصفية قضية فلسطين
هذا الخوف من ((بعبع التصفية)) لازم هذه القضية منذ نشوئها وظل يتردد بعد كل حدث ألم بها لكن سرعان ما تعود القضية وكأنها نشأت للحظة الراهنة
كطائر الفينيق هي قضية فلسطين كلما حسبوا أنه رقد تحت الثرى سرعان ما ينفض جناحيه منبعثا من جديد
بعد مبادرة السادات طاف بعبع التصفية الوطن العربي .. خطب السدات قائلا أن حرب اكتوبر هي آخر الحروب ووصل بالقضية سقف التقزيم حين قال أن مسألة الصراع هي مسألة جدار من الحاجز النفسي
ولكن الناظر اليوم لمظاهرات مصر مستعرضا ملامح وجوه المتظاهرين فسيرى أن غالبيتهم الغالبه من شباب ولدوا ما بعد المبادرة وصيحتهم تجلجل بالخروج للحرب .
إبان التحضير لمدريد خرج جيمس بيكر ليقول في القدس وباللغة العربية (ما فات مات) متخذا من هذا المثل كساءا لتغطية عورة التسوية وتبين بعد ذلك بأن الصراع يشتد وأن ما يسمى دائما بالتسوية لم تكن سوى (إستراحة المقاتل)
معاهدة السادات كانت (إستراحة المقاتل) ليس مهما كم ستمتد هذه الإستراحة لكن المهم أن مصر تعيش مخاض الحرب القادمة
على ذلك يكون قياس معاهدة وادي عربه فهي تعكس سلام أشخاص وليس سلام شعوب
في نفس المصب جرت تسويات اوسلو فهي لم تكن غير وقفة لفاقد الحيله في إنتظار فرصة تتهيأ فيها ظروف أفضل
كل المعاهدات والحلول ثبت أنها كانت بالنسبة "للإسرائيليين" بمثابة الفرحة الكاذبه (ويا فرحه ما تمت) .. ما زلنا نذكر حين وضع شمعون بيرز رجلا على رجل ليدخن النرجيله في مقهى شعبي في عمان ... كان فرحا .. ولكنه اليوم هل يجرؤ على وضع رجله في شارع من شوارع عمان .. لقد كانت فرحته عابره .. عكس التيار
"الإسرائيليون" تدفقوا إلى قاهرة المعز .. أرض الكنانة أفواجا أفواجا يرقصون فوق هضبة الهرم .. ولكن في هذه الأيام فحتى عائلة سفيرهم حملت حقائبها راحله
المقصود هو القول : أن بعبع تصفية قضية فلسطين هو بعبع خرافي
فبعد كل جراح وكل نكبة يتبقى ثابت كل الثوابت وهو أن قضية فلسطين تستعصي على التصفية
هذا هو الثابت الوحيد الذي يختزن جميع معالم مستقبل فلسطين
وهذا هو بعبع "الإسرائيليين"
بعبع يؤرقهم آناء الليل وأطراف النهار ..
يقتلون .. يدمرون .. يتوسعون .. وقبل أن يضعوا رؤوسهم فوق الوسائد يأتيهم الكابوس من جديد عبر سؤالهم لأنفسهم .. إلى متى .. هذا صراع لا تبدو له نهاية ؟؟
أجل هذا هو البعبع ذلك أن فلسطين تستعصي على الحل مهما كان شكله سوى حل واحد هم يعرفونه ولا راد لقضاء الله

الدكتور محمود عوض مع التحيات