سيادة اللغة القومية
مهندس محمد سليمان - ألمانيا


مهندس محمد سليمان
أن النهضة والتنمية والتربية السليمة للفرد لا تأتي إلا في ظل سيادة اللغة القومية الكاملة على كل قطاعات المجتمع , أي في التعليم بسائر مراحلة وتخصصاته , في الإعلام بسائر اجهزته وفي مراكز البحث العلمي , في المصنع وفي المزرعه , ولا تنجح النهضة إلا بتوطين التكنولوجيا وهذا لا يمكن أن يأتي أو يكون إلا باللغة القومية أي لغة الام التي يتخيل ويفكر ويحلم ويعبر بها الطفل منذ نشأته - أنظر ما فعلته الصين واليابان وفيتنام واخيرا "إسرائيل" - حيث فرزت وترجمت هذه كل المعرفة من اللغات الأجنبية وأدخلتها للغة القومية وانشأت مؤسسات الترجمه الساهرة دوما وفي وقت قصير جدا وضعت هذه الدول كل المعلومات بين أيدي مواطنيها فأبدعوا وتطوروا وسبقوا ألآخرين !!
أما الذين أصبحوا إمعات وحاولوا إحلال لغة أجنبية محل اللغة القومية فقد اصابهم الشلل والتمزق وفشلوا في خلق نسيج متجانس حيث الخيوط التي تربط النسيج وتشده هي خيوط اللغة القومية المركزيه حيث الحفاظ عليها كالحفاظ علي صفاء العين وإلا اصابها العمى !!!
والعلم الموطٌن هو الذي يدوم ويترعرع وليس العلم اللقيط عن طريق الفرد المفرد الذي يفكر بلغة الام وينهق ويشهق بلغة أجنبية لا يمكن أن تصل معرفته بها الا الى حدود متشعبة متعثرة عادة ما تتوقف المعرفة بها وتنحصر وتتضاءل ويصدق عليه المثل القائل " كالحمار الذي يأكل الشعير ويريد أن ينهق بالإفرنجي" .
ومن الغريب أن اللغة العبرية تطورت ونشأت في أحضان اللغة العربيه وتم إحياء لغة بائده يتم اليوم التدريس بها وبها فقط في "إسرائيل"
ولنسمع البروفوسور "يهو شوه بلو" رئيس مجمع اللغة العبريه الذي قال : لم يكن هناك نحو عبري قبل العربيه , وان الفلسفة اليهودية نشأت في أحضان الفلسفة الإسلاميه .
ولهذا البروفوسور كتاب عنوانه : نهضة العبرية على ضوء نهضة العربية الفصحى !!
ويقول هذا البروفوسور "أنا أحب اللغة العربيه, أحب بنيتها النحويه , أحب وضوحها" !!
وقد تم كذلك تأليف المعاجم وصياعة مئات الكلمات والمصطلحات الجديده بآلية وتوالي واستمرار وفي عام 1953 تم بعث مجمع اللغة العبريه واعضاءه اليوم يعدون بالمئات , وهناك معهد التخنون واللجنة المركزيه للمصطلحات التقنيه ويتمثل فيها سائر قطاعات التقنية من الكليات وجمعيات المهندسين والمعماريين ومكتب المقاييس ومن الجيش ... الخ !!
بقي أن نقول أن التعريب في البلاد العربية أن وجد اصلا فهو مشوه وجزئي مما يؤكد ما قاله الشاعر العربي في مقارنة مع ما نشاهده من العبرنه ونجاحها :
يا لقوم بالامس كانوا فلولا         فغدوا أمة ونحن الفلول


محمد سليمان / ألمانيا
2005-01-15