أسيل ... لن يمروا ...
بقلم : فادي عاصلة ـ فلسطين


إلى الشهيد البطل أسيل عاصلة في ذكرى استشهاده ... 

كم سنة مرت ؟ 

سنة ؟ اثنتين ؟ أو ثلاثة ؟ 

وما زال القلب يمزقه لهاثه وما زال الموت كل يوم في صدري الهزيل يعلن انبعاثه ... 

في ذكراك التي استفزت لغة الكلمات ... لا أملك غير هذه الدمعات ... 


أسيل ... لن يمروا ... 


سلام عليك في الجرح الجميل ... 

سلام عليك ما زال الدم يسيل ... 

سلام عليك من قال يا نوار الجليل ... 

أن عرابة المجد قد تنسى أسيل !!! 

سلام عليك في الجرح الجميل ... 

سلام عليك سلام أسيل ... 

سلام عليك والسلام قتيل ... 

قالوا حينما وقف يصرخ ... 

" ارهابي لا يعرف السكوت " 

قال لهم كيف نسكت 

على نزف بغداد ودمع القدس 

والرهان على بيروت 

كيف نسكت على 

زعيم تاجه من دم الاطفال 

كيف نسكت ؟ 

فقالو سكوت 

سكوت 

فقال ... 

أنا لا أعرف السكوت 

إلا وقت الاكل او في التابوت 

فسكوت ... 

يا ذاك الصوت الآتي 

من عمق النخيل 

هل تعرف كم يبكي العراق 

في صدر الجليل ؟. 

وكم عاشق طوته بحة الليل 

في الصدر الهزيل 

كم بكت أم فوق نعش 

كم هوى أممي من فوق عرش 

كم بكت أم كي تزرع الحياة في الغد الطويل ... 

هل تعلم 

أن الكلمات 

تفهم صخراً لا يلين 

ان هنا وطن يبدأ في العراق 

وينتهي في فلسطين 

فيا مسكين 

تلملم الخبز 

بكفن السنين 

وتزرع الموت 

بحضن الياسمين 

هو الأسيل نوار النرجس في مسرى الأنين ... 

بكت وفود ... 

بكت شهود ... 

وقالوا يا اسيل عد ... 

كما يعود 

لاجيء إلى فلسطين 

فقالوا 

عودة اللاجيء حرام 

فكيف ستعود ؟ 

وأم 

تحلم ان تكون الان بين النيام 

وما زال تتفقد سريرك والحرام 

فكيف ستعود وأنت الراحل كاللاجئين ... 

وعودة اللاجيء حرام 

يا أم في الطعنة التي ليس لها عدد 

أقسم باسم القسم الذي ما انوجد 

من قحف الجرح 

من برد الخيام 

من وجع الاطفال النيام 

إن ماتت الأرواح 

سيحاربهم الدم والريح والغيوم والحمام ... 

دمعة تنزل 

دمعة اخرى 

دمعة تنزل 

رصاصة 

دمعة تنزل 

قطرة دم 

بركان دم 

رصاصة أخرى 
بحر دماء
بحر ياسمين
رصاصة أخرى
بركان زهر
رصاصة ...
أسيل لا ... أسيل نعم ...
أضربوني اضربوني اعتدت العذاب ...
إعتدت الرحيل في جنح الغياب ..
إعتدت كي الخدود باليباب ...
إعدتدت اعتدت وفي كل موت
احترف الإياب ...
رصاصة اخرى ...
من قال ان يجدي الرصاص ؟
هذا الجسد لا يحنيه القصف والقصاص
هذا الجسد لا يقتله الف مليون قناص
رصاصة اخرى وأخرى
أطلقو ما شئتم من البارود
فلن يعشق الجسد غير الصمود
رصاصة أخرى ...
فلتعلمي حبيبتي في القرى ...
ان نسيم الموت ... ونسيم الشهادة ,,,
في ضلوعي قد سرى ...
رصاصة اخرى ...
من عرابة إلى كل البلاد ...
فليأسروا ، وليكسرو ، وليطلقو الزناد ...
لكني أعود في صهوة الموت ...
أعتلي متن الريح وأصالة الجياد ...
فلا تجزعو ...
ولا تلبسو السواد ...
من أنين الملح المتعب في عند المداد ...
رشو قصائد الإباء ...
وأعلنوا في وطن الجرح حداد ...
ليس علي ...
على أمة ليس سوى شعبها أعداد ...
كان ذات يوم نار وغضباً ولهيب ...
ولم يبقى من البقايا سوى الرماد ...
رصاصة اخرى ...
لن تمروا ...
هو المل بحر دمي
تستطيعو ان تغلقوا كل نافذات السماء
ولن تستطيعو غلق فمي
رصاصة اخرى ...
لن تمروا ...
لن تجدوني اعد نجوم السماء ...
واعد حصا الدرب ...
وفي بعض الرحيل بقاء ...
أراني أبسم وفي بعض البسمات شقاء ...
وفي بعض الضحك بكاء ...
غريب أن أحلق في هذه السماء ...
رصاصة أخرى ...
لن تمروا ...
فهذا الجسد لا يعرف الانحاء ...
لن تمروا لو مزقت أشلاء ....
لن تمروا لو أمطر غيم القلوب دماء ...
لن تمروا ...
لن تمروا ...
لن تمروا ولو مزقت أشلاء ...
أسيل ...
يا منبر العاشقين ومنبر العشاق ...
يا زارع الأمل في الصدر الخفاق ...
أسيل ...
يا بقايا النرجس في الأمل المشتاق ...
ليس سوى التقبيل والعناق ...
أسيل ...
يا شهيد المجد ...
كيف زرعت حب المدائن
من القدس حتى العراق ...
أسيل ...
حلق ... فلن يمروا ...
أسيل حلق في الآفاق ...
أسيل حلق ...
ربما يوماً أستطيع اللحاق ...

فادي عاصلة ـ عرابة
17-10-2004