رئيسة الفلبين ، دعيني أقبل نعالك يا سيدتي

لا أود التطرق في طرحي هذا لموضوع الإختطاف بحد ذاته فهو موضوع خلافي وقيل فيه الكثير من وجهات النظر والآراء المتعددة ، بيد أن ما أرنو إليه من خلال هذا الطرح ، هو مقارنة الطريقة التي تعاملت بها حكومة ورئيسة الفلبين السيدة غلوريا أرويو ، مع قضية إختطاف المواطن الفلبيني دي لاكروز بتلك التي يتعامل بها حكام العرب مع مواطنيهم في ظروف مماثلة :
ـ رئيسة الفلبين داست بكعب نعالها على المعونة الأمريكية وكل الملايين ... من أجل ماذا يا عرب التصفيق لجلالته وفخامته وسموه ... من إجل إنقاذ حياة مواطن فلبيني واحد
ـ رئيسة الفلبين أصدرت آوامرها بسحب القوات الفلبينية من العراق وبصقت بذلك في وجه بوش وإدارته ... من أجل ماذا يا عرب التصفيق لجلالته وفخامته وسموه ... من إجل إنقاذ حياة مواطن فلبيني واحد .
ـ رئيسة الفلبين تجازف بكل شيء وهي تعلم علم اليقين بأن المخابرات المركزية الأمريكية سوف تعمل من اللحظة على إسقاطها وكما أسقطت غيرها .... من أجل ماذا يا عرب التصفيق لجلالته وفخامته وسموه ... من إجل إنقاذ حياة مواطن فلبيني واحد .

والآن إلى حكامكم (أصنامكم) الذي تعبدون يا عرب :
ـ المئات من المواطنين العرب يقبعون في معتقل غونتانمو والأرجل والأعناق مقيدة بسلاسل من فولاذ ويعاملون وكأنهم حيوانات ... ماذا فعلت لأجلهم أصنامكم ؟ لا شيء ، لا بل أن بعض الحكومات العربية أسقطت الجنسية عن بعض هؤلاء ... من أجل ماذا يا عبدة الأصنام .. من أجل عيون أمريكا .
ـ موظفو سفارات الأصنام العربية وفيما يتعلق بطريقة التعامل مع المواطن العربي في بلدان المهاجر ، هم نسخة طبق الأصل عن نفس وساخة وحقارة موظف الدائرة الحكومية في أي قطر من أقطار الأصنام العربية ، وإذا ما تعلق الأمر بمواطن أجنبي تجد موظف السفارة العربية وقد أصبح ملاكاً حنوناً ذليلاً ونسي فجأة أنه كان قبل قليل مجرد حرامي ومتسلط ... لماذا هذا الإحتقار للمواطن العربي ... لأن أصنامكم يا عرب ، تعتبركم مجرد عبيد مملوكة لها .
ـ الآلاف من مواطني دول المغرب العربي يركبون ظهر قوارب الموت على أمل أن ترسي بهم على أحد الشواطيء الأسبانية وهم يعرفون مسبقاً بأن نسبة إحتمال غرقهم تزيد على الـ 50% وبرغم ذلك يفضلون الغرق على البقاء في أوطانهم . جثث المئات من هؤلاء عثر عليها خفر السواحل والصيادون الأسبان في هذا العام ولأن دولهم لا تكترث بمصيرهم ولا تسعى لإعادة جثامينهم فقد حاولت بعض الجمعيات الخيرية الإسبانية جمع التبرعات لشراء مكان تدفن فيه ضحايا أصنام العرب .. ولماذا كل هذه المهانة التي تلاحق العربي حتى بعد موته ... لأن أصنامكم يا عرب باعوكم في سوق النخاسة ، سواء كنتم أحياء أو موتى .
ـ عشرات العائلات الفلسطينية التي هربت من جحيم الحرب وإضطهاد عملاء أمريكا في العراق ، ظلت تسكن لأشهر عديدة في مخيمات على الحدود ما بين الأردن والعراق ، وجميع الدول العربية رفضت إدخالهم إلى أراضيها وفي نهاية المطاف إضطرت تلك العائلات للعودة إلى العراق وإلى مصير غير معلوم .. وأقسم بشرف العروبة ، لو أن هذه العائلات كانت يهودية لذهب الملك بنفسه لإستقبالهم ومرافقتهم إلى بلاده ... ولماذا كل هذا ... لأن أبو جهل لم يمت وإنما هو حي ويعيش في صميم كل حكام العرب .

احمد منصور ـ المانيا