كيف تتخلصوا من التجاعيد ؟
بقلم : نضال حمد ـ اوسلو

البعض يقول ان الفاصوليا من الأشياء التي تساعدك على التخلص من تجاعيد الوجه، والبعض الآخر يقول أن هناك ما هو أقوى وأكثر فعالية من الفاصوليا و حتى الملوخية، حيث هناك مثلا اللوبية وهي ليست من بلدة لوبية الفلسطينية التي احتلها الصهاينة سنة النكبة مع شقيقاتها من مدن وبلدات وقرى فلسطين، كما هناك أنواع لطهيها مثل اللوبية بزيت واللوبية بلا زيت، لكن وبعيدا عن زيت الزيتون وزيت الذرة وزيت " الخروع " للذين يريدون تنظيف بطونهم من مخلفات الأطعمة اليومية، وقريبا من حقول الخضراوات والألغام التي تعج بها ساحة الشرق الأوسط بشكل عام والساحة الفلسطينية بشكل خاص، فقد قرأنا عن الفاصوليا أشياء هامة.لكن قبل الدخول في لب المسألة واستبدال مهنة الكتابة بالطب ولو لفترة بسيطة تقدر بوقت كتابة هذا المقال، دعونا نشرح للقارئ فوائد الفاصوليا.

بحسب الباحثين في مركز الخدمات الزراعية الأمريكي ( أي بلاد الفيتو وأصدقاء الأعداء) فأن هؤلاء اكتشفوا أن اغلفة وقشور الفاصوليا غنية بالمواد المضادة للأكسدة التي تمنحها خصائص مضادة للشيخوخة أيضا. عندنا الشيخوخة بحبوحة حيث الريس الشيخ والشيخ الرئيس والمشايخ والعجزة والختايرة لايشيخوا فقط بل يخرفوا ولا يتركون مناصبهم.

تحتل الفاصوليا مكانا مرموقا وبارزا بين الخضراوات والفواكه الملونة التي تحارب السرطان وأمراض القلب. وهذا الاكتشاف العلمي الجدير بالاهتمام والدراسة دفع الكثير من العلماء لاستغلال الفاصوليا في إيجاد طرق فعالة لرفع قيمتها الغذائية وزيادة محتواها من الحديد والفيتامينات والمعادن الأخرى بالإضافة للمركبات القوية المضادة للتأسكد.

مشكلتنا التي نحاول معالجتها الآن ليست مع التجاعيد بل مع التعاقيد التي تعقد المسيرة الفلسطينية، خاصة أن التجاعيد منذ زمن كانت غزت وجه السلطة الفلسطينية وجعلته أقرب لورق الصبار المليء بالأشواك اليابسة والأخرى الخضراء والصفراء.ووجه السلطة ليس ككل الوجوه التي خلقها رب العباد والبلاد،حيث أصبح وجها عاجزا مملوء بالثقوب والأخاديد والألسن الزمنية التي تمتد عليه كما خطوط الطول والعرض على أرضنا الكروية. ووجه السلطة فيه مئة أذن وعشرات الأعين المفتوحة على الأصدقاء والأقرباء والمغمضة عن الأعداء. وبقرب كل أذن سماعات غريبة لا مثيل لها في خلائق رب العالمين، وفوق الأعين توجد حواجب كبيرة المظهر صغيرة الفعل، وسوداء اللون كأنها ليست من هذا الكون. طبعا اكتشف أهل فلسطين هذا العجب العجاب بعد زوال الغيوم وانسحاب السحاب وصفاء السماء ووضوح الرؤية وانقشاع الأوهام، فبعد عدة اشهر من عودة الأبناء المشردين وكأنهم فاتحوا البلاد بعد عشرات من عهد الاحتلال وعاد، ونومة أهل الكهف في كنف الإرهاب والاحتلال وجد أهل فلسطين ان الحكاية بلا نهاية وان الذين يحكمونهم ليسوا افضل حالا من الذين كانوا يحكمونهم. وهنا تفرق الناس وافترقت الطرق وشب من صار شابا وشاب من أصبح كهلا وعاب من كان شريفا، وظهرت العيوب والتجاعيد على أوجه البسمة المستعارة والجباه المحتارة.

إذا كانت الفاصوليا تساعد على محاربة التجاعيد لنشتريها كي تساعدنا على الخروج من عهد الاستعباد والتزلم الجديد، حيث تختزل القضية بوجه غزته التجاعيد وأصبح منذ زمن طويل بعيد كل البعد عن الهدف الثابت والوحيد.

يقال أن للفاصوليا ثمانية أنواع من المركبات المفيدة وللسلطة الفلسطينية ثمانية أنواع من الأجهزة الأمنية غير المفيدة، وستة من الثمانية الأولى شديدة القوة في معادلة التأثيرات الضارة للأكسدة وهي تماثل الصبغات الملونة التي تشكل عامل الحماية في العنب والطماطم وغيرها من الثمار، فأن في الثمانية الثانية وبعد البحث والاختبار لم يجد العلماء بها ما يفيد احد من الناس سوى مساعدة على تجميل أوجه العجزة والختايرة وحمايتها من التجاعيد لفترة ما من عمر الإنسان، لكنها بنفس الوقت ومع مرور الزمن تصاب نفسها بعمى الألوان وحمى الأزمان وتصبح عرضة للأفول والذوبان. وهناك ستة من الثمانية الثانية كانت فعالة في مكافحة "الإرهاب" وكفيلة بوضع حد لحياة الكثير من الأحباب، ومن فوائد تلك الستة على اصل الداء والذي هو الاحتلال والمنتفعين ، كانت المصائب لأهل فلسطين وللمقاومين،وسرعة تعامل الأجهزة تلك مع الفلسطينيين، فكانت تطلق النار على المتظاهرين وتقتل المحتجين وتلاحق المناضلين وتسلم المحتجزين وتنسق العمل مع الغازين وتقاد من قبل متأمركين، ذو وجوه متجعدة وتجاعيد لا يمكن معالجتها حتى بالفاصوليا الأمريكية المستوردة من حقول أراضي الهنود الحمر.

أشار الباحثون الأمريكان إلى أن ألوان الفاصوليا تتراوح بين الأبيض الصافي والأسود متدرجة بألوان الأحمر الخمري والبنفسجي والأرجواني. بينما الباحثون في أراضي السلطة الفلسطينية لازالوا يتخبطون في تحليل لون التجاعيد السلطوية،مع أنها واضحة المعالم وجلية المظهر، ومن أكثر مظاهرها لفتا للنظر شيخوختها البادية للعيان وترهلها الواضح، حيث الحلو فيها صار مالحا والحامي أصبح باردا والموجب سالب والشاب عجوز والعاجز مثل القادر، لا فرق في تجاعيد الوجه بين الصغير والكبير، ولا خلاف في رؤية المصير وإدارة الظهر للشعب الفقير.

أشار البحث إلى وجود علاقة بين الفاصوليا ومقاومة الأمراض ، لذا على الشعب الفلسطيني إجبار أهل السلطة الفلسطينية على تناول كميات كبيرة من الفاصوليا المحلية وليس المستوردة من أجل مقاومة الأمراض الخطيرة والمعدية. علّ داء الفساد والإفساد والتعجيز والختيرة وأصابه الشباب بالكهولة في سن مبكرة ينتهي بفضل الفاصوليا ويعود للقضية الفلسطينية بريقها الذي اختفى منذ اوسلو مع شبابها الذي سرقته الختيرة وأثقلت كاهله المخترة. نضال حمد

تاريخ النشر : 20:53 19.07.04