وما زالت تقاوم ...

شـعر : نـاصر ثـابت

"لقد أثلج صدري نهوضها من بين ركام البلدة القديمة، تلك البلدة التي هدم الصهاينة معالمَها الأصيلة التي كنت أستمتع بالسير في أسواقها المعتمة الجميلة، على مثل هذه العراقة المغتصبة يجب أن تبكي أمتنا... لقد أثلج صدري نهوضها من بين الركام بكل عزة وإباء في وجه الغزاة، فيواجههم أبطالها رجلاً لدبابة... والعرب يرقصون في مهرجاناتهم... ورغم ذلك، فهي مازالت تقاوم"

لونُها
كالدمعِ، مِلحيٌّ وحالمْ
صوتُها... يبكي على الأطلال...
ورديٌّ وباسمْ
قطّعوا أشلاءَها (في الليل) أشلاءً
وداسوا
فوق أحلام المعالمْ
صادروا تاريخَها،
لكنها انتفضتْ على الجلادِ...
واحتضنت كرامتَها... ومازالتْ تقاومْ
***
نابلسَ
خانتْكِ العروبةُ
فارتمتْ بجهالةٍ في حضن قاتِلِكِ "المسالم"!
وتمرغتْ بتراب نعليه، وصَلَّتْ (في خشوع) للدراهمْ
***
الآن قد تركوكِ في وجه الطغاة وحيدةً
فصنعتِ منهم عبرةً، تُروى عن العربِ الأعاجمْ
أنتِ التي غنيتِ للأطفالِ كي يرتاحَ ليلكُهم
ولكنْ باليد الأخرى تقاومْ
لو أنهم عرفوا حنانَك، والعراقةَ والمكارمْ
لبكى دماً،
وهوى ذليلاً... كلُّ ظالمْ
في أرضكِ احترف النضالَ
فهودُ عزِّك... والضراغمْ
فامتد جسرُ العودة المرصوفُ بالدمِ والجماجم
وبكى دماً، وهوى ذليلاً كل ظالمْ
***
نابلسَ
إن عروبة العربانِ، تفخرُ بالهزائمْ
والواهمون، يرون أن النصر بعدَ الذلِّ قادم!
و"شواربُ" الأزلام تبكي
فارفعي الهاماتِ عاليةً، ولا تبكي علينا
فهل يعيد الدمعُ ما هدمَ البهائم؟
***
نابلسُ... مازالت تقاومْ
وبراءةُ الأطفالِ مازالتْ تقاومْ
والضاغطون على زنادِ العشق مازالوا أسوداً
إن نصرَ الله قادمْ

  • موقع الشاعر على شبكة الإنترنت nasserthabet.com