السودان : ملفات الحرب القذرة !!
خـالد عـويس _ الرياض
16:56 17.09.02

اتهم المتحدث باسم الجيش السودانى الجنرال ابراهيم سليمان فى تصريحات صحفية زعيم الحركة الشعبية لتحرير السودان د. جون قرنق بأنه (تاجر حرب) ، مصعّدا بذلك اللهجة الساخنة التى ابتدأها الجنرال البشير فى أعقاب سقوط (توريت) فى قبضة الحركة ، موحيا بأن مفاوضات (من نوع آخر) تدور على الميدان العسكرى بحثا عن تقوية الموقف السياسي والتفاوضي بعد أن تعثرت الجولات التى مهدذت لأرضية مشتركة على الرغم من هشاشة تلك الأرضية !

الجنرال سليمان _ متحدث الجيش السوداني _ ليس بعيدا عن الصواب _ رغم نسيانه أمر مهاجمة قواته الجيش الشعبي حوالي مناطق النفط فى وقت سابق _ ، فالعقيد قرنق لا يمكن تبرئته من الاتجار بالحرب والانتفاع من ثمراتها في حين أن نارها يصطلي بها أطفال الجنوب الذين اما غدت صورهم أرشيفا انسانيا نادرا و(مأسويا) فى وكالات الانباء العالمية أو سيقوا الي صفوف مقاتلي الحركة عنوة ، الأمر الذي لا تستطيع الحركة الشعبية نفيه بعد اطلاق (اليونسيف) سراح 8000 يافعا من شبيبة الجنوب يونية الماضي ، غير أن الفريق ابراهيم سليمان لا يختلف عن د. جون قرنق ، فهما وجهان لعملة (رديئة) واحدة ، وهو الآخر _ وجنرالات الانقاذ _ متكسبون من الحرب ، استمدوا شرعية وجودهم في السلطة من التلاعب بالمصطلحات الاسلامية وحشرها فى كل شيء وتغذية مناخ العنف والوحشية فى طول السودان وعرضه ، ولقي آلاف من الطلاب حتفهم نتيجة اصرارهم على انفاذ مشروع (آحادي) فقد كل مقومات بقائه ، وأضحي لافتة تخفي وراءها العجز السياسي فى أوضح صوره ، وليس أدل علي ذلك من الأدلة القوية التى تؤكد على قيام هؤلاء بقصف قري ومدن كاملة فى الجنوب وحرقها بالكامل بتهمة تواطؤ (مواطنى الدولة) مع الأعداء !!

الفريق الهمام ، بدلا من أن يحشد قواته المنهارة معنويا فى وجه زحف قرنق فى اتجاه (جوبا) ، لجأ _ كالعادة_ الى الأساليب القذرة فى استدراج الصبية وارغامهم على خوض الحرب انابة عن الخرطوم التى ينعم حكامها بحسابات فى مصارف سويسرا ، وصفقات مشبوهة تدار من وراء ظهور السودانيين أدت لظهور طبقة مخملية ليس بامكانها التنازل عن امتيازات ضخمة لجهة أن ينعم أهل الجنوب بقليل من الأمن و... الرفاهية !!

وفى واقع الأمر ، فان (ثوار نيروبى ) يتمتعون بذات المزايا ، ويعيشون حياة رغدة كريمة ، وفى المقابل فانهم يقحمون الأطفال فى الحرب الدامية من أجل (القضية) !!

أىّ قضية هذه التى يدفع ثمنها (الصغار) ويقبض ثمنها (الكبار) فى (الخرطوم) و(نيروبى) !؟

ان القضية الحقيقية هى فى هذه (القضية) !!
الأستاذ خالد عويس مع التحيات