الشيخ عز الدين القسام يدعو الى الجهاد المقدس
تاريخ النشر : 18:57 30.05.02

الحلقة الثالثة

على الرغم من تعهدات الأمير فيصل ابن شريف مكة لهم إلا أن اليهود كانوا على دراية بأن الفلسطينيين لن يقبلوا بضياع أرضهم بهذه السهولة .
فكتب بن غوريون عام 1919 يقول : أنا لا أعرف فلسطيني واحد يقبل بدولة لليهود في فلسطين ، نحن كأمة يهودية نريد ان تكون هذه البلاد لنا والفلسطينيون يريدونها لهم . لذلك كان بن غوريون يعرف انه لا بد من إستخدام القوة والعنف ضد الفلسطينيين .
في عام 1920 بدأ التنفيذ العملي لمعاهدة سايكسبكو فوقعت سوريا ولبنان تحت نفوذ فرنسا فيما سيطرت بريطانيا على فلسطين والعرق والأردن .
شعر الفلسطينيون بالمؤامرة التي تحاك حولهم من زعماء الصهيونية والأمراء العرب فقرروا الإعتماد على أنفسهم في مواجهة الصهيونية ومخططات التهويد فأسسوا في عام 1920 حركة مسلحة أطلقوا عليها اسم (القبضة السوداء) والتي رفعت شعاراً " فلنضرب الحلزون الصهيوني وهو صغير قبل ان يكبر ويضربنا" وبدأت حركة (القبضة السوداء) تشن هجمات وسطوات مسلحة على المستوطنات والتجمعات الصهيونية .
ترافق ذلك مع أحداث القدس التي قادها الشاب أمين الحسيني الذي كان يبلغ من العمر 27 عاماً والذي أخذ يحرض الناس ضد الإنتداب البريطاني والصهاينة على حد السواء مما أدى الى حدوث ثورة شعبية وإضرابات وإحتجاجات متواصلة شملت مناطق القدس والخليل ونابلس وعمت جميع مدن ما يعرف اليوم بالضفة الغربية .
لكن سرعان ما ألقت شرطة الإنتداب البريطاني القبض على أمين الحسيني وحكمت عليه بالسجن لمدة 10 أعوام ، إلا أن أمين الحسيني إستطاع الهروب الى سوريا حيث بدأ يتنقل في البلدان والأقطار العربية في محاولة يائسة لشرح خطر تهويد فلسطين .
هذا الفراغ الذي تركه غياب أمين الحسيني سهل على البريطانيين إعادة السيطرة على الأوضاع في القدس وجوارها وفتح المجال للعائلة الهاشمية ممثلة بعبد الله الأول بدء رحلة طويلة من العلاقات المتشعبة مع قادة الصهيونية والبريطانيين أدت الى إبرام إتفاقات سرية على حساب الفلسطينيين وقضيتهم واصبحت العائلة الهاشمية تنافس شرفاء مكة على نيل محبة قادة الحركة الصهيونية .
ويعتقد المؤرخون ان جذور هذا التنافس تعود الى خلافات قديمة بدأت بطرد الهاشمين من مكة قبل ان يلجئوا الى الأردن .
في عام 1921 ألقى الشيخ عز الدين القسام في جامع الإستقلال في مدينة حيفا التي كان قد وصل إليها قادماً من سوريا ، خطبة أعلن فيها الجهاد المقدس لتطهير أرض فلسطين من الدنس اليهودي كما أصدر فتوة إعتبر فيها بيع الأرض لليهود خيانة لله ورسوله وأن ما تم بيعه من قبل ملاك الأرض العرب إنما هو بيع باطل لأن أرض فلسطين هي وقف للمسلمين جميعاً ، في نفس الوقت بدأ الرجال ببيع مجوهرات نساءهم وجمع الأموال لشراء أسلحة للمتطوعيين .
وكانوا كلما جمعوا المال الكافي أرسلوا ثلاثة رجال منهم الى مصر لشراء البنادق من هناك . وكان الشيخ القسام لا يترك فرصة إلا تحدث فيها عن الخطر الصهيوني المحدق مما جعل له مصداقية كبيرة لدى الفلسطينيين سواء كانوا من المسلمين او المسيحيين .

إعداد : احمد منصور
الحلقة السابقة
الحلقة القادمة