مـحمد رمضـان

الفساد و الجدار و الحلم
بقلم : محمد رمضان


  • الفساد

  • على ضوء الظلام الدامس تسلل القط الى الخيمة, أطفأ القط الظلام, تحسس أجساد الأطفال العارية و أجسامهم النحيلة و بطونهم الخاوية, لم يجد شيئا يحمله, سرق بعض الكوبونات, أجبرهم على التبرع بالدم, باع دمهم في السوق السوداء, باع دمهم للاعداء, أضحى القط سميناً, تحكم في كل القطط الصغيرة, حاول مرة ثانية سلب الأطفال دمهم ليعيد الكرَّة.

  • الجدار

  • حاول القط السمين الاحتماء بـ "المعلم", وجد أنَّ الرعب يدب في أوصاله, يحاول إنقاذ ما يمكن إنقاذه من سرقاته الكبرى, بدأ ببناء جدار حول نفسه و بيته ليختبئ خلفه حتى لا يصله "المظلوم" و يستعيد المسروقات. أدرك القط السمين أن لا مفر, فالمعلم لا يستطيع حماية نفسه فضلا عن حماية غيره, و برغم ذلك استمر يلعب في الوقت الضائع, وهو يعلم أن وقت الغروب قد حان.

  • الحلم

  • وقف الحلم ينظر الى الجدار, يتأمل بألمٍ آلاف الزيتونات التي كتب الجدار لهن الشهادة, و الآلاف الأخرى المصطفة في طابور عرس لشهيدات الوطن من الزيتونات الجميلات, ما أجملهن و هن يقفن يتحدين الكون شامخات يرفعن أيديهن بشارات النصر. ينظر الحلم الى القط السمين و القطط المتوسطة و الصغيرة وكلها تدعي وصلا ب"ليلى" -الحلم-. قال الحلم و هو لا يزال جنينا في رحم القمر: كل هذا يحدث و أنا بعد في الرحم. صحا الحلم من إغفاءة خفيفة, وجد الأطفال قد إجتازوا الجدار يلاحقون "المعلم" و القطط الكبيرة و الصغيرة, وهي تفر مذعورة أمام حلم "الأطفال" و قد حاصرهم الأطفال داخل الجدار الذي بنوه بأيديهم و هنا إستحضر الحلم المشهد القرآني العظيم "فرت من قسورة".

    محمد رمضان ـ فلسطين

    تاريخ النشر : 21:06 21.07.04