مـحمد رمضـان

إلى فادي عاصلة : الهدية ستصل بإذن الله
بقلم : محمد رمضان


فادي....
أستأذنك أن تسمح لي بالدخول إلى "عرابة" الحبيبة الجميلة,
إلى جزء من قلبنا,
إلى جزء من روحنا,
هل تسمح لي بزيارتك هناك؟
هل تسمح لي أن أحل ضيفا على بيتك الجميل؟
هل تسمح لي أن احتسي كوبا من ميرمية جبلية تعطر شايا عذبا كي نسهر في عرابة و حتى ما شاء الله؟؟
هل تسمح يا فادي أن تطوِّفني في كل الوطن من الناقورة إلى أم الرشراش مرورا بالجليل الحبيبة و النقب العزيزة؟؟

فادي!!!
لا أستطيع الذهاب إلى بيت عمي في غزة و الذي يبعد عني عدة آلاف من الأمتار فبيني و بينه ألف حاجز؟؟
فهل أستطيع الوصول إليك في عرابة؟؟
فادي!!
ربما أستطيع و ليس "على الله كثير" كما تقول أمي و جدتي رحمهما الله!!, فادي ...
هل نلتقي؟؟
ربما...
ما أجمل ريح الوطن الجريح المعبق بعطرك أيها الفادي الجميل!!
ما أجمل الدموع التي تسكبها في شوقك ل"أسعد",
فادي...
لقد سكبت دموعي غزيرة و أنت تناجي "أسعد",
فادي..
ما أجمل حبات الرمل التي تدوسون عليها بأرجلكم,
و أنتم تقبلونها و تخبئونها في قلوبكم و في صدوركم بل و في أرواحكم و دمائكم!!
ما أجملك يا فادي,
و يا أسعد,
و يا كل "الفداة"
و يا كل "السعداء"
في جليلنا الرابض أسدا هصورا فوق صدورهم!!!
و أنتم تشهقون و تزفرون نسمات الهواء المطيبة بجبال الجليل و صخور الجليل و بحر الجليل!!
أفيضوا علينا أيها "الفداة" و "السعداء" بعض مسك من ذاك الجبل المروي بالدم النفيس!!

فادي..
ما أجملكم و أنتم تُنطقون كل حبة رمل بحب الأرض!
ما أجملكم و أنتم تنحتون الصخر حبا في البقاء على الأرض!
ما أجمل الرمل و هو يعانق الدم الطاهر!
ما اجمل الصخر و هو يحضن الشهداء!
ما أجمل الليل و هو يناجي الأباة الفداة السعداء!
ما أجمل القمر و هو يرش بنداه العطر روضات الجنات التي يحيا فيها الشهداء في أرضنا!
ما أجمل الجنة التي جعلها الله للشهداء في أرضنا!
أي أرض سوى أرضنا يبنى كل يوم فيها عشرات من قصور الجنة؟
أي تراب سوى ترابنا هذا الذي يفوح مسكا نديا لما يعجن بدم الشهيد؟
أي زيتونة سوى زيتونتنا تلك التي جذورها تمتد إلى عنان السماء؟

فادي...
حبكم و تجذركم و كبرياؤكم أعطى الجبال رونقها
تضحيتكم عزتكم و انتماؤكم أعطى الزيتونة جمالها
كرامتكم و قوتكم و دماؤكم أعطت البحر عنفوانه

فأنتم الجبال و الزيتون و البحر

فادي...
أسعد سيأتي
و أجمل هدية هي وصول اسعد
و الأجمل هي "العودة" عودة الكل,
حينما يعود أسعد
أسيل و علاء و نداء
ذهبوا إلى هناك
في قصور بأرضي
ليست كقصورنا
هي في السماء العاشرة
في سماء الروح
و في سماء الذاكرة

قال نداء " مش خسارة بهالوطن ، نادوا فلاسفة الكلام ... ورددوا عرابة أبية ... لا تنسى شهداءها ... من قال أن الدم يجف من أرضها سيبقى أسيل وعلاء نجمة في سماءها ... "

كلمات رسمها "نداء" بدمه, و ليس أبلغ و لا أصدق مما يُكتب بالدم!!

فادي....
سنلتقي و اياك و أسعدْ
في فيء زيتونةٍ
صباح الغدْ
فنحن جميعا
على موعدْ.....

"قد نبكي ونذوق الظلم فوق أرض الجليل ، وقد يسقط كل يوم شهيد كعلاء يعانق أسيل ، وقد يحرقنا الفقر وينهشنا القبر ، لكن ما بيننا وما بين الذل إن قلت قرناً قليل .. "
صدقت يا "نداء" فلسنا "أذلاء"

فادي...
نلتقي بإذن الله....

محمد رمضان ـ فلسطين
mohammadramadan2000@yahoo.co.uk


تاريخ النشر : 23:56 05.09.04