أشم شذاك يا قهري ...
بقلم : فادي عاصلة ـ فلسطين

مرة أخرى ...
أمتشق الظفر...
بالقرب من الصدر جنون ...
مرة أخرى ...
أحطم الأذن ...
وأكسر الخد والجفون ...
مرة أخرى ...
أغرس اليراع ...
في جبهة الورق ...
لتنمو سنابل وجع محقون ...
مرة أخرى ...
مرة أخرى ...
أهشم الأنف ...
وأسكب روائح خفق
حّنون ...
ما عدت أشم شيء في بلدي ...
سوى الفحم
والإحتراق والضباب ...
ودموع فجرتها
براكين الغضب ...
ودموع حصدتها مناجل
العتاب ...
والأقصى يبكي حبيبه ...
ويهز صمت العرب العجاب ...
ما عدت أشم شذاك يا بلدي ...
كل الروائح رائحة العذاب ...
ويبقى ...
يشم شذا بلده ...
ونحن لا نشم ...
سوى مسك إيمانه تحت جنح الغياب ...
نبكي الرحيل ...
والقلب في الصدر قتيل ...
ونأمل لفارس الحق الإياب ...
قد غدا لهم الجلمة أسراً ...
وغدا له مصرعين فتقا للحرية أبواب ...
مرة أخرى ...
ربان الإسلام يشمر أشرعة ...
الحرية ...
ويمخر بباخرة الصمود ...
ظلمة العباب ...
مرة أخرى ...
أبحث عن درب أسلكها ...
كي أفديهم ،
ليأخذو جسدي درعاً يتحدوا
بهشاشته الصعاب ...
وليأخذو قلمي ...
مغروزاً بجبهة قلبي ...
ليبتروا أعناق القيد ، ويفصلوا عنّد الرقاب ...
مرة أخرى ...
أرثي ذاتي ...
كيف يروي ...
الزهر عطش السحاب ... ؟
وكيف عروقي ...
تلجم وحشية نذل ...
ينبح تارة وتارة ينهش نهش كلاب ... ؟
مرة أخرى ...
أرثي ذاتي ...
كيف ينقذ ...
الزهر عطش السحاب ... ؟
كيف ينقذ ...
ضمئان الحق ، سراب ... ؟
وكيف يفدي الكهل ...
طاقات الشباب ...
مرة أخرى ...
أبارك لكم ...
هذا المصاب ...
وصبراً جليلاً ...
فلهم من غضب الرحمن ...
عقاب ...
ويبقى السؤال يدوي ...
ويبقى فيكم جرأة الجواب ...
نحن قوم غير الله ...
لا نهاب ...
إن كان حضننا للإيتام
إن كان وصلنا للأرحام
إرهاب ...
إن كان حبنا لله للباري ...
إن كان كسينا الطفل العاري ...
إرهاب ...
فأشهد الله أننا أمة الإرهاب ...
يتعبهم الجواب ...
لكن ذات يوم هناك نار ...
وجنة وحساب ...
مرة أخرى ...
هناك لهم وجع ...
حين يستكين جبروتهم
تحت الثرى تراب ...
مرة أخرى ...
أمتشق الظفر...
بالقرب من الصدر جنون ...
مرة أخرى ...
أحطم الأذن ...
وأكسر الخد والجفون ...
مرة أخرى ...
أغرس اليراع ...
في جبهة الورق ...
لتنمو سنابل وجع محقون ...
مرة أخرى ...
أصرح ...
لو مضت الأيام ...
ومرت السنون ...
لو زادت الجراح ...
وذابت العيون ...
وذاق الجسد ...
طعم الجنون ...
فليكن ما يكون ...
فليكن ما يكون ...
فكل من أجل الحق يهون

فادي عاصلة ـ عرابة
21.09.2004