الماجدة ذات الضفيرتين
بقلم : محمد رمضان ـ فلسطين

"ماجدة" ذات العينين الزرقاوين تطل بأيقونة جسدها الساحر نحو البحر فتكسوه زرقة و بهاء...... و تملأ الكون من عبق العطر الفواح من صدرها الفارع..... ضفيرتاها الحريريتان الناعمتان تمتدان على ظهرها كنهرين جميلين ينسابا راقصين مع نسائم الهواء الحالمة......
قبل أن تأوي إلى فراشها كل ليلة, تنظر من شرفتها نحو بحرها الرقراق ترسم على ثغره الباسم بشفتيها الورديتين قبلة طويلة ينصهر فيها رحاقهما المعسول.... تتجمع حول الشفاه المتداخلة نحلات و فراشات و طيور.... تقرأ معا كتاب القبل الدافئة ..... تنتهي القبلة الطويلة أو لا تنتهي.... تتعانق النحلات و الفراشات و الطيور لتكمل الليل الجميل......
ينظر الذئب الماكر إلى العرس الساهر, يبحث عن صيد تحت النخيل الكثيف... يحدث نفسه... آآه ه ... ما أشهى الرحيق في شفتيها....!!!!. ما أزكى الحليب في ثدييها... !!!!
تسدل "ماجدة" ستائر شرفتها المصنوعة من سعف النخيل ذي اللون الذهبي.... تأوي إلى فراشها في براءة الفراشات حولها ....
يتلفت الذئب حوله..... الفراشات و النحلات و الطيور تلهو في عناق... باب شرفتها لا يزال مفتوحا.... وثب نحو الشرفة.... دخل الغرفة... قفز نحو السرير.... غرز مخالبه في صدرها ..... غرس أنيابه في شفتيها....
وثبت "ماجدة" .... صرخت "ماجدة".....
سمعت صرختها الفراشات و النحلات و الطيور.... أسرعت نحو الغرفة ...
يا لهول ما رأت...
"ماجدة" تغرق في دمها....... تلف ضفيرتيها بإحكام حول عنقه..... تخنق الذئب..... يصرخ الذئب.....
تهجم عليه النحلات... تلسعه .... تهجم عليه الطيور.... تفقأ عينيه بمناقيرها...
تمسح الفراشات الدم عن صدرها......
تشد "ماجدة" الضفائر حول العنق.....
يلفظ الذئب آخر أنفاسه.....

محمد رمضان ـ فلسطين