الحـاجـة مـادونـا
بقلم : نضال حمد ـ اوسلو

ستقوم ملكة البوب حاليا وممثلة البورنو سابقا النجمة "اللابسة من غير هدوم" التي غيرت اسمها من مادونا لاستير بزيارة الكيان الصهيوني للحج والتصوف على الطريقة الكبالية اليهودية .

تأتي الزيارة- الصرعة ترجمة لقيام "الحاجة" مادونا باعتناق مذهب الكبالا التصوفي اليهودي. هذا وكانت مادونا اعتنقت هذا المذهب على يدي الحاخام الأمريكي فيليب بيرغ الذي عرف عنه استقطابه لبعض النجوم الذين أصبحوا كاباليين، ومن هؤلاء اليزابث تايلور ، برتيني سيبرز ،ميك جاغر ،باربرا ستراينسد وعارضة الأزياء ناعومي كامبل التي استفادت من تكبلها كثيرا، وقد ساعدها التصوف الكبالي بقوة،حيث أصبحت تقوم بعرض بضاعتها مع الأزياء كما فعلت مؤخرا .

مبروك على الجنرالات والحاخامات و كيان الاحتلال ذاك الانحلال المتمثل بالنعومة ناعومي، و باستير الحالية ومادونا السابقة، فهذا ما كان ينقص الحاخامات ودولتهم المؤسسة على الأساطير والخرافات .

كيف ستتعلم مادونا قراءة النصوص المقدسة بعبرية فصحى، فقد لا تساعدها فصاحة هزة خصرها وطلاقة لسانها على لوك وعلك الكلمات بالعبرية القديمة ولا بالعبرية الدارجة. مسكينة حبيبة الشباب والصبايا في عالم هز يا وز، فقد استبق كبير حاخامات الكبالا قدوري الذي يكبرها بعشرات السنين مجيئها بإعلانه انه " لن يلتقي بها وانه لا يعرفها ولا يعرف أي شيء عنها" .

لكن يا شيخ قدوري مادونا معروفة أكثر من كبالتكم، واراهن لو أنكم سألتم شباب وصبايا هذه الأيام عن مادونا وعن الكبالا، فسوف تجدون أن الذين يعرفون مادونا أكثر بكثير من الآخرين الذي يعرفون مذهبكم .

مادونا-استير معروف عنها ولعها الحالي بالكبالا التي تصل بين الإنسان وأخيه الإنسان عبر التصوف والتكيف مع أنظمة حياة شديدة الصرامة في مواقع معزولة الإقامة، سوف تتخطى عقبة حاخام المائة عام وأخاه الآخر الحاخام شلومو سنكين رجل الدين اليهودي المتشدد في مذهب الكبالا، فقد أعلن الأخير للصحافيين أن على من ينوي دراسة الكبالا قبول نمط الحياة الدينية ونظام القيم الخاص بها. فمادونا بشهرتها ومقدمة بنت المحيط ومؤخرة بنات ما وراء المحيطات سوف تتغلب على لغة الحاخامات .

مسيرة الدلوعة مادونا مع الكبالا ليست جديدة إذ أنها تعود لسنة 1997 حيث بدأت دروسها الأولى. ويقال أن الذين تكبلوا أو كبلوا أنفسهم بالكبالا اليهودية الجديدة إنما يبحثون عن الراحة والطمأنينة والروحانية والتصوف. ومادونا الشهيرة أكثر من مذهب الكبالا نفسه بكثير باتت من الذين يلتزمون بيوم السبت عطلة رسمية مقدسة كما سائر يهود الدنيا. ولشدة تعلقها بالكبالة التي كبلت نفسها بها فقد قامت بإنشاء مدرسة تدرس المذهب الكبالي للأطفال بنفس و وفق الشروط التي سبق ذكرها أعلاه على لسان الحاخام شلومو سنكين.وقد كلفها هذا المشروع ملايين الدولارات،لكن لنجمة مثل مادونا تكسب من أغنية واحدة عدة ملايين من الدولار الأمريكي الذي يسميه فقراء بلادنا الغنية "أبو وجه سمح" ليست هناك مشكلة .

لمادونا الحق في أن تغير اسمها ودينها كما لمايكل جاكسون الحق في تغيير لون بشرته،لكن هل هذا سيغير من حقيقة النجمين أي شيء، فالله خلق مايكل جاكسون ببشرته السمراء ومادونا ببشرتها الأكثر بياضا واسمها الأكثر شهرة من الاسم الجديد الذي اختارته كي تبتعد عن ماضيها الحاضر دوما. لكن لا يكون الا ما يريده الله، الذي يقول للشيء كن فيكون.لذا نقول لمادونا وغيرها من نجوم التبدل والتعري والتغير والقفز من مذهب إلى آخر ومن ديانة إلى أخرى كما من موضة إلى موضة جديدة أخرى، ليس بالشيء الصعب ولا العجيب أن تبدل مذهبك خاصة اذا كان الانسان يحيا في عالم مادي بحث. لكن حسن الاختيار يبقى هو الشيء الأهم الذي سيحدد طبيعة حياة الشخص المتغير والمتبدل في زمن التغيرات والتبدلات التي تحاول بلاد مادونا الحالية فرضها على العالم والبشرية .

نضال حمد ـ اوسلو

تاريخ النشر : 21:36 13.08.04