فلتقطعوا رأس المقاومة !!
خـالد عـويس *
00:03 15.08.02

  • شتان ما بين ارادة وارادة ، تريد "اسرائيل" لـ (مروان) أن يوصم بالارهاب ويدمغ بقتل (الأبرياء) ويتيقن العالم أجمع من أنه يقود خلايا ارهابية لا همّ لها الا ترويع الأبرياء والقتل (بدم بارد) ، وتريد الولايات المتحدة لحليفتها الأولي في المنطقة أن تكمل مهمتها في تعقب الخلايا الارهابية علي أكمل وجه ، والحقيقة أن "اسرائيل" تؤدي المهمة بكفاءة واقتدار ، فالقذائف والصواريخ لم تترك بيتا يؤي ارهابيا الا سوّته بالأرض ولا يهم ان شمل القصف حفنة من ( الأطفال) ، ففي سبيل القضاء علي (الارهاب) يمكن تطويع (الميكيافيلية) الي أقصي حد من دون التفكير في أن مكافحة الارهاب _ كما تزعم الحليفتان _ هو ارهاب بحد ذاته !!

  • ويريد (مروان) الحرية لشعبه ، والحياة الآمنة للأطفال الفلسطينيين وجلاء قوات الاحتلال عن أرضه ... كانت أفعال مروان الي وقت قريب تعد نضالا شريفا لا يحاسب عليه المرء طالما أنه لم يبادر بالاعتداء ، وطالما أن الاحتلال جاثم علي صدره لا ينفك يحاصر الفلسطينيين بالدماء والأشلاء !!

  • أضحت أفعال مروان بعد 11 أيلول جرما يستحق العقاب والمساءلة "الاسرائيلية" و (الطناش) العالمي ، فالذين هاجموا الولايات المتحدة في (عقر دارها) هم عتاة الارهابيين وأساطين الاجرام ، يساقون الي غوانتنامو ، وتدك عليهم الكهوف في تورا بورا ، وبسبب جرمهم يساء الي الاسلام والمسلمين ويضيّق عليهم في الغرب ، ومن حق الولايات المتحدة _ طالما أنها تملك القوة _ ان تتعقبهم في كل مكان وتتناسي من أجلهم (حقوق الانسان) و( العدل) وغيرها من المصطلحات التي اضحت عنوانا لحقبة تاريخية انقضت مع انقضاء برجي التجارة في نيويورك ، أما الذين يتصدون للهمجية "الاسرائيلية" في الأراضي الفلسطينية المحتلة ، ويدافعون عن أنفسهم في وجه عدو يعبث بأرضهم وينكص عن الاقرار بحقهم في حياة كريمة ، فهم _ بنظر _ الولايات الجديدة _ ومشايعيها خارجون عن القانون !!

  • محاكمة مروان البرغوثي ، هي آلية عدلية مقلوبة ، تكافيء المجرم ولمّا يغسل يديه من دم الأبرياء ، وتضع (الضحية) في قفص الاتهام ... "اسرائيل" تفعل ذلك لأن (الأمم المتحدة) تشجّع علي (ارتكاب المذابح) وتناصر الأقوياء ....فقط !!

  • تخطيء "اسرائيل" اذ تتوهم أن تصفية (أبى علي مصطفي) و (صلاح شحادة) ووضع (البرغوثي) قيد الحبس وتقديمه الي محاكمة (مهزلة) سيضع حدا لنضال (شعب ثائر) !!

  • لماذا لا ترغب الولايات المتحدة في التعلّم من تجاربها ، العظماء أمثال _ هوشي منّه وجيفارا وباتريس لومببا ومانديلا والبرغوثي _ يكون الهمّ الشخصي والمتاعب المتوّلدة عن النضال في آخر سلّم أولوياتهم !!

  • وأن الشعوب التي توّسد أطفالها الثري وتواري التراب في كل صباح خيرة أبنائها ، لا تتنازل عن حقّها في العيش بكرامة ، ولا عن أرض دفعت ثمنها من الدماء الغالية ، وأن تصنيفات اليمينيين الذين يسيطرون علي العالم الآن ودمغهم الآخرين بالارهاب والعنف لن تستر رغباتهم الجامحة في سفك الدماء ، ولن تفلّح في لفت الانتباه عن فظائعهم واختلال معاييرهم وأياديهم التي تربت علي رؤوس الجلادين في تل أبيب !!

  • نعم ، ... ندرك أن الشعب الفلسطيني يقاتل وحده !

    لكن شعبا رموزه الشهداء من الأطفال والشيوخ والفتيات دون سن العشرين ، وقياداته هي التي تؤازر المناضلين من تحت الثري ، لن يحتاج لصكوك دولية (تافهة) تبرر نضاله ، ولن يعوزه (اذن) من الواجهات الزجاجية المصقولة في (نيويورك) ليعلّم الموت ... كيف يكون الموت جميلا !!

  • فلتصلبوا البرغوثي ، ولتحاكموه جزاء مناداته بحقوقه وحقوق شعبه ، لكن هل ستسقط الحقوق ؟

  • لمصطفي العقّاد لقطة سينمائية مؤثرة في (عمر المختار) ، بعد أن أفلح الطليان في اقتياد الشيخ الي حبل المشنقة ، سقطت عوينات المجاهد الكبير علي الارض فالتقطها طفل ليبي صغير ، كان يعني (المستقبل) واستمرار الكفاح بعيون جديدة .... سقط عمر المختار ، لكن لم ينته الكفاح ، جيل جديد استشرف أعماق الغد وتيقن من أن هذه الأرض له ، أجلي الطليان عن الأرض وبقي الليبيون وبقيت (عوينات) الشيخ المجاهد تذّكر الاجيال بمعني العزة والكرامة !!

  • يا كبرياء الجرح لو متنا .... لحاربت المقابر !!

  • الأستاذ خالد عويس مع التحيات