رسالة حركة ناطوري كارتا اليهودية إلى خافيير سولانا
تاريخ النشر : 09:13 17.08.02

الحاخام وايز

وجهت حركة ناطوري كارتا اليهودية المتدينة التي لا تعترف بالدولة الصهيونية وتدعو الى زوال دولة الكيان الصهيوني والتي لديها عضو دائم في منظمة التحرير الفلسطينية رسالة الى السفير خافير سولانا السكرتير العام للاتحاد الأوربي بالأراضي المقدسة أوضحت فيها موقف الحركة من الممارسات الصهيونية في الأراضي الفلسطينية ".

وقالت الحركة في رسالة ننقلها عن المركز الفلسطيني للإعلام :"
باسم اليهود المتدنيين بالأراضي المقدسة والعالم ، نحن نرحب بمعالي السفير (السيد خافير سولانا) السكرتير العام للاتحاد الأوربي بالأراضي المقدسة، على مجهوده المستمر للتوصل لتسوية لهذا الصراع القائم لسنوات طويلة، بين الصهيونيين والسكان الأصليين المسلمين مواطني الأرض المقدسة" .
كذلك نحن نقدر عاليا المجهود الخاص المبذول من دول الاتحاد الأوربي، بإعطاء مواطنيها اليهود حرية العبادة في دولهم.
السيد المحترم نحن هنا نتشرف ونضع بين يدك موقف اليهود المتدنيين الواضح حول السياسة الصهيونية، وكل ما يسبب ذلك للعالم المتحضر.
"الشعب" اليهودي كان شعبا بدون دولة خاصة به ،وكذلك استمر بالتواجد بعد خروجه للشتات وذلك لتمسكه بالتوراة والشريعة .
مفكروا الصهيونية وضعوا هدفا وهو إبعاد "الشعب" اليهودي عن توراته وإيمانه، وتحويله من شعب مؤمن لشعب كافر وملحد ، وخلعه من الجذور اليهودية .وذلك كما هو موضح بمذكرات مفكر الصهيونية "هرتسل"، وقائد الصهيونية بزمن الكارثة، الذي لم بفعل شئ لإنقاذ اليهود بل فعلى العكس، أشعلها بشعاره، "فقط بالدم تكون لنا دولة" وعلى هذا الأساس أسسوا دولتهم والتي من خلالها يستطيعوا أن يحققوا أهدافهم ، وهكذا هم نجحوا بقلب الشعب اليهودي بغالبيته العظمى من شعب مؤمن لشعب يكفر بالدين والتوراة المقدسة.

وبالطريق لتأسيس دولتهم ،نجحوا بالقوة والعنف،بالسيطرة على المواطنين القدماء "الإسرائيليين"، الذين عاشوا بالأرض المقدسة قبل قيام الدولة، وهكذا حاولوا تمثيل كل الشعب اليهودي بالعالم ،بقوة الدعاية العالمية المسيطر عليها من قبلهم وعليه نعلن:
ا - لا يوجد للصهيونيين وقادتهم أي حق بتمثيل الشعب اليهودي.
ب - اسم " إسرائيل" الذي يستخدمونه هو تزيف واضح ، ولا يوجد للصهيونيين وقادتهم أي علاقة للشعب الإسرائيلي أو توراته.
جـ - لا يوجد للصهيونيين أي حق بملكية ذره تراب من الأرض المقدسة ، وسيطرتهم عليها بالقوة العسكرية تتناقض وقوانين التوراة كليا، ويدفع ثمن ذلك المواطنين المسلمين سكان الأرض المقدسة لأكثر من 1300 سنه.
د- بعد خروج شعب إسرائيل للشتات، فرض عليه منع توراتي بإقامة أي سلطة بالأراضي المقدسة أو في الخارج حتى وان أعطي أحقيه من هيئة الأمم.
هـ - من خلال التشريع التوراتي نحن نقبل بخنوع وأمانة حكم السلطات التي نعيش تحت سيطرتها بكل العالم ونصلي لسلامة هذه الممالك.
و - السيطرة الصهيونية البشعة، على الأرض المقدسة، والشعب الفلسطيني لا علاقة لها بشعب "إسرائيل" الحقيقي، الذي يعارض أساسا قيامها على أي ارض.
وقالت الرسالة :" إن العلاقات بين الشعب العربي واليهودي، كانت دائما علاقات ود ومحبه وسلام. والحقيقة تثبت أن مئات الآلاف من اليهود عاشوا في الدول العربية، باحترام وتقدير متبادل، ومن المهم الإشارة هنا، أنه وقبل الهجرة الصهيونية المكثفة، بسنوات العشرين والتي كان هدفها ضرب الفلسطينيين حتى ذلك الوقت لم تقم حركة وطنية عربية عسكرية ضد اليهود، لأنهم لم يروا بالذين قدموا قبل ذلك، أي خطر أو قصد بالسيطرة على الأرض بل قدموا للعيش معهم بسلام وأمن تحت سلطتهم.
قادة اليهود المتدنيين بالأراضي المقدسة وقبل نشوء الوحش الصهيوني وضعوا موقفهم الواضح أمام القادة العرب ،انه لا يوجد لديهم أي نية لإقامة حكم ،وأن رغبتهم هي العيش مع العرب بسلام ومحبة مثلما كانوا بكل السنوات السابقة.
وجاء في الرسالة أن :" الحاخام الأول لليهود المتدنيين، في تلك الفترة "الحاخام يوسف حيم زانغنلد" المرحوم. أرسل وفدا سنة 1924 للشريف حسين وابنه فيصل ملك العراق ،والأمير عبد الله، لتوضيح موقف اليهود المتدنيين ،انهم يعارضوا بشكل قاطع أي سلطة صهيونية على الأرض المقدسة ،وهذا الوفد استقبل بحفاوة بالغة. وكذلك وعدوا أن كل الدول العربية ترحب باليهود، بشرط عدم مطالبتهم بحقوق سياسية ،واحد من أعضاء الوفد "الحاخام يعقوب يسرائيل دهان" قتل بعد ذلك بأمر من قائد الصهيونية لمشاركته بالوفد .
وتضمنت الرسالة :" اليهود القدماء مواطنوا وسكان الأرض المقدسة، عاشوا بسلام ومحبة، مع السكان العرب تحت السلطة العربية ، الذين أعطوهم حرية عبادة كاملة ، مثلا الملك صلاح الدين وبعد سيطرته على الأرض المقدسة، خرج بنداء لليهود بالعالم للحضور والسكن بالأرض المقدسة، وذلك لمصلحة كل سكان المنطقة تحت سلطانه، وهكذا عاش اليهود مئات السنوات، تحت سلطة الممالك العربية بكل الدول العربية والمسلمة، وبشكل خاص بالأرض المقدسة، وعلاقاتنا مع المواطنين العرب تطوروا وازدهروا، بتعاون مشترك لصالح الشعبين .
رغبة السيطرة الصهيونية وقادتهم المجرمين، لم تعرف حدودا، وبالقوة أقاموا حكمهم على حساب المواطنين العرب، بعد إخراجهم من أملاكهم وأرضهم، وهكذا هم نفذوا جرائمهم ضد الإنسانية كلها ،وبشكل خاص ضد العرب الذين عشنا تحت حمايتهم، لمئات السنوات بسلام ومحبة.
لأسفنا العميق نجح الصهيونيون، بطرد أكثر من 3 ملايين مواطن فلسطيني ، من الأرض المقدسة وبشكل إجرامي بإخراجهم من أملاكهم أرضهم. هؤلاء اللاجئين عاشوا بشكل مؤلم وبظروف غير إنسانية، نشير هنا أنه بقرار هيئة الأمم رقم 194 بتاريخ 11/12/1948 والتي تشير للسماح لكل اللاجئين الذين يطلبون العودة لبيوتهم وأملاكهم ، وكذلك من المهم الإشارة انه حتى سنة 1964. كرر هذا القرار كل سنة.وهو الطلب بعودة اللاجئين لمدنهم، وقراهم وأراضيهم الأصلية ، وبتصويت كل الدول المشاركة بهيئة الأمم، بما فيها الولايات المتحدة، ومعارضة دولة "إسرائيل" لهذا القرار ، وما زالت تعارض هذا القرار حتى اليوم وببشاعة.
حركة اليهود المتدنيين العالمية، تطالب دول الاتحاد الأوربي، بتطبيق هذا القرار الإنساني الصادر عن الأمم المتحدة، و إعادة ملايين اللاجئين الفلسطينيين. الذين أخرجوا من أملاكهم وأرضهم .
ومن المهم الإشارة هنا أن حل شامل وعادل للمأساة الفلسطينية، يجب أن يشمل إلغاء الهجرة الصهيونية من سنة 1890 الى 1948. التي كان الهدف منها إيجاد أغلبية صهيونية بفلسطين، وذلك لتعزيز المطالبة الصهيونية بدوله، داخل فلسطين .كذلك إلغاء السيطرة البشعة الصهيونية من سنة 1948 حتى 1967 .
كذلك نحن نتوقع بإطار السلام العادل ،أن يقوم المجتمع الأوربي المحترم. بالعمل على تحويل مؤسسات السلطة الصهيونية ليد السلطة العربية بطرق سلمية .السلطة الفلسطينية المستقبلية تقرر عدد اليهود الذين يسمح لهم بالبقاء بفلسطين .
إلغاء الهجرة المكثفة اليهودية يطبق على يد الفلسطينيين، وبمراقبة أوروبية، وحسب العدل والحقوق العالمية يعوض هؤلاء المهاجرين، بتعويضات عادله على أساس أن يبدوا حياتهم في الأماكن التي يختاروها بالعالم .
هذا الطلب العادل، ينبع من قوة التشريع التوراتي (عدل ، عدل ، انشد ) تشريع الزمنا أن نكون عادلين وصادقين مع الجميع، إن كانوا يهودا أو غير ذلك ، ومن قوة التوراة علينا إزالة الظلم، الذي سبب للشعب الفلسطيني، على يد الصهاينة المجرمين، باسم الشعب اليهودي.
وبالإشارة للسنتين الأخيرتين، يرتكب جيش الاحتلال الصهيوني، جرائم قتل شعب، وإبادة ضد الشعب الفلسطيني، والتي تشمل قتل نساء وأطفال أبرياء، بوسائل شنيعة. ويذاع بالعالم أن هذه الأعمال البشعة يرتكبها الشعب اليهودي كله، وكذلك هناك اعتقاد أن هذه السيطرة الصهيونية على فلسطين، هي مقبولة على يهود العالم ،نعود هنا ونشير هذه النقاط المهمة والتي بعضها نشر بالعالم من قبل .
نحن عشرات الآلاف العائلات اليهودية المؤمنين، نصرخ ضد أعمال الإرهاب البشعة، التي ارتكبت ضد الشعب الفلسطيني، على أيدي جيش الإرهاب الصهيوني، مثل مجزرة دير ياسين ، لفتا ، يازو ، قطمون، وكذلك الكثير من القرى بسنه 1948. وكذلك المجزرة البشعة بسنه 1982، والتي نفذت على يد رئيس الدولة الحالي، بمخيمات اللاجئين صبرا وشاتيلا بلبنان ،والتي ذبح بها اكثر من آلف لاجئ فلسطيني، لا حول لهم ولا قوه بأمر من هذا الإرهابي، وبشكل خاص أخيرا بانتفاضة الأقصى، والتي ذبح خلالها الآلاف الفلسطينيين، على يد جيش الاحتلال الإرهابي الصهيوني، وكذلك أعمال القتل البشعة الأخيرة، والتي قتل بها أطفال ونساء بمخيم جنين ، وبالأسابيع الأخيرة بقطاع غزة على يد نفس الإرهابي .(من المهم الإشارة لحديث رئيس الدولة الصهيونية الحالي، من سنة 1956 مع مقابله لصحيفة معروفه، وذلك بعد أن قام جنوده، بارتكاب مجزرة بمخيم اللاجئين رفع. والذي قتل به اكثر من 750 فلسطيني أبرياء، حسب قوله بهذه المقابلة أعلن ، انه لا يعترف بأسس أخلاقية عالمية ،واقسم بحرق كل طفل فلسطين يولد بالمنطقة، وأوضح انه يرى بالمرأة الفلسطينية منبع خطر اكثر بكثير من الرجال).
حركة اليهود المتدينين العالمية ،تنادي وبشكل عاجل ،إرسال قوات طوارئ دولية ذات فاعلية ، وذلك لطرد جنود الاحتلال، من أراضي السلطة الفلسطينية ،التي استولت عليها بشكل غير أخلاقي او أنساني، ضاربه بعرض الحائط كل القوانين الدولية، وعلى هذه القوة المحافظة على الهدوء بالمنطقة ،ومنع محاولات صهيونية إجرامية أخرى.

هذه الأعمال الإجرامية ،تسبب خطر داهم ومدمر للشعب اليهودي عامة، في الأراضي المقدسة والعالم، وهنا نعلن عن الآتي:
أ - نحن نقبل بخنوع و أمانة السلطة الفلسطينية علينا.
ب - لا يوجد للشعب اليهودي أي مطالب سياسية، عسكرية او اقتصادية بفلسطين.
جـ - فلسطين يجب أن تكون تحت سيطرة فلسطينية، كاملة عسكرية ،اقتصادية وسياسية.
د- حركة اليهود المتدينين العالمية ،تطالب من دول الاتحاد الأوربي ،إلغاء هذا الخطاء الظالم بإقامة دولة للصهيونيين، على حساب الشعب الفلسطيني، والعمل على إلغاء هذه الدولة وإعادة الحقوق الى أصحابها الأصليين، والقانونيين وهم الشعب الفلسطيني.
هـ - نحن اليهود المتدينين بالأرض المقدسة المعذبة ،نعلن أننا محتلون على يد سلطات الاحتلال الصهيوني منذ 54 سنة، ببشاعة وعنف وإرهاب، لكل يهودي محافظ على إيمانه وتوراته ،وهنا نطالب وبالاستناد على قرار الأمم المتحدة من سنة 48 . والذي ينص أن المدينة المقدسة "القدس" يجب أن تكون مدينه عالمية، ولا تتبع بأي شكل للصهيونيين .
د - وعلى ضوء الوضع الصعب الذي نعيش به، وبشكل خاص بعد أعمال القتل البشعة التي يرتكبها الصهيونيين ،نحن نطالب من دول الاتحاد الأوربي ،ومن خلال رفضنا السلطة الصهيونية علينا، العمل على إلغاء المواطنة الصهيونية التي فرضت علينا بالقوة ،ومكان ذلك منحنا بطاقة لاجئين دولية، تمنحنا مكانة لاجئين وتسحب من الصهاينة كل مسئولية عنا، وتجنبنا كل مسئولية عما يقوم به الصهاينة ضد الفلسطينيين ،وذلك سوف يدافع عنا هنا وبالعالم.
ونعلن هنا إننا لا نعترف بالسلطة الصهيونية، والتي تتعارض مع التوراة والقوانين الدولية، وهذا قائم حتى إعادة السلطة الكاملة للفلسطينيين، على أرجاء الأرض المقدسة ،وبشكل خاص على القدس الشرقية والغربية.
نحن نأمل بمساعدة الله ، وعندما تعود السلطة الكاملة للشعب الفلسطيني ،أن نعامل برعاية وصدق مثلما فعلوا من قبل ملوك العرب والمسلمين هنا، وبمدن الشتات ،ويعطونا الحقوق للمحافظة على قوانيننا الدينية، وتوراتنا المقدسة ،بدون أي إعاقة ،ونحن نتعهد بالصلاة لسلامهم ونجاحهم بكل الجوانب ،وذلك حسب المفروض علينا دينيا ،" لنصلي لسلام الممالك" ونعمل سويا لتطوير الأرض المقدسة، وذلك لمصلحة الشعبين الفلسطيني واليهودي، بأمانة وسلام ورفاهية ،حتى يأتي اليوم الذي يتولى الله به كل العالم ،وتنتهي الحروب وسفك الدماء بالعالم ويتوحدوا كل الشعوب "بعبادة اله واحد" .
ومن المهم الإشارة أمام حضرة السكرتير العام المحترم، وحتى يتحقق السلام العادل الذي ذكرنا ،ومع كل ذلك سوف نكون مسرورين ومؤيدين لكل عمل يقوم به الاتحاد الأوربي، يعطي به للفلسطينيين استقلالية ولو جزئية على فلسطين، أو إعادة اللاجئين الفلسطينيين لأرضهم وأملاكهم بفلسطين.
نحن نطالب بهذا من حضرة السكرتير العام المحترم ،نشر مطالبنا العادلة هذه والتي تنبع من القلب، بالدول الأعضاء بالاتحاد الأوربي، والعالم أجمع ،وذلك لإيجاد قرار يوقف سفك الدماء الفلسطينية و "الإسرائيلية" .
وعلى هذا نوقع مع كل الاحترام والأمانة والمحبة ، وندعوا لسلامتكم والخير لكم.

ناطوري كارتا لليهود المتدينين
القدس، فلسطين


المصدر : المركز الفلسطيني للإعلام