قرنين على "وعود" بلفور
بحث وتجميع: د.إبراهيم حمامي

الحلقة الأولى

المقدمة :

لحظة من فضلكم..... العنوان صحيح، وليس خطأ مطبعيا أو حسابيا، وأعلم أن تاريخ صدور الوعد المشؤوم هو 02/11/1917، ولكن هل هذا صحيح؟ ربما هذا ما نعرفه جميعا، ولكن ما إكتشفته عندما توجه أخي الذي يصغرني بسنوات ثلاث بطلب شخصي أن أكتب عن وعد بلفور، هو أن الوعد له قصة وتاريخ ومؤامرات لا حصر لها تعود بجذورها إلى الوراء أكثر مما نتصور جميعا، وما نعرفه لا يتجاوز ما نسمعه كل عام أن "اليوم تمر الذكرى كذا لصدور وعد بلفور"، وهو وللمفارقة لم يحدث هذا العام وكأن الوعد ألغي أو إنتهى أو لم يعد له وجود أو تأثير وهو ما يثير تساؤلات عدة حول محاولات طمس الحقائق وتزوير التاريخ و"إنساء" المحطات النضالية لشعبنا وتغيير المباديء، والتي صارت جميعها صفة وسمة واضحة لمن يدعون قيادة شعبنا.

حاولت أن يكون نشر هذا الموضوع يوم 02/11/2004 ولأقول كغيري "تمر اليوم الذكرى 87 لوعد بلفور"، ولكن ما أن بدأت في قراءة التفاصيل وما جمعته من معلومات وقصاصات وكتابات حتى تيقنت أن الموضوع سيأخذ أكثر مما كنت أظن، فالوعد المذكور هو وعود بدأت منذ القرن الثامن عشر وعلى شكل جرعات صغيرة متتالية ومتوالية لم تتوقف، ومن أطراف عدة ضمن مخطط غربي عالمي يصل لمستوى الحملة الصليبية المدروسة، وهذا ليس مبالغة أو تبني لنظرية المؤامرة كما سيتضح لاحقا، لكنه مخطط بنفس طويل جدا للوصول إلى الوعد الذي نعرفه، وبإعداد محكم في ظل تغييب لإرادة الشعوب في المنطقة.
لن أسترسل أكثر من ذلك وسأبدأ بالقصة، ولكن بشكل معكوس غير ما ألفناه، ستكون القصة لفترة ما قبل الوعد المشؤوم، والمؤامرات التي سبقته من قبل الجميع بمن فيهم أبناء جلدتنا، لينتهي السرد بدلا من أن يبدأ بإعلان يوم 02/11/1917، مع الشكر لأخي الذي جعلني أكتشف ضحالة ما أعرفه وجهلي بحقبة تاريخية هامة، بل ربما الأهم في تاريخ شعبي.

ـــــــــــــــــــــ
بحث وتجميع: د.إبراهيم حمامي
07-11-2004