مـحمد رمضـان

سيمفونية الفراشة .. حتى الموت
بقلم : محمد رمضان


يرتدي حلته الملائكية
يمتطي ظهر غيمته و الفراشة
يتجه في رحلته الماسية رقم "الشهيد 100001"
في تمام الساعة "شهيدان و عشرون دقيقة"
بتوقيت "الدم الفلسطيني"
من مطار "زهرة الحنون الحمراء"
الواقع في "جنين"
و الممتد إلى "غزة"
عبر "بيت المقدس"
الرحلة على متن "خطوط الندى"

***

أيها الصديق المكلوم في حزن غيمة تبكي على فقد مائها بدموع غزيرة .... لكنها و برغم الحزن الساكن فيها... تفرح حينما يرقص الزيتون و الحنون طربا بماء دموعها

***

من الشذا المتيبس في دمنا حتى
من أرواحنا لا يفرُّ
و اللحن المنحوت
فوق شفاهٍ قرمزية
كأجمل الخرائط للذائبينَ,
في عروقِ صخرتنا الحنيَّة
نحن لا نموتُ... ما..
أرضعتنا امهاتنا حليبَ الأرضِ منْ..
أثداءِ سُميَّة..
و هن الزارعاتُ بذورَنا
في جذورِ الدماءِ النديَّة ..
لننموَ... براعم للشهدِ..
والشهداءِ الواقفين,
فوق دموع القضية..
حتى يكبرَ دمنا الراقصُ
في ظل زيتونةٍ عصية
عمرها خمسون ألف سنةٍ قمرية..
يزرعها جدي..
تحت غيمة أبدية..
أرأيت الزيت فيها... يفقد نوره ؟
أرأيت الشهد فيها... يذبل نجمه ؟
أرأيت الندى بعينيها... يأفل طلعه ؟
أرأيت الشمس في حضنها!!, تخاف أن يطفئها المطر ؟
أرأيت الورد منها... يهرب دمعه ؟
نحن الزيت و الشهدُ ..
و الندى ..
و الشمس و الوردُ..
نحن الحدائق,
نجم الشهيد بها, متألقٌ,
ما له في الكون ندُّ..
نحن الألى ..
دمهمُ الفياض.. ما له حدُّ..

***

موج الدما في غيماتنا يسكنُ
و بحر الندي بأرواحنا يهدرُ
و الليلُ مهما طالَ... مهما طالَ..
....يُكْسَرُ..
أنتِ التي... أنتِ التي..
في حنونكِ القاني
يُسْكَرُ

محمد رمضان ـ فلسطين

تاريخ النشر : 21:18 24.07.04