خطاب مفتوح الي المثقفين السودانيين :
الي متي يطول صمتكم ؟
خـالد عـويس _ الرياض
15:49 10.10.02

الي بشري الفاضل، فرانسيس دينق، توبي مادوت، بيتر قاي ، الطيب صالح ، محمد ابراهيم الشوش
، محمد وردي، أبكر آدم اسماعيل ، بثينة خضر مكي، راشد ذياب ، عزالدين عمر موسي ، محمدية، حمدي بدر الدين، محمد سعيد محمد حسن ، السر سيداحمد ، حيدر ابراهيم ، محجوب شريف ، حسين خوجلي ، الباقر احمد عبدالله ، النور الجيلاني
، محمد الحسن سالم حميد ، ناهد بشير الطيب ، تماضر شيخ الدين ، محمد الحسن أحمد
، حسّان علي أحمد ، محمد نعيم سعد ، عبدالكريم الكابلي ، أسرة الراحل المقيم / مصطفي سيداحمد ، ليلي أبوالعلا، أمين امام ، عمر رجب ، عثمان الحسن ، أيوب صديق، محمد الكبير الكتبي
أقنس لوكودو، يوسف الموصلي ، ابراهيم العوام ، حمزة سليمان ، نصار الحاج ، عصام عيسي رجب، كمال سر الختم ، تاج السر كنة ، معاوية يس وغيرهم ، اتخذ المثقفون في كل بقاع العالم التي شهدت نزاعات أهلية قاسية كالتي تشهدها بلادنا ، المواقف الكفيلة بتبرئة ذمتهم علي الأقل من المسؤولية في (الجريمة (الكاملة الا في السودان رغم أن الحرب الأهلية السودانية هي الأكثر ضراوة والأشد وقعا علي الانسان والاقتصاد والتنمية ، وناهيك عن ذلك كله ، فانها ضاعفت معاناة الشعب السوداني ، وضيّقت عليه الخناق في عيشه واضطرته للهجرة بحثا عن رزقه ، وكانت من ضمن الأسباب الاساسية لاضطراب الوضع السياسي وفوق ذلك كلّه خلّفت آلاف من المعوقين _ معظمهم من الشباب_ علاوة علي مليوني قتيل!!

نعم فلنعترف بأن أسباب المشكلة لا زالت قائمة ، ولنعترف بأن هناك ظلامات فادحة وقعت علي اهل الجنوب وكل المناطق المهمّشة في السودان اضافة الي التهميش الذي لقته ثقافات بأكملها ، لكن ما الداعي لاستمرار القتل والتشريد وكل الممارسات المنافية لحقوق الانسان التي ترتكبها حكومة الخرطوم وحركة د. جون قرنق ؟ ألم يحن الوقت فعلا لأن يتخلي المثقفون السودانيون عن ارتباطاتهم السياسية وقوقعتهم التي فرضوها علي أنفسهم للجهر برفض الحرب وتسجيل ادانة واضحة ضد تجارها والمنتفعين منها ؟
ماهي الفائدة التي حصدها انسان الجنوب منذ 1955م و ما الذي اضيف لرصيده في مجال حقوق الانسان منذ 1983م ؟

ما الضير من كتابة بيان يمهره كل المثقفين والمبدعين السودانيين ضد الحرب وضد رموزها وضد استمراريتها وضد كل أحزابنا وقادتها الذين عجزوا عن تحقيق تقدم في مسيرة السلام ، بل وانتكست عملية السلام علي ايديهم لأن العناية لم تكن موجهة للوطن وانما للمصالح الضيّقة التي تضمن لكل واحد منهم قسمة (عادلة) في السلطة والثروة ؟

لماذا نري في كل يوم بيانات للمثقفين في مصر وسوريا ولبنان وامريكا وفرنسا والسعودية ، ولم نحرك ساكنا من اجل قضية أهم من قضايا شعوب أخري لم تلق ما لقيناه رغم احترامنا لقضاياها ؟

لماذا لا نتحرك بصورة جادة ونتبادل الآراء في الداخل والخارج لتسويد بيان يوقعه المبدعون والأكاديميون ، الكتاب والشعراء ، النقّاد والمسرحيون ، أساتذة الجامعات ، المطربون ، الموسيقيون ، التشكيليون ، الروائيون ، الصحفيون ، رؤساء تحرير الصحف ومدراء الجامعات ، وكل النخب المثقفة في السودان ، لماذا لا نشرع في كتابة هذا البيان ومن ثم التنسيق والاتصال مع جميع النخب السودانية من أجل التوقيع ثم نشر البيان علي مستوي العالم وبكل اللغات وتقديمه الي المنظمات والهيئات والحكومات والي كل اطراف الحرب في السودان ( ولا استثني حزبا او جماعة سياسية ) ولتكن الادانة واضحة لكل السياسيين السودانيين ولكل الأحزاب السودانية وليكن البيان بمثابة جرس انذار أوّل لتفعيل وتنشيط دور المثقف السوداني توعويا وتنويريا ، ولتكن لجنة اعداد البيان محتوية علي كل الوان الطيف العرقي والثقافي ، وعلي كل ميادين الثقافة والابداع ، نساء ورجالا ، وليشرع مبدعو السودان في وضع خطوط عريضة لبيان يستوعب الجميع ويخاطب أطراف الحرب لوضع حد لها وابانة دور المستنيرين في اطفاء حرائقها وتضميد جراحها .
الأستاذ خالد عويس مع التحيات