خـط الدفـاع الأول
بقلم : المهندس صبيح أتاسي

تعد منطقة الشرق الأوسط من اكثر المناطق اشتعالا على كوكبنا في هذه الأيام . فالقتال محتدم بين الجيش الأميركي بمساعدة جيوش تشرف عليها و وتلعب دورا في تمويلها حكومة الولايات المتحدة الأميركية من جهة وما يسمونه " بالإرهاب " من جهة أخرى . سأحاول في هذا المقال تحليل جذور هذا الصراع وسيرته و استقراء مسيرته و تطوره .
تعتبر أمريكا اليوم القطب الأوحد في العالم , فعندها اكبر قوة عسكرية ضاربة وعندها تطور تكنولوجي الأرفع مستوى و ...الخ , أليس عندها جميع مقومات النصر والسيادة ؟ . بناء على ذلك يرى بعض " الواقعيين " انه لا مجال للشك بان النصر حليف أمريكا و أن أمريكا اليوم هي سيدة العالم بلا منازع و أن مقاومتها صنف من الهراء . أستسمحهم المعذرة باني لا أوافق على هذا الرأي وذلك بناء على منطلق علمي , إن الانتصار في معارك لا يعني الانتصار النهائي إذ لا يكون الانتصار نهائيا إلا إذا نتج عنه وضعا مستقرا , ومن المعروف علميا أن افضل أنواع الاستقرار هو الاستقرار الطبيعي , وانه كلما ازداد استعمال القوة للتحكم كان الاستقرار قلقاً لان أي ضعف في أي قوة من قوى التحكم تحث هزة في الاستقرار قد تؤدي إلى الفلتان الكامل ونتائج غير متوقعة , واكر دليل على ذلك الحادثة التي هزت العالم بالسقوط السريع " للقطب الآخر " ( للاتحاد السوفيتي ) . و هنا يفرض سؤال ملح نفسه لماذا هذا الاعتماد الأميركي الكلي على القوة لفرض الاستقرار الذي تسعى إليه في الشرق الأوسط ؟ , هل عن جهل البراغماتية الأميركية بهذه القاعدة العلمية ؟ , لا أظن ذلك وقد لامها حلفاؤها على الاعتماد عى القوة فقط و استعمالها المفرط للقوة . وإذا كان لابد من البحث عن السبب فلا بد من دراسة لدوائر صانعي القرار الأميركي .

لم يكن هنالك شك لدى الأكثرية المطلقة من الشعب العربي بوحدة المواقف بين الحكومات الاستعمارية الغربية وبين الصهيونية , لكنه كان هنالك انقسام بالرأي في ما إن كان القرار ينبع من الحكومات الاستعمارية حيث يَستغلون اليهود و الصهيونية لأطماعهم الاستعمارية أم أن الصهيونية هي المؤثرة في قرارات الحكومات الاستعمارية ؟ . اصبح الأمر واضحا في السنين الأخيرة فلم يعد سوى أقلية تشك بقوة اليهود في صناعة القرار الأميركي , وكانت واضحة أبان عهد كلينتون , فقد استطاع د. إبراهيم ناجي علوش تجميع بعض الأسماء , أعيد ما نشره في مقال " اليهود والولايات المتحدة:من يسيطر على من؟ " وهذا مقطع منه : >> تعالوا نعلن بعض الأسماء والمواقع اليهودية والصهيونية في الإدارة الأمريكية أبان عهد كلينتون، وقد حصلت عليها عن طريق الإنترنت، ومقابل الاسم والموقع الاسم بالإنجليزية :

Madeleine Albright مادلين أولبرايت - وزيرة الخارجية
Robert Rubin روبرت روبن - وزير المالية
William Cohen وليم كوهن - وزير الدفاع
Alan Greenspan ألن غرينسبان - رئيس البنك المركزي
Dan Clickman دان غليكمان - وزير الزراعة
George Tenet جورج تينيت - رئيس ال CIA
Samuel Berger صموئيل برغر - رئيس مجلس الأمن القومي
Evelyn Liebermann إيفلين ليبرمان - رئيسة إذاعة صوت أمريكا
Stuart Eisenstat ستيوارت أيزنستات - نائب وزير الخارجية لشؤون أوروبا
Charlene Barshefsky شارلين بارشفسكي - الممثلة التجارية الأمريكية (التي تفاوض في قضايا التجارة الخارجية)
Susan Thomases سوزان توماسز - المساعدة الرئيسية للسيدة الأولى
Gene Sperling جين سبرلنغ - رئيس المجلس الاقتصادي القومي الأعلى
Ira Magaziner إيرا ماغازينر - رئيس المجلس القومي لشؤون السياسات الصحية
Peter Tarnoff بيتر تارنوف - نائب وزير الخارجية المفوض
Alice Rivilin أليس ريفلين - عضو في المجلس الاقتصادي القومي الأعلى
Janet Yellen جانيت يلين - " " " " " "، ورئيسة مجلس المستشارين الاقتصاديين
Rahm Emanuel رام إيمانويلي - مستشار سياسي للرئيس (الأساسي)
Don Sosnik دون سوسنك - مستشار للرئيس
Jim Steinberg جيم ستينبرغ - مفوض مجلس الأمن القومي

Robert Weiner روبرت فاينر - منسق السياسات المتعلقة بالمخدرات
Jay Footlik جاي فوتليك - ضابط الاتصال مع اليهود
Robert Nash روبرت ناش - رئيس الشؤون الرئاسية الخاصة
Jane Sherburne جاين شربرن - محامية الرئيس
Mark Penn مارك -ن - خبير الشؤون الآسيوية في مجلس الأمن القومي

Sandy Kristoff ساندي كريستوف - رئيسة العناية الصحية (Health Care)
Robert Boorstine روبرت بورستين - مساعد للاتصالات
Keith Boykin كيث بويكن - مساعد للاتصالات
Jeff Eher جيف إيهر - مساعد خاص للرئيس
Tom Epstein توم إبستين - المستشار القومي للرعاية الصحية

Judith Feder جودث فدر - عضو في مجلس الأمن القومي
Richard Feinberg ريتشارد فاينبرغ - مساعد رئيس شؤون المحاربين القدامى
Hershel Gober هرشل غوبر - الرئيس المفوض لإدارة مراقبة الأطعمة والعقاقير
Steve Kessler ستيف كيسلر - مستشار البيت الأبيض
Ron Klein رون كلاين - مساعد وزير التعليم
Margaret Hamburg مارغريت هامبورغ - مديرة المؤتمرات الصحفية
Karen Alder كارين آلدر - مديرة القسم السياسي لوزارة الخارجية
Samuel Lewis صموئيل لويس - عضو في مجلس الأمن القومي
Stanley Ross ستانلي روس - عضو في مجلس الأمن القومي
Dan Shifter دان شيفتر - مدير قوات حفظ السلام (Peace Corps)

Eli Segal إيلي سيغال - الرئيس المفوض لملاك البيت الأبيض
Jack Lew جاك لو - المدير المفوض لدائرة الرقابة المالية
James Rubin جيمس روبن - مساعد وزير الخارجية
David Lipton ديفيد ليبتون - مساعد وزير المالية
Lanny Breuer لاني بروير - مستشار خاص للرئيس
Richard Holbrook ريتشارد هولبروك - ممثل خاص لحلف الناتو
Kenneth Apfel كينيث آبفل - رئيس صندوق الضمان الاجتماعي
Joel Klein جول كلاين - مستشار مفوض للبيت الأبيض
Sidney Bluementhal سيدني بلومينتال - مستشار خاص للسيدة الأولى
David Kessler ديفيد كسلر - رئيس إدارة مراقبة الأطعمة والعقاقير
Seth Waxman سيذ فاكسمان - مسؤول جمع التبرعاتDennis Ross دينيس روس - مبعوث وممثل للشرق الأوسطHoward Shapiro هوراد شابيرو - المسؤول القانوني في ال FBI

Lanny Davis لاني ديفيز - مستشار خاص للبيت الأبيض
Sally Katzen سالي كاتزن - رئيسة دائرة المراقبة المالية
Kathleen Koch كاثلين كوخ - ترأس مكتب الفرص المتكافئة في ال FBI
John Podesta جون بوديستا - مفوض رئيس لملاك البيت الأبيض
Alan Blinder ألين بلايندر - نائب رئيس البنك المركزي
Ron Klain رون كلاين - رئيس ملاك آل غور

بالإضافة إلى ذلك، فإنّ سفراء الدول التالية من اليهود: ألمانيا، فرنسا، بولندا، الدانمارك، هنغاريا، رومانيا، بلجيكا، روسيا البيضاء، جنوب إفريقيا، الهند، تركيا، نيوزيلندا، مصر، السويد، المغرب، سنغافورة، زامبيا، البرازيل، بوليفيا، المكسيك، كندا، كوبا، النرويج، وسويسرا.

ولذلك، بعد كل هذا، يعود السؤال ليطرح نفسه: من يهيمن على من؟ الصهيونية أم الإمبريالية ؟ ومن يوظّف من؟ وإذا كان اليهود هم الذين يسيّرون السياسة الأمريكية كيهود، فعلى أية أرضيّة نظرية نعقلن صراعنا معهم غير الأرضيّة الدينية؟

بالنسبة لعهد بوش نجد هذه الأسماء التي نشرة " المركز الفلسطيني للإعلام " وهي :

1 - ريتشارد بيرل Perle: Richard : كان لفترة قريبة أحد مستشاري بوش في السياسة الخارجية، ورئيس مجلس السياسة الدفاعية في البنتاغون. هو على الأرجح عميل للحكومة الإسرائيلية. لقد طرد بيرل من مكتب السناتور هنري جاكسون في السبعينيات بعدما قبضت عليه وكالة الأمن الوطني وهو يمرر للسفارة الإسرائيلية وثائق سرية جداً (للأمن القومي). وقد عمل لاحقاً لشركة الأسلحة الإسرائيلية. Soltam

2 - بول وولفوفيتز Wolfowitz: Paul : هو نائب وزير الدفاع وعضو في مجلس بيرل للسياسة الدفاعية في البنتاغون. إنه مساعد لبيرل وثيق الصلة به، ويقال إنه على صلات وثيقة بالجيش الإسرائيلي. شقيقته تعيش في "إسرائيل". وهو القائد الرقم اثنين في هذه الإدارة خلف سياسة الدعوة للحرب على العراق.

3 - دوغلاس فيث Feith Douglas : هو نائب وزير الدفاع ومستشار سياسي في البنتاغون. وهو معاون وثيق الصلة ببيرل وخدم بصفته مستشاره الخاص. ومثل بيرل والآخرين، فيث متطرف في دعمه لإسرائيل وقد دافع عن سياسات معادية للعرب في الماضي. وهو على صلة وثيقة بالمجموعة المتطرفة «المنظمة الصهيونية الأميركية» التي تهاجم حتى اليهود الذين لا يؤيدون نظراتها المتطرفة. وفيث كثيراً ما يتكلم في مؤتمرات هذه المنظمة. وهو يدير مكتب محاماة صغير، له فرع خارجي واحد في إسرائيل. ومعظم عمل المكتب هو تمثيل المصالح الإسرائيلية. أما موقع المكتب على الانترنت فيقول، قبل تعيين فيث في منصبه، إنه «يمثل صانع أسلحة إسرائيلياً». ويمثل فيث أساساً الآلة العسكرية الإسرائيلية. وهو مثل بيرل وولفوفيتز يروّج بقوة لهذه الحرب الإسرائيلية بالواسطة ضد العراق.

4 - ادوارد لوتواك LuttwakEdward : هو عضو في فريق دراسات الأمن القومي في البنتاغون. ويقال إنه مواطن إسرائيلي وإنه علّم في إسرائيل. لوتواك يكتب بانتظام لصحف إسرائيلية وأخرى مؤيدة لإسرائيل. وهو متطرف إسرائيلي والموضوع الرئيسي في الكثير من مقالاته هو ضرورة أن تخوض الولايات المتحدة حرباً ضد العراق.

5 - هنري كيسينجر Kissinger Henri : هو واحد من مستشارين كثر للبنتاغون. وهو عضو في مجلس السياسة الدفاعية في البنتاغون بإشراف بيرل. ومن أجل معلومات تفصيلية حول الماضي الشرير لكيسينجر، يمكن قراءة كتاب سيمور هيرش (ثمن السلطة. كيسينجر في البيت الأبيض أيام نيكسون). كيسينجر شريك في جرائم ووترغيت، وفي الجرائم الجماعية في جنوب شرق آسيا، في ديكتاتورية التشيلي، وفي وقت قريب خدم كمستشار لديكتاتور صربيا سلوبودان ميلوسيفيتش، وهو يدعو دائماً للذهاب إلى الحرب ضد العراق. كيسينجر هو أرييل شارون أميركا.

6 - دوف زاخم : DovَZakhei : هو نائب لوزير الدفاع، ومراقب للنفقات، وموظف مالي عالي الرتبة في وزارة الدفاع. هو حاخام مكرّس، ويقال إنه يحمل الجنسية الإسرائيلية. وزاخم كان متابعاً في الكلية اليهودية في لندن وأصبح حاخاماً أرثوذكسياً مكرّساً في سافي عام 1973، وكان أستاذاً مساعداً في جامعة نيويورك اليهودية التلمودية، وهو قريب من اللوبي الإسرائيلي.

7 - ل. لويس ليبي Libby: Lewis .L : هو رئيس موظفي نائب الرئيس ديك تشيني، ومستشاره المؤيد لإسرائيل الأعلى رتبة. وهذا يساعد في تفسير موقف تشيني الغريزي في الدعوة لاجتياح العراق. ليبي مساعد قديم لوولفوفيتز. وهو محام للجاسوس الإسرائيلي المدان مارك ريتش الذي عفا عنه بيل كلينتون في الأيام الأخيرة من ولايته.

8 - فلوبير ساتلوف Satloff: Folbert : هو مستشار مجلس الأمن القومي الأميركي، وكان المدير التنفيذي لـ«لجنة التفكير» الخاصة باللوبي الإسرائيلي والمسماة «معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى». علماً أن «خبراء» كثيرين للوبي الإسرائيلي يأتون من هذه المؤسسة الواجهة مثل مارتن أنديك.

9 - اليوت ابرامزAbrams: : مستشار لمجلس الأمن القومي. وقد عمل سابقاً في «لجنة التفكيرس: «مركز الأخلاقيات والسياسة العامة» في واشنطن. وأثناء رئاسة رونالد ريغان كان أبرامز مساعداً لوزير الخارجية، يدير، في معظم الأحيان، شؤون أميركا اللاتينية. وقد لعب دوراً مهماً في فضيحة إيران - كونترا والتي تتعلق ببيع إيران على نحو مخالف للقانون أسلحة للقتال ضد العراق، وبتمويل غير شرعي لمتمردي «الكونترا» الذين كانوا يقاتلون لإطاحة حكومة نيكاراغوا الساندينية. وقد خدع أيضاً ثلاث لجان في الكونغرس في شأن تورطه وواجه تالياً اتهامات جنائية بالاستناد إلى شهادته.

وقد اعترف أبرامز بأنه مذنب في 1991 في جنحتين وقد حكم عليه بالسجن سنة مع إطلاق سراح تحت المراقبة وبمئة ساعة من الخدمة الاجتماعية. وبعد سنة منح الرئيس السابق بوش أبرامز عفواً شاملاً. وابرامز كان واحداً من ابرز اليهود الصقور المؤيدين لإسرائيل في وزارة الخارجية أيام رئاسة ريغان.

10 - مارك غروسمان Grossman: Marc : نائب وزير الخارجية للشئون السياسية. كان المدير العام للسلك الخارجي ومديراً للموارد الإنسانية في وزارة الخارجية. غروسمان واحد من الرسميين اليهود المؤيدين لإسرائيل من إدارة كلينتون والذين رفّعهم بوش إلى مناصب أعلى.

11 - ريتشارد هاس Haass: Richard : هو مدير التخطيط السياسي في وزارة الخارجية وسفير. وهو مدير برامج الأمن القومي وعضو رفيع في مجلس العلاقات الخارجية . كان واحداً من أكثر اليهود الصقور دعماً لإسرائيل في إدارة بوش الأب وعضواً في مجلس الأمن القومي وداعية ذهاب إلى الحرب ضد العراق. هاس هو أيضاً عضو في فريق دراسات الأمن القومي في وزارة الدفاع.

12 - آري فليشر Fleischer: : هو ناطق رسمي باسم البيت الأبيض في إدارة بوش الابن. ذو موقع بارز في المجتمع اليهودي. يقول بعض التقارير إنه يحمل الجنسية الإسرائيلية. وفليشر على صلة وثيقة بمجموعة يهودية تعتمد مذهب «القبلانية» الذي ينظر نظرة مهينة ومتطرفة لغير اليهود. وفليشر كان الرئيس - الشريك للمنتدى اليهودي في الكونغرس وقد تلقى جائزة القيادة الشابة من الأصدقاء الأميركيين لـLubavitch في أكتوبر 2001.

13 - جيمس شليسنجر Schlesinger: James : هو واحد من مستشارين كثيرين في البنتاغون. وهو عضو في مجلس السياسة الدفاعية في البنتاغون بإشراف بيرل، ومستشار يهودي آخر متطرف ومناصر لإسرائيل يدعم الحرب على العراق. وشلنسنجر هو أيضاً مفوض في فريق دراسات الأمن القومي في وزارة الدفاع.

14 - مل سمبلر Sembler: Mel : هو رئيس مصرف الولايات المتحدة للاستيراد والتصدير. جمهوري يهودي مرموق والرئيس المالي الوطني في اللجنة الجمهورية الوطنية. ومصرف الاستيراد والتصدير يسهل العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والدول الأجنبية وخصوصاً تلك التي تعاني من مشكلات اقتصادية.

15 - مايكل شرتوف hertoff: Michael : مساعد النائب العام في الدائرة الجنائية في وزارة العدل.

16 - جوشوا بولتن Bolten: Joshua : المدير السياسي الأول لبوش، مصرفي ومساعد سابق في مجلس النواب. بارز في المجتمع اليهودي.

17 - آدم غولدمان Goldman: Adam : يلعب دور صلة الوصل الخاصة بين البيت الأبيض والمجتمع اليهودي.

18 - جوزف جلدنهورن Gildenhorn: Joseph : هو صلة الوصل الخاصة بين حملة الرئيس بوش الانتخابية والمجتمع اليهودي. كان المدير المالي لحملة بوش ومنسّقها، وهو سفير سابق في سويسرا.19 - كريستوفر غيرستن Gersten: Christopher : نائب وزير في الإدارة الخاصة بالأطفال والعائلات. كان المدير التنفيذي في التحالف اليهودي الجمهوري. هو زوج وزيرة العمل ليندا شافيز. ويقال إنه مؤيد بشدة لإسرائيل أولادهما تربوا كيهود.

20 - مارك واينبرغر Weinberger: Mark : مساعد وزير الخزانة للسياسة الضريبية.

21 - صموئيل بودمان Bodman: Samuel : هو نائب وزير التجارة. كان رئيس شركة كابوت في بوسطن (مساتشوستس).

22 - بوني كوهن Cohen: Bonnie : نائب وزير الخارجية للإدارة.

23 - روث ديفيس Davis: Ruth : مدير معهد السلك الخارجي الذي يتبع لمكتب نائب وزير الخارجية للإدارة. هذا المكتب مسئول عن تدريب كل موظفي وزارة الخارجية (بمن فيهم السفراء).

لمعرفة طريق اتخاذهم القرار سنهتم بالجامع بينهم وهي " العقيدة اليهودية " . حيث لكل عقيدة بديهيتها و مسلمات تلعب المسلمات دورا رئيسا في اتخاذ القرار , بديهية العقيدة اليهودية وجود الخالق وهي بديهية موجودة عند جميع الأديان , وتعتبر جميع الأديان الخالق مالك القوة المطلقة وكذلك جميع الأديان تعتبر أن تعليماته مسلمات يجب التقيد بها بدون تردد وعلى أساسها تتخذ المواقف والقرارات . لمعرفة خصائص مسلمات العقيدة اليهودية نعود إلي " العهد القديم " ,وهو مقدس عند اليهود على أساس انه العهد بينهم و بين إلههم ( حتى الآن لا أستطيع أن أتصور إمكانية حدوث عهد أو معاهدة بين خالق و مخلوق او بين صانع و منتج ) . إليك أساس بعض المسلمات التي يربون اليهود أطفالهم عليها .

سأكتب عنوان الصفحة للنص الأصلي من " الكتاب المقدس " المأخوذة منه ما أورده إذ قد يشك القارئ بحقيقتها , وهذا ما حصل معي في حوار مع تشكي حين قال لي " لا يمكن أن يكتب ذلك صراحة في كتاب ", و رقم الجملة فتجده داخل النص .

مداخلة : >> للأسف قبل الانتهاء من الكتابة حجب الموقع الذي عليه النص الأصلي , سأبقي العنوان عسى أن يكون الحجب لأسباب فنية ويعاد ظهوره , لأنه الأسهل في البحث و سأورد بأسفل كل نص العنوان العام حيث يمكن التحقق من وجود الفكرة ولو اختلف النص قليلاً بين طبعات "الكتاب المقدس" المطبوعة عام 1973 وما قبل كما يمكن التحقق بواسطة النشرات الموجودة على العنوان نين { www.iam2serve.com } أو { www.al-ketab.net } على أن البحث على النص في هذين العنوانين يتطلب شيء من الجهد عكس ما كان يمكن لو أعيد ما كان على العنوان المذكور في أعلى النص , إذا أحببت رؤية " الكتاب المقدس " في حلة جديدة (مزورا ) فهو على العنوان { } حيث حذف من الأناجيل محاكمة المسيح أمام بيلاطس , كما حرفت صيغ النصوصاللاحقة بصورة لا يفهم المعنى الحقيقي للنص .

في البداية لابد من التطرق لبعض صفات إلههم حسب عقيدتهم , .

1 - إلههم يغشى من وحدة البشر وتفاهمهم لذلك يتبع معهم سياسة فرق تسد
على العنوان : www.elkalima.com

>> 1 - وكانَ لأهلِ الأرضِ كُلِّها لُغَةٌ واحدةٌ وكلامٌ واحدٌ. 2فلمَّا رحَلوا مِنَ المَشرقِ وَجدوا بُقعَةً في سَهلِ شِنْعارَ، فأقاموا هُناكَ. 3وقالَ بعضُهُم لِبعضٍ: «تعالَوا نصنَع لِبْنًا ونَشْوِيهِ شيُا»، فكانَ لهُمُ اللِّبْنُ بَدَلَ الحِجارَةِ والتُرابُ الأحمرُ بَدَلَ الطِّينِ. 4وقالوا: «تعالَوا نَبْنِ لنا مدينَةً وبُرجا رأسُهُ في السَّماءِ. وَنُقِمْ لنا اَسمًا فلا نتَشتَّتُ على وجهِ الأرضِ كُلِّها». 5 ونَزَلَ الرّبُّ لِيَنظُرَ المدينَةَ والبُرج اللذَينِ كانَ بَنو آدمَ يَبنونَهما، 6فقالَ الرّبُّ: «ها هُم شعبٌ واحدٌ، ولهُم جميعًا لُغَةٌ واحدةٌ! ما هذا الذي عَمِلوه إلاَ بِدايةً، ولن يصعُبَ علَيهم شيءٌ مِما يَنوونَ أنْ يعمَلوه! 7فلنَنزِلْ ونُبَلبِلْ هُناكَ لُغَتَهُم، حتى لا يفهَمَ بعضُهُم لُغَةَ بعضٍ». 8فشَتَّتَهُمُ الرّبُّ مِنْ هُناكَ على وجهِ الأرضِ كُلِّها، فكَفُّوا عَن بِناءِ المدينةِ. 9ولِهذا سُمِّيَت بابِلَ، لأنَّ الرّبَ هُناكَ بَلبَلَ لُغَةَ النَّاسِ جميعًا، ومِنْ هُناكَ شَتَّتَهُمُ الرّبُّ على وجهِ الأرضِ كُلِّها. << سفر التكوين فصل رقم 11

تثير هذه العقلية - حسب هذه السطور - لدي الشكوك بأن العقيدة اليهودية متأثرة بالعقائد المصرية القديمة إذ يضفون على الخالق صفات بشرية , و كان يعتبر فرعون إله و الوقع أنه من البشر كبقية الناس

2 - إلههم غيور ويعاقب الذرية على أعمال الأهل أولادهم
على العنوان www.elkalima.com/gna

>>وتكَلَّمَ الرّبُّ فقالَ: 2«أنا الرّبُّ إلهُكَ الذي أخرَجكَ مِنْ أرض مِصْرَ، مِنْ دارِ العُبوديَّةِ. 3لا يَكُنْ لكَ آلهةٌ سِوايَ. 4 لا تصنَعْ لكَ تِمثَالاً مَنحوتًا ولا صورَةَ شيءٍ مِمَّا في السَّماءِ مِنْ فَوقُ ، ولا مِمَّا في الأرضِ مِنْ تحتُ، ولا مِمَّا في المياهِ مِنْ تَحتِ الأرضِ. 5لا تسجدْ لها ولا تَعبُدْها، لأنِّي أنا الرّبُّ إلهُكَ إلهٌ غيورٌ أعاقِبُ ذنوبَ الآباءِ في الأبناءِ إلى الجيلِ الثَّالثِ والرَّابعِ مِمَّنْ يُبغِضونَني، 6وأرحَمُ إلى ألوفِ الأجيالِ مَنْ يُحِبُّونَني ويعمَلونَ بوصايايَ. << سفر الخروج فصل رقم 20

3 - إلههم عاطفي يهوى (أساس العنصرية عندهم مقدس)
www.elkalima.com/gna/ot/deuteronomy/chapter10.htm

12>>والآنَ يا شعبَ إِسرائيلَ، ما الذي يطلبُهُ مِنكَ الرّبُّ إلهُكَ إلاَ أنْ تخافَهُ، وتسلُكَ في كُلِّ طُرُقِهِ، وتُحِبَّهُ وتعبُدَهُ بِكُلِّ قلبِكَ وكُلِّ نفْسِكَ 13وتعمَلَ بوصاياهُ وسُنَنِهِ التي أنا آمُرُكَ بها اليومَ لِخيرِكَ. 14للرّبِّ إلهِكَ السَّماواتُ وسماواتُ السَّماواتِ والأرضُ وكُلُّ ما فيها. 15لكنَّهُ تعلَّقَ قلبُهُ بآبائِكَ فأحبَّهُم واَختارَ ذُرِّيَّتهُم مِنْ بَعدِهِم، وأنتُم هيَ هذِهِ الذُّرِّيَّةُ التي اختارها مِنْ بَينِ الشُّعوبِ كما تَرونَ اليومَ. 16فكرِّسوا قلوبَكُم للرّبِّ، يا بَني إِسرائيلَ، ولا تعانِدوا بَعدَ الآنَ 17لأنَّ الرّبَ إلهَكُم هوَ إلهُ الآلهةِ وربُّ الأربابِ، الإلهُ العظيمُ الجبَّارُ الرَّهيبُ الذي لا يُحابي ولا يَرتشي. << سفر التثنية الإصحاح 10

قد يكون يهوه (اسم إله اليهود) مشتق من يهوى , ألا يدل اله الآلهة ورب الأرباب عن انه في اصل العقيدة اليهودية كان يوجد اكثر من اله و أن التوحيد أتى لاحقا , يقال أن شمعدانهم السباعي يرمز إلى الآلة السبعة و أن الوسط العالي يرمز إلي ربهم يهوه وهو الأقوى و المسيطر , ثم انتقلوا إلي الوحدانية ولكن الإله ( إله لليهود ), و كما ترون هم شعبه المختار .

والآن ننتقل إلى وصاياه وسننه التي عليهم العمل بها

4 - يأمر بالحفظ على نقاء الدم (متفق عليه عالميا بأنه دليل العنصرية)
على العنوان : www.elkalima.com/gna/ot/ezra/chapter9.htm

>>10«والآنَ، يا إلهَنا، ماذا نقولُ بعدَ هذا، فنَحنُ أهمَلْنا وصاياكَ 11التي أمَرْتَ بِها على ألسِنَةِ عبيدِكَ الأنبياءِ فَقُلتَ: الأرضُ التي تذهَبونَ إليها لِتَملِكوها هيَ أرضٌ دَنَّسَتْها شُعوبُها ونَجسَتْها بِرَجاساتِها التي ملأوها بِها مِنْ أقصاها إلى أقصاها. 12والآنَ فلا تُعطُوا بَناتِكُم لِبَنيهِم ولا تأْخذوا بَناتِهِم لِبَنيكُم، ولا تَطلُبوا سِلْمَهُم ولا خيرَهُم إلى الأبدِ، فيَنقَطعَ نَسلُهُم وتأكُلوا خيراتِ الأرضِ وتُورِثوها نَسلَكُم مدَى الدَّهرِ.<< عزرا فصل رقم 9

العامل الأول في العنصرية كما هو معروف علميا محاولة الحفاظ على نقاء الدم وعدم تدنيسه بدماء الآخرين كي لا يكون مزج عرقي مع العرق المفضل وهو واضح هنا .

كما انه حدد موقفهم من السلام , وقد أثبتت التجربة بأن ادعاءاهم للسلام و انهم قوم مسالمون ادعاء باطل , والمتابع سياسيا يرى انهم يعملون على الأساس المذكور أعلاه

5 - معاملة بقية الشعوب ( الاستعباد أو الإفناء )
على العنوان : www.elkalima.com/gna/ot/deuteronomy/chapter20.htm

>>10وإذا اَقتَرَبتُم مِنْ مدينةٍ لِتُحارِبوها فاَعْرُضوا علَيها السِّلْمَ أوَّلاً، 11فإذا اَستَسلَمَت وفتَحَت لكُم أبوابَها، فجميعُ سُكَّانِها يكونونَ لكُم تَحتَ الجزيةِ ويخدِمونكُم. 12وإنْ لم تُسالِمْكُم، بل حارَبَتكُم فحاصَرتُموها 13فأسلَمَها الرّبُّ إلهُكُم إلى أيديكُم، فاَضْرِبوا كُلَ ذكَرٍ فيها بِحَدِّ السَّيفِ. 14وأمَّا النِّساءُ والأطفالُ والبَهائِمُ وجميعُ ما في المدينةِ مِنْ غَنيمةٍ، فاَغْنَموها لأنْفُسِكُم وتمَتَّعوا بِغَنيمةِ أعدائِكُمُ التي أعطاكُمُ الرّبُّ إلهُكُم. 15هكذا تفعَلونَ بجميعِ المُدُنِ البعيدةِ مِنكُم جدُا، التي لا تخصُّ هؤلاءِ الأُمَمَ هُنا. 16وأمَّا مُدُنُ هؤلاءِ الأُمَمِ التي يُعطيها لكُمُ الرّبُّ إلهُكُم مُلْكًا، فلا تُبقوا أحدًا مِنها حيُا 17بل تُحَلِّلونَ إبادَتَهُم، وهُمُ الحِثِّيّونَ والأموريُّونَ والكنعانِيُّونَ والفِرِّزيُّونَ والحوِّيُّونَ واليَبوسيُّونَ، كما أمركُمُ الرّبُّ إلهُكُم 18لِئلاَ يُعَلِّموكُم أنْ تفعَلوا الرَّجاساتِ التي يفعَلونَها في عِبادَةِ آلِهَتِهم فتَخطَأوا إلى الرّبِّ إلهِكُم.<< التثنية فصل رقم 20

وهذا واضح من الشروط التي يشترطها الإسرائيليين للسلم , من القضاء على مناهضي اسرائيل في تلك الدول وفتح أسواقها أمام البضائع الإسرائيلية ... الخ . هذا ما يراه الإسرائيليون طريق السلام ويعتبرونه حق مقدس لهم , علينا أن نتذكر ما حصل في ديرياسين وهو مشرع في شرعهم بل ما يأمرهم به كتابهم المقدس .

6- من أعمال الإبادة
على العنوان : www.elkalima.com/gna/ot/deuteronomy/chapter3.htm

>>6فحَلَّلْنا في كُلِّ مدينةٍ قَتْلَ جميعِ الرِّجالِ والنِّساءِ والأطفالِ، كما فعَلْنا في مُدُنِ سيحونَ مَلِكِ حَشبونَ. 7وأمَّا البَهائمُ والمُدُنُ فغَنِمْناها لأنفُسِنا<< التثنية فصل رقم 3

هذه المسلمات التي يربى عليها أطفال اليهود حتى يتأثرون بها وتبقى باللاوعي بعد الكبر حتى وان اصبح بعضهم ملحدين وعلى هذا تعتمد الصهيونية , الشذوذ عن هذه القاعدة بنسبة ضئيلة. نرى على شاشات الفضائيات يوميا ما يقوم به الجيش الإسرائيلي من قتل وتدمير وأعمال وحشية في فلسطين .

ادرج نصا مما كتب :
على العنوان : www.maaber.50megas.com
(وهو باحث و كاتب في الشؤون الدينيات و الروحانيات ) على نشرة معابر بعنوان التوراة والتلمود قراءة فكرية ونقدية : >> تزداد دهشتي وأنا أفكر كيف استطاع اليهود أن يُدخِلوا إلى عقول الناس، شرقيين كانوا أم غربيين، أن الصهيونية حركة حديثة وجديدة منفصلة عن اليهودية. ألا نعلم أن اليهودية صفة مميَّزة لسبط يهودا المتعصِّب لذاته والمتعالي على الأسباط الأخرى؟ فالملوك والأنبياء يجب أن يكونوا يهودًا، ولا يأتي صالح من الجليل، أي جليل الأمم؛ وعلى هذا الأساس رفضوا المسيح الجليلي. بيت لحم يجب أن تكون يهودية؛ وأورشليم، بقدر ما يجب أن تكون يهودية يجب أن تكون، بالقدر ذاته، ابنة صهيون. وهكذا يجسِّد سبط يهودا عصبية وعرقية إسرائيل وصهيونيَّتها. وفي الوقت الحاضر تحاول دولة إسرائيل أن تلوِّن مواطنيها بصبغة اليهودية، الأمر الذي يجعلنا نرى الصهيونية في زيِّها القديم والحديث: لقد وُلِدَت الصهيونية بوجود اليهودية ونشأت وترعرعت في أحضانها. << ملاحظة :" قد يلومني البعض على كشف هذه الحقائق على أساس أنه ليس هذا بالوقت المناسب لهذا العرض , فإنه يدفع اليهود للالتفاف حول الصهيونية و أنه يحول المعركة إلى معركة دينية . و الواقع :

1 - إن الانطلاق من وجوب إيجاد دولة خاصة باليهود هو انطلاقة دينية , و إسرائيل دولة قائمة على أساس ديني و هذا ما يجب إثارته على المستوى العالمي , كفى غش الشعوب بأن إسرائيل دولة حديثة ديمقراطية .

2 - لست أدري كيف يُعما على بعض القلوب باعتبار أن اليهود مُضطهدين هذه الأيام , معروف لدى أكثرية البشر أن لليهود قوة تسيطر على المراكز العليا في كثير من الدول ولهم كلمة في القرارات الدولية , إن إيجاد حائط فاصل بين اليهود و الصهيونية يغري اليهود بالانقياد للصهيونية طالما أن هذا الانقياد يوفر مساعدات التنظيمات الصهيونية لهم بدون مقابل , يجب أن يكون هناك خسارة كي يشعر اليهودي بضرر من الصهيونية لهم . ولذلك يجب أن يتحملوا مسؤولية أعمال الصهيونية لأنها تُقام باسمهم , فكل منهم مسؤول طالما لم يجاهر بالتنصل من هذه الأعمال و من الدولة اليهودية و إعلان أن إسرائيل دولة غير شرعية انطلاقا من الأسس القائمة عليها . وأما بالنسبة للعرب أحب أن أقول لهم انه على الذي يريد حلا حقيقيا للمشكلة عليه أن ينطلق من الواقع .

وكفى سياسة النعامة بالنسبة لنا وتضليل الشعوب العالم بأن شارون

أو هذا أو ذاك...الخ هو المسؤول , سياسة معاملة بقية الشعوب نابعة من عقيدتهم وهي عندهم من المسلمات , لا تختلف كثيراً سياسة إسرائيل إن حكم الليكود أو العمال فلم تغير اتجاه إسرائيل سياستها يوماً من يوم إيجادها حتى يومنا هذا " . و الآن نعود إلى موضوعنا الأساسي , نعلم أن الديمقراطية تفرز تغزيه عكسية سالبة ( قوة المعارضة ) تأمن التوازن بالقرارات المتخذة . يدعي الأميركيون انهم الدولة الأولى في العالم ديمقراطيا , في الواقع دخلت أمريكا مرحة إرتكاس ( انحدار ) بالنسبة للديمقراطية وهذا لا يعيه الشعب الأميركي حتى الآن , فلم تعد الديمقراطية " حكم الشعب " بل أصبحت التفنن في كسب أصوات الناخبين لمرشح ما , أصبحت الانتخابات في أمريكا عملا تجاريا يدر الأرباح على أجهزة الإعلام وهناك هيئة دعائية محترفة لكل مرشح , لا أمل لأي مرشح في الفوز إذا لم يكن لديه التمويل الكافي لتكاليف العملية الانتخابية هذه , أي أن التمويل لا السياسات هو الطريق إلي أصوات الناخبين , على هذا الأساس يحدد الموقف السياسي للمرشح و الحاكم على أساس إرضاء الممولين وليس الشعب , وبذلك أصبحت الديمقراطية في أمريكا حكم المال وليس حكم الشعب وبهذا فقد النظام الأمير كي التوازن الذي تأمينه الديمقراطية .

بالنسبة للمسيحية لم استطع التوصل إلى الوقت الذي ضم به التوراة إلى الأناجيل في كتاب واحد سمي " الكتاب المقدس " , ولكن هناك مسألة مؤكدة بان هذا الدمج لمصلحة طرف واحد وليس الطرفين " الكتاب المقدس " مقدس عند المسيحيين فقط , وهذا يجعل التوراة مقدسا عند المسيحيين بدون فعل عكسي , أي يبقى تنكر اليهود للإنجيل ويبقي تنكر اليهود للمسيح و المقدس عندهم " العهد القديم " فقط , وسمي التوراة باسم " العهد القديم " بدعوى العهد بين اليهود و إلههم على أساس أنهم شعبه الله المختار , وسمي القسم الثاني " بالعهد الجديد " عهد الله بالنسبة للمسيحيين , لم أجد أي عهد بين الله و المسيح وقد بحثت عن ذلك في الأناجيل الأربع , هنالك وعد للأشخاص لكل المؤمنين فقط بدون أي تمييز للأصل أو الأهل , إذا تسمية " العهد الجديد " هي تسمية لتبرير تسمية " العهد القديم " لدسه في كتاب يدعى " الكتاب المقدس " . بحثت عن مقالة يمكن لأحبار اليهود تفسيرها على أن التوراة كتاب مقدس فوجت في الإنجيل أن المسيح يقول :

على العنوان : www.elkalima.com/gna/nt/matthew/chapter5.htm

>> 17"لا تَظُنّوا أنّي جِئتُ لأُبطِلَ الشَّريعَةَ وتَعاليمَ الأنبياءِ: ما جِئتُ لأُبطِلَ، بل لأُكمَّلَ. 18الحقَّ أقولُ لكُم: إلى أنْ تَزولَ السَّماءُ والأرضُ لا يَزولُ حرفٌ واحدٌ أو نقطةٌ واحدةٌ مِنَ الشَّريعةِ حتى يتِمَّ كُلُّ شيءٍ. 19فمَنْ خالفَ وَصيَّةً مِنْ أصغَرِ هذِهِ الوصايا وعلَّمَ النَّاسَ أنْ يَعمَلوا مِثلَهُ، عُدَّ صغيرًا في مَلكوتِ السَّماواتِ. وأمَّا مَنْ عَمِلَ بِها وعَلَّمَها، فهوَ يُعَدٌّ عظيمًا في مَلكوتِ السَّماواتِ. 20أقولُ لكُم: إنْ كانَت تَقواكُم لا تَفوقُ تَقْوى مُعَلَّمي الشريعةِ والفَرَّيسيَّينَ، لن تَدخُلوا مَلكوتَ السَّماواتِ. << متى الإصحاح 5

لا أرى هنا ما يشير إلى أن التوراة هو المقصود الشريعة , بل وجدت ما يخالف التوراة وهو في نفس الصفحة للنص السابق .

على العنوان : www.elkalima.com

>> 38"سَمِعْتُمْ أنَّهُ قِيلَ: عَينٌ بِعَينٍ وسِنٌّ بسِنٍّ. 39أمّا أنا فأقولُ لكُم: لا تُقاوِموا مَنْ يُسيءُ إلَيكُم. مَنْ لطَمَكَ على خَدَّكَ الأيْمنِ، فحَوِّلْ لَه الآخَرَ. 40ومَنْ أرادَ أنْ يُخاصِمَكَ ليأخُذَ ثَوبَكَ، فاَتْرُكْ لَه رِداءَكَ أيضًا. 41ومَنْ سَخَّرَكَ أنْ تَمشيَ معَهُ مِيلا واحدًا، فاَمشِ معَهُ مِيلَيْن. 42مَنْ طَلَبَ مِنكَ شيئًا فأَعطهِ، ومَنْ أرادَ أَنْ يَستعيرَ مِنكَ شيئًا فلا ترُدَّهُ خائِبًا. << متى الإصحاح 5

وهنا احب أن الفت النظر إلى " سَمِعْتُمْ أنَّهُ قِيلَ: عَينٌ بِعَينٍ وسِنٌّ بسِنٍّ " عما هو موجود بالتوراة !! يرجع إلى مصدر مجهول !! أي انه لا يعترف بأنها من عند إلههم , بل يعطي كما هو واضح في النص إرشادات معكوسة تماما لما ورد بالتوراة فأيهما هو الشرعي ؟. كما نشاهد هنا يقول المسيح " لا تُقاوِموا مَنْ يُسيءُ إلَيكُم. مَنْ لطَمَكَ على خَدَّكَ الأيْمنِ، فحَوِّلْ لَه الآخَرَ. " بينما نرى بالتوراة
7 - الانتقام في التورات

على العنوان : www.elkalima.com/gna/ot/leviticus/chapter24.htm

>> 19«مَنْ أضرَ بآخرَ، يُفعَلْ بهِ كما فعَلَ: 20الكَسْرُ بالكَسْرِ والعَينُ بالعَينِ، والسِّنُّ بالسِّنِّ، كالضَّررِ الذي يُنزِلُه بهِ. وكذلكَ كُلُّ ضَررٍ يُنزِلُهُ الإنسانُ بالإنسانِ ينزِلُ بهِ مِثلُهُ. << اللاويين فصل رقم 24

بالتوراة - العَينُ بالعَينِ، والسِّنُّ بالسِّنِّ " عقاب عادل بينما هي في الإنجيل عمل انتقامي غير جائز , يلفت النظر إلى انه حرص على نفس المثالين , يجد الباحث كثيرا من الأمثلة الأخرى مثل الطلاق ...الخ . فإذا كانتا الشريعتين متضاربتين فأيهما يجب تطبيقها طالما انهما مقدستان , السؤال موجه إلى المسيحيين إذ أن اليهود لا يعترفون بشريعة المسيح . إذا بحثنا عن الجواب في الإنجيل نجد

على العنوان : www.elkalima.com/gna/nt/matthew/chapter7.htm

>> 15"إيَّاكُم والأنبياءَ الكَذَّابينَ، يَجيئونَكُم بثِيابِ الحُملانِ وهُم في باطِنِهِم ذِئابٌ خاطِفةٌ. 16مِنْ ثِمارِهِم تعرِفونَهُم. أيُثمِرُ الشَّوكُ عِنَبًا، أمِ العُلَّيقُ تِينًا؟ 17كُلُّ شَجرَةٍ جيَّدةٍ تحمِلُ ثَمرًا جيَّدًا، وكُلُّ شَجَرةٍ رَديئةٍ تحمِلُ ثَمرًا رَديئًا. 18فما مِنْ شَجرَةٍ جيَّدةٍ تَحمِلُ ثَمرًا رَديئًا، وما من شَجرَةٍ رَديئةٍ تَحمِلُ ثَمرًا جيَّدًا. 19 كُلُّ شَجرَةٍ لا تَحمِلُ ثَمرًا جيَّدًا تُقطَعُ وتُرمَى في النَّارِ. 20فمِنْ ثِمارِهِم تَعرِفونَهُم. << متى الإصحاح 7

مما لاشك فيه أن ثمار التوراة هي العنصرية كما بينا سابقا , وأما أعمالهم فنرها يومياً على شاشات الفضائيات , لقد حذر المسيح منهم ولذا يبقى السؤال مفتوحا متى تقرر ضم التوراة إلى الإنجيل تحت تسمية " الكتاب المقدس " ومن قام بذلك وعلى أي أساس ؟ . معروف تاريخيا أن أول من دعا إلى الأخذ بالعهد القديم هو مارتن لوثر , إذ أراد أن يساعده اليهود على البابا وكتب كتابا تحت عنوان " المسيح ولد يهوديا " و مع أنه عدل عن رأيه وكتب كتابا آخر بعنوان "اليهود وأكاذيبهم" ولكن استطاع أحبار اليهود التأثير على كثير من رجال الدين البروتستنتيتين كي يبقى اعتبار العهد القديم مقدس عند المسيحيين , لم استطع أن أجد من يحاولون الإجابة فيها عن سبب الفوارق بين الشريعتين اليهودية والمسيحية إذا كانتا معا مقدستين هل يغير الله رأيه ؟ . هذا السؤال إلى المسيحيين . أما بالنسبة لليهود تجب إجابة على ذلك في " العهد القديم " أن إلههم يمكن أن يقوم بأعمال يندم عليها بعد ذلك مثال ذلك .

8 - ندم إلههم

على العنوان : www.elkalima.com/gna/ot/1chronicles/chapter21.htm

>> 14فأرسَلَ الرّبُّ وباءً، فماتَ مِنَ الشَّعبِ سَبعونَ ألفَ رَجلٍ. 15وبَعَثَ الههم ملاكًا إلى أورُشليمَ لِيُدَمِّرَها، فنَدِمَ الرّبُّ على هذِهِ الضَّربةِ وقالَ للملاكِ الذي كانَ يُميتُ الشَّعبَ: «كفَى، كُفَالآنَ يَدَكَ». وكانَ ملاكُ الرّبِّ عِندَ بَيدَرِ أرنانَ اليَبوسيِّ، << أخبار الأيام الأول فصل رقم 21

في بعض الكتب بدل كلمة " ندم " تجد " فكر " .أما بالنسبة للمسيحيين فلا اعتقد انهم يوافقون على أنه يمكن أن يقوم الرب بأعمال طائشة أو بدون تفكير ويندم عليها أو يفكر بعد بدء التنفيذ , وإذا افترضنا ذلك يكون الندم على شريعة اليهود لأن المسيح أتى لاحقاً . إذن يبقى السؤال متى اعتمد التوراة مقدسا و على أي أساس ؟ . أعود مرة أخرى إلى ما كتبه السيد اليازجي في نفس المقال >> حقيقة الأمر أن اليهودية ليست ديانة روحية. فهي، على غير ذلك، شريعة وضعها الأحبار. إنها نسبة إلى مؤسِّسها يهودا بن يعقوب. << . ولمن يريد الاطلاع على المقال كاملا فهو على العنوان

على العنوان : maaber.50megs.com

!! اعتقد أن من واجبنا نحن العرب وبشكل خاص المسيحيين منا فضح ضلالة تقديس ما يسمى "بالعهد القديم" وشرح نتائجها . فنحن نعرف معنى العيش بتأثيرات الضغوط الصهيونية كما نعرف كيف تكون الحياة في الحقيقة عندما يصبح الصهاينة مسيطرين بقوة السلاح و وحدهم أصحاب القرار , هذا الواجب ليس اتجاه شعبنا فحسب بل اتجاه الإنسانية جمعاء !!

طبعا نعرف جميعا أي تنظيم يعلب الدور القيادي في المواقف السياسية لبيوت المال العالمية وبشكل خاص الأميركية , وللأخذ بعين الاعتبار تأثير ضغط التنظيمات الصهيونية على الحكام ورجال الدين في أمريكا انسخ قسما من مقال نشرته جريدة الوطن بعد الاكتشاف الجديد لمذكرات ترومان في مكتبته :

>>> ترومان الذي لولاه لما ترسخت دولة إسرائيل فوق فلسطين - أصبح الآن «معادياً للسامية» و«فلاحاً لا يفهم» و«عنصرياً بغيضاً» - لكن للظاهرة أعماقاً أخرى لم تُذكر - وعبراً قد تكون لها أسوأ الآثار على شرعية الدولة العبرية على المدى البعيد -

فبخط يده سجّل هاري ترومان قبل عشرة أشهر من إعلانه الاعتراف بإسرائيل - وتحديداً في «21» يوليو عام «47» مشاعره الحقيقية تجاه اليهود دون أن يجرؤ على المجاهرة بها - وإذا كان اليهود في نظره «أنانيين جداً جداً» - و«حين يتمتعون بالسلطة يتفوقون على هتلر وستالين في الفظاظة وسوء معاملتهم للناس العاديين»- كما قال في مذكرات كان يحتفظ بها وكشف النقاب عنها أمس - فلماذا منحهم الاعتراف؟ وإذا كانوا «يفتقرون إلى أدنى حس بالاعتدال» - فلماذا بالغ هو في اعتداله وكرمه عندما أقر الدولة التي أقامها الإسرائيليون في فلسطين؟ وإذا كانوا «عاجزين عن تقدير الأوضاع الدولية» - فلماذا أقدم هو على خطوة أربكت تلك الأوضاع وزرعت أحقاداً تتوارثها الأجيال؟

بعض اليهود يقولون إنهم يشعرون بالصدمة لما كتبه ترومان عنهم - وبعضهم الآخر حاول أن يستوعب هذه الوثائق منقباً في ماضي ذلك الرئيس عن مواقف تدينه وتجعل مذكراته متسقة مع «شخصية جاهلة» لا يُستغرب أن تكنّ مشاعر العداء للسامية <<< .

بعد حاثة 11 أيلول صرح وزير الخارجية الأميركية باول أن الإحباط هو الذي يدفع الإنسان للقيام بمثل هذه الأعمال " الانتحارية " , وقال رئيس الجمهورية جورج بوش الابن كلمة حق يراد بها باطل ما معناه " ان غياب الديمقراطية في البلدان العربية يشجع على مثل هذه الاعمال وهذا يؤثر على الأمن في أمريكا " . في الحقيقة لا يوجد من يرى إمكانية وجود طريق آخر أمام العرب و المسلمين لتحقيق طموحاتهم بالحرية والعيش الكريم , إذ أغلقت أمامهم الأبواب و المنافذ ولم يعرض عليهم مفاوضات لا بديل ليس فيها سوى الاستجداء للعنصريين ثم التنازل المستمر و هذا واضح لأي متتبع للأحداث .

بالنسبة للحكام اصبح معترف به حتى من الحكام أنفسهم بعد مؤتمر القمة الأخير في تونس أن الوضع لدى دولهم سيئ وبحاجة لإصلاح , على انهم لا زالوا بعيدين عن واقع الإصلاح , إذ لازالوا يعتقدون بحقهم بالوصاية على شعوبهم وانهم لوحدهم الذين يعرفون واقع الحال , فهم الذين يقررون طريقة الإصلاح وهم وحدهم المخولون على تقييم الأعمال و إقرار الثواب والعقاب , فلا يحق للشعب إبداء رأيهم إلا عندما يسأل من قبل عناصر أجهزة المخابرات التي ستسجل له هذا الرأي في مصنفه بالأسلوب الذي تراه مناسبا إذا لم يناسبها , وقد فهموا من التغيير التدريجي بأن أجهزتهم المختارة عناصرها على أساس الولاء لجيوبهم ومصالحهم الشخصية ضاربين بعرض الحائط بالمصلحة العامة ومصلحة الوطن متظاهرين بالولاء للحاكم, ولكي نكون واقعين علينا الاعتراف بأنهم على شيء من الولاء للحاكم _ بحكم الواقعية _ طالما بقي ذلك الحاكم يراعي تلك المصالح وترك لهم إمكانيات نهب الوطن , على انهم - وبشكل خاص الكبار منهم - محتاطون ضد أي تغير بتهريب أموالهم الضخمة ليوظفونها لخدمة الأجنبي _ ولو كانت إسرائيل _ بالبنوك الأجنبية , فهم بالواقع لا يثقون بالحاكم وحكمه. نعم تظن الحكومات أنها ستحقق الإصلاحات بواسطة هؤلاء المرتزقة و إذا تجرأ مواطن عن التعبير عن رأيه بأن ذلك مستحيل فالأجهزة له بالمرصاد . الشعب متعطش للإصلاح ولكن الخطوة الأولى للإصلاح كشف الخطأ وذلك لا يتم إلا عن طريق الحرية . الشعب متعطش للديمقراطية و الخطوة الأولى للديمقراطية هي الحرية السياسة , أول خطوة للإصلاح أن يعترف الحكام العرب _ ولو داخل أنفسهم _ انهم يحكمون كأوصياء على شعوبهم معتمدين بشكل أساسي على القوة , و إذا كانت عناصر هذه القوة التابعة لهم بحكم المصلحة الشخصية و الواقعية فإنها من هذه المنطلقات مستعدة لبيعهم إذا كان الطريق أمنا , والمخابرات هي افضل من يجد الطريق أمننا لذلك نظرا لتشكيلة تنظيماتها السرية , فعنصر المخابرات مسؤول فقط أمام رئيسه , ولا بد من ملاحظة الأمور التالية :

1 - إن الرضى وغضب الرئيس تتعلق بشكل أساسي بالطاعة العمياء للمرؤوس والتكتم عن المخلفات التي تحدث داخل القسم , وهذا أمر مرحب به من قبل عناصرها المرتبط بطريقة أو أخرى بالخارج .

2 - لعبت المخابرات الأجنبية في جميع الدول العربية دورا لا يستهان به في تنظيم وتدريب أجهزة المخابرات المحلية , فالمخابرات الأجنبية تعرف نقاط الضعف في التنظيمات ولا بد تحتفظ بملفات لجميع العناصر التي دربتهم وتعرف الطريق للوصول إليهم , وهي مواد لا يضرهم بيعها للشاري إذا كانوا لا يستطيعون هم الاستفادة منها .

3 - يسهل التسلسل من خلال أجهزة المخابرات الخارجية للدول العربية , من المعروف

أ - أن العمل الأساسي لهذه المخابرات مراقبة مواطنيهم ورفع التقارير بهم , ونظرا لعدم إمكانية استعمال الأساليب القمعية المعتمدة في وطنهم فهم يرحبون بالمساعدة الخارجية لذلك , ولدي تجربة شخصية طويلة بهذا الخصوص .

ب - مراقبة أجهزة الأمن الأوربية للأجانب في بلادها وبشكل خاص عناصر الأجهزة التابعة لدول أخرى , فأجهزة مخابرات الدول العربية ليست مخترقة فحسب بل مسيطر عليها من الدول التي تعمل بها , وقد حذرني موظف في إحدى السفارات العربية - حينما طالبته بالنشاط لشرح واقع الأمر في الشرق الأوسط - بأنه لا أحد يجرؤ على مجابهة الصهيونية هنا و أنني سأدمر إذا سرت بهذا الاتجاه , وهذا ما حدث فعلا ولكن للأسف التنفيذ كان من قبل جهازنا الذي كان من واجبه حمايتي لكون طروحاتي نابعة من الفكر العربي الكاشفة لحقيقة الصهيونية .

ج - من المعروف أن إسرائيل هي دولة اليهود , وهو أمر معترف فيه دوليا ولكن لا يأخذ ذلك بالحسبان بالنسبة لليهود المقيمين في تلك الدول , فلا يعتبر اليهودي من مزدوجي الجنسية فيسهل لهم ذلك اختراق أجهزة الأمن في تلك الدول , طبعا بعد ذلك لهم اهتمام خاص بالدول العربية ورعاياها في تلك البلاد .

إذا هذا واقع أجهزة المخابرات التي يعتمد عليها الحكام العرب , وهذه الأجهزة لا تشكل عيون وأذان الحكام العرب فقط بل هي المعتمد عليها بتقييم الوضع و بإنجاز القرارات وعليها يتوقف أمن المواطن بل وأمن الوطن والواقع هي بؤرة للعملاء المزدوجي الولاء , فالحاكم الذي لا يعتمد على الشعب سنداً لا سند له .

يدعي الرؤساء انهم يعملون على محاربة الفساد , ولكنهم يبحثون عن الفساد بواسطة المنظار المقرب ليرو البعيد , لو تلفتوا حولهم لرأوا دعائم الفساد من المحيطين بهم , تجد دائما الغنى الفاحش - الذي لا يمكن الحصول عليه بطرق شريفة - عند أقرباء الحكام و المحيطين بهم , وعند تنفيذ القوانين في محاربة الفساد لا يجرؤ أي موظف الانتباه إليهم , اذكر ما قاله لي موظف في التفتيش >> نقسم المؤسسات إلى ثلاثة أقسام , مؤسسات نفتشها بشكل جدي , ومؤسسات نذهب إليها ولكن النتائج تكون حسب رغبة مديرها , مؤسسات نرفض الذهاب إليها إطلاقا مهما كان الأمر << . مما لاشك فيه أن مصدر الفساد ودعمه يكون عند النوع الثاني و الثالث , تلك المؤسسات المسيطر عليها من أشخاص يعتبرون أنفسهم ويُعتبرون من ركائز السلطة , في الواقع لا يمكن أن يتكون هذا الغنى الفاحش عند بعض العائلات و الأفراد إلا عن طريق النهب وإلا ظهر نتائج أعمالهم البناءة على اقتصاد البلد , فاقتصاديات البلد ومستوى حياة الشعب بشكل عام هي الدليل و الحكم الفيصل إن كان هذا الغنى مشروع أم لا , نتيجة لشبقهم في النهب أصبح وضع البلاد الاقتصادي منهارا بشكل قد يهدد الاستقرار في البلاد . والسؤال المطروح إلى أي مدى يُعتمد على هذه الركائز الفاسدة و المفسدة , الجواب نجده بأرصدتهم في الخارج , لقد قرروا نقل أموالهم إلى الخارج تحسباً لآي طارئ , وتركوا البلاد تستجدي المساعدات و الاستثمارات المشروطتين بشروط مذلة من اجل الملايين و أرصدتهم بالخارج بالمليارات . !! طالما أن الإصلاحات لمصلحة الشعب فكل من لا يعتمد بالدرجة الأولى على الشعب صاحب المصلحة الحقيقية بالإصلاح إما مخادع أو مخدوع !!. فبشكل عام أصبحت الآمال شبه مقطوعة بالنسبة للشعوب العربية بالإصلاح والأمل أن يكون الزمن بمصلحتهم .

بعد إعلان فشل سياسة العصا الغليظة و رسمياً ومن جميع الجهات , كما أن الدوائر الحاكمة في أمريكا شعرت بفشل الأنظمة المعتمدة عليها لتنفيذ سياساتها أو حتى بإيجاد الاستقرار , وبعد تطور أساليب المقاومة بحيث أقدمت على ضربة موجعة للأميركيين في عقل دارهم , عرف الأميركيين أن هناك وضع جديد و أمور يجب أن تتغير وأن هؤلاء الحكام أصبحوا مستهلكين , أصبح الحكام العرب بين المطرقة الأميركية وسندان شعوبها الغير راضين عن الأوضاع و المطالبين بتغيرها , وإذا كانت الديمقراطية مطلب الفريقين إلا أن معناها مختلف عندهما , فبينما يطالب الشعب بالديمقراطية بمعناها وتعريفها العلميين ( حكم الشعب ) - وهذا يتحقق فقط بانتصار الشعب لا انتصار أمريكا - , ترى أمريكا بالديمقراطية تشكيل قوتين متناحرة في سبيل الحصول على رضى الدوائر الأميركية وتستطيع أمريكا تغير الوجوه حسب الطلب . وهنا الطامة الكبرى بالنسبة للحكام العرب , ليس من إجماع الفريقين الشعب والأميركيين على تحديد صلاحياتهم - وهذا أمر غير مرحب به - فقط بل الضياع في اتجاه الحل , كانوا قد أخذوا بفكر الأسياد الأميركيين المترددة أننا شعوب متخلفة غير قادرة على حكم نفسها (و إن سحب الأميركيين هذا الإدعاء أخيرا ولو شكليا بالإدعاء بطلب الديمقراطية ) بأن الديمقراطية عندنا مستحيلة بالوقت الحاضر - كأنهم ليسوا أبناء هذه الشعوب - وكأنهم ليسوا المسؤولون وبشكل مباشر عن التصرف الأحمق الذي تقوم به بعض الجماعات بالتجسس على بعضها البعض لدرجة اصبح يعد الذكي هو الذي لا يصرح بآرائه أمام الآخر و أصبح الحديث في كثير من الأحيان بقصد الإقطاع بالآخر , وهذا ما يحد من التفاهم بين المتحدثين و التفاهم بين أفراد المجتمع , ألا يسبب ذلك إلى انقطاع الأمل عند الشعوب بأن لا أمل يرجى بالإصلاح من الداخل ويدفع بعض المنظمات إلى اللجوء إلى أساليب أخرى . و هم في نفس الوقت مصيبون بأنه لا يمكن إرضاء الأمريكيين لمطالبهم الغير معقولة و ألا متناهية أيضاً وهذا ما لا يشعر به الأميركيين .

أي متابع لأخبار يسمع أنباء الزيارات الكثيرة للوفود الأميركية من الدرجة الثالثة أو الرابعة لرؤساء الحكومات العربية نادراً ما نسمع بزيارة رجالات من الدرجة الثانية وقليلاً ما نسمع عن استقبال الرئيس الأميركي لرئيس عربي و إذا حدث فهو من المُنتقيين , هذا ما يثير التساؤل عن هدف هذه الزيارات الكثيرة , فالاجتماعات بين طرفين ذو تفاوت بالصلاحيات الرؤساء العرب - ذوي الصلاحيات الغير محدودة - من صلاحياتهم تقديم التنازلات وأما المفاوض الأميركي لا يتمتع بأي صلاحية من هذا النوع أو غيرها , ألا توافق معي أيها القارئ الكريم أن نتائج هذه الاجتماعات لا يمكن أن يكون سوى تقديم التنازلات من جانب واحد هو الجانب العربي , فهل توافق معي بأنها اجتماعات ترويض للحكام نتيجتها الحتمية بأنه ليس أمام الحكام العرب سوى السير على الطريق الذي يرسمه حكام أمريكا لخدمة أهدافهم و أهداف الصهيونية وإسرائيل . وهل المفاوضات بين العرب وإسرائيل سوى استجداء من العرب الرحمة من العنصريين ونتائجها أن يتصدق علينا العنصريين بإملاء مطالب جديدة كشرط مسبق للتكرم و النظر بمطلب ما من مطالبنا ؟ , عادة في مفوضات السلام تكون هنالك بدائل تحث كل من الطرفين المتفاوضين على التنازل للطرف الآخر خوفا من هذه البدائل , ماذا عند الحكام العرب من بدائل - بعد أن شلوا فعاليات شعوبهم - فإذا أردنا الدقة بالتعبير علينا أن نسمي هذه " المفاوضات " الملاءات أو استثمار النصر الإسرائيلي , لذلك يجب أن يكون الهدف الأول للعرب من هذه الجلسات فضح شبق العنصرية الإسرائيلية أمام العالم .

تطالعا الأنباء بأن >> هناك شكوك بأن هذه الدولة ( عربية أو مسلمة ) تملك أو تطور سلاحا من أسلحة الدمار الشامل ..., وهذه الدولة تنفي حيازتها لمثل هذه الأسلحة ..., على هذه الدولة البرهنة على أنها لا تملك أسلحة دمار شامل ... عليها أن تفتح مؤسساتها للتفتيش ... عليها أن تتعاون أكثر مع المفتشين ...الخ << .

أليس في ذلك اعتداء على سيادة هذه الدول المتهمة ؟, وخاصة أن إسرائيل الدولة العنصرية الدولة القائمة على تشريد شعب , الدولة المارقة على قرارات مجلس الآمن ( عودة اللاجئين ...الخ ) , الدولة المحمية بالفيتو الأميركي من أي قرارات جديدة , لا يجوز حتى سؤالها إن كانت تملك أسلحة دمار شامل وقنابل ذريه , لا تطالب الحكومة الإسرائيلية بأن تزعج نفسها ولو بالإعلان عن وضع أسلحة الدمار الشامل و ترسانة القنابل الذرية لديها . نعم أيها القارئ العزيز أصبح من المحرمات دولياً أن يتواجد بحوزة الشعوب العربية رادعاً يردع دولة عدوانية عنصرية عنها , ولربما المضحك المبكي أن ذلك اصبح من المسلمات في العالم , إذ لا يجد الحكام العرب إحراجا الإجابة بإعلان أن هذا افتراء فلا وجود لأسلحة الدمار الشامل وليس لديهم خطة لإنتاجها بدلاُ من الاحتجاج على هذا الطرح وتعريته و بفضحه بنشر الحقيقة المخبأة خلف هذا الطرح ألم يكن الأجدى بالحكام العرب أن يجيبوا " ألا تستحون أن تسألونا هذا السؤال بعد الكشف أن لدى إسرائيل ترسانة من القنابل الذرية " .

نسي أو تناسى الحكام ( من عرب و أميركيين) تحليلهم الأولي أن الإحباط هو الذي يدفع الإنسان للقيام بمثل هذه الأعمال " الانتحارية" إذ لم يعد له ذكر في جميع أجهزة الإعلام , و لم يدرس أي حل انطلاقا من هذه الحقيقة , وجعل من ابن لادن أسطورة حية مدعية انه المنظم الرئيسي للأعمال " الإرهابية " , وانه بالقضاء عليه سيقضي على " الإرهاب " , ثم بدءا الرئيس بوش يصرح بالفترة الأخيرة أن المعركة طويلة , بعد أن فشل في تحقيق استقرار في أفغانستان وبدأ الكلام عن إحضار جيوش إضافية إلى العراق بعد أن كانت حسب ادعاء بوش قبل بداية الحرب على العراق بأنها "ستكون حربا سريعة و نظيفة بلا خسائر" , و أسخف ما في الأمر أنهم يحاولون إدخال جيوش عربية و إسلامية إلى العراق لمساعدتهم . نعم يا سيد بوش إن المعركة طويلة ولن تنتهي بانتصار أمريكا حسب وعودك المتكررة للشعب الأميركي , أرجو أن لا تنسى أنكم البادين بالعنف أنتم المحتكرين الحق لأنفسكم فالحق هو ما تعتبرونه انتم أنه الحق , و الحكم لكم وحدكم تقررون أي دولة تستحق العقاب لم يعد لمجلس الأمن وجود فعلي بفضل ضغوطكم والفيتو الذي تستعملونه لحماية المعتدي الصهيوني , وقد تماديتم على مجلس الأمن في باعتدائكم على العراق و أماكن أخرى من العالم , أنتم من يتبجح بأن أمريكا تدافع عن مصالحها في العالم ( خارج وطنكم ) و كأنما ليس للآخرين مصالح في أوطانهم , قواعدكم العسكرية منتشرة على الأرض و أساطيلكم تملأ البحار ولا يمكنكم أن تدعو أن ف 15 و ف16 حمامات سلام تحمل الأدوية و الأغذية لا القنابل المدمرة , ليس من الضروري أن يبحث الإنسان بالتاريخ ليعرف ضرباتكم المؤلمة على الشعوب , يكفي استعراض تدخلات جيوشكم بعد الحرب العالمية الثانية إذ لا يوجد سنة إلا وكان لجيوشكم تدخل في بلد أو اكثر . أرهبتكم يا حكام أمريكا أول ضربة مؤلمة في بلادكم للعنف المضاد لعنفكم , خشيتم أن يعرف شعبكم شعور الألم الذي تشعر به بقية شعوب الأرض لضرباتكم المؤلمة و التي استعاد شعبكم التفرج عليها خلف شاشات التلفاز وهو يتمتع باحتساء البيرة , إذا استطعتم بتوجيهات من الصهيونية العنصرية ترويض الحكام العرب بسهولة لخوفهم على كراسيهم المثبتة بمساعدتكم فلم تبقوا لدى الشعوب ما يفقدوه في مقاومتكم وهذا ما يرهبكم , هل توصل براغماتييكم إلى أن هذا العنف المضاد ليس إلا بداية لانتفاضة الشعوب ضد عنجهيتكم و تعاليكم على باقي الشعوب ؟ , يعرف أي متتبع لمجريات الحوادث انه لا يوجد أمام صانعي القرار في أمريكا سوى طريقين :

الأول تخفيض الضغط والسماح للمناوئين بشيء من حرية الحركة السياسية , ليس هنالك ما يدل على السير في هذا الطريق , فقد أصدروا القوانين لمنع الجمعيات الخيرية الإسلامية بدعوى أنها تمول " الإرهاب " , لا أعتقد أن أحداً من ذوي التفكير الواقعي يوافقهم على ذلك , لو كان الأمر صحيحاً كان باستطاعتهم الاستفادة من المراقبة السرية لحركة هذه الأموال لكشف شبكة اتصال وتنظيم عناصر شبكة ابن لادن التي يدعون وجودها بهذا الحجم وينسبون جميع أعمال المقاومة إليها , فالعملية ليست سوى عملية تجويع وإذلال لفقراء هذه الأمة , وهذا أمر مفهوم لن تسيرون على الإنفراج لأن السير في هذا طريق (تخفيف الضغط ) سيؤدي في النهاية إلى كشف أمركم وستعلم شعوب العالم حقيقة أمر العنصرية التي هي أساس فكري لصانعي القرار الأميركي , ولن يسكت الشعب الأمريكي حين يعلم حقيقة الأمر , وأين تنفق وعلى أي شيء تصرف الأموال الباهظة المقطوعة من دخله , ولذلك تتخذوا من زيادة الضغط خطاً سياسياً كما نشاهد جميعاً .

الثاني زيادة الضغط حيث يأمل صانعي القرار الأميركي بإفناء المقاومة معتمدين على التفوق الكلي بجميع مؤهلات النصر من عدة و عتاد , وبشكل خاص تملك أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا الحديثة , بعد ما طغت عليهم عنجهيتهم ظنوا أنهم يستطيعون انتقاء مسيرة التطور و وانهم أسياد الموقف طالما أن ملكيتهم للوسائل التكنولوجية تمكنهم من التحكم بالعالم , إن خوض معركة ضد البشرية معتمدين بشكل رئيسي على الآلة قد تأمن الفوز في بضع معارك إلا أنها قاصرة عن تأمين الانتصار , فالإنسان هو صانع الآلة ومطور التكنولوجيا يستطيع أن يتلمس الثغرات ويستنبط الخطوات و الطرق لمتابعة كفاحه في سبيل الحصول على حقه , كي يخفف من آثار التفوق التكنولوجي عمد إلى إنهاء الجبهة الثابتة من الوجود , نعم لقد كان هنالك أعمال فدائية في ما مضى ولكن كان الأساس جبهة ثابتة و العمل الفدائي لدعمها , أما اليوم فلا وجود للجبهة الثابتة وبذلك يضيع على الأميركيين فرصة استغلال الآلاف المؤلفة من أطنان الحديد و المعادن الأخرى من الأسلحة الثقيلة ( وقد فطنوا إلى ذلك مؤخراً ويقولون أنهم سيتبعون ما دعوه تحديث جيوشهم) , كما أنه لا توجد قيادة موحدة يقضون على المقاومة بالقضاء عليها . إن فتح جبهة داخل العمق الأميركي سيدفعكم لا محالة إلى تشديد القبضة البوليسية في بلادكم و سيدفع هذا الشعب الأمريكي للبحث عن الحقيقة وللتفكير بالأمر وسيحث ذلك ولو بعد فترة , إن سيطرتكم على وسائل الإعلام العالمية ومحاولة تقيدكم وسائل الإعلام الأخرى ( كالجزيرة وهي لا تساوي نقطة في بحر إعلامكم ) لن يفيدكم في طمس الحقائق لمدة طويلة , كما أن انفتاح الشعوب على بعضها البعض سيعرف الشعب الأميركي بواقع الأمور , في الواقع أنكم نقلتم المعركة إلى داخل بيتكم في الإجراءات البوليسية المتخذة , ليس فقط بإزعاج المواطن ولكن بالصلاحيات الممنوحة للبوليس التي تتزايد من فترة إلى أخرى بذلك أخذت أميركا تتحول تدريجيا إلى دولة بوليسية - ولو كنتم تقولون بأنكم ستأخذون الحيطة أن لا يحدث ذلك إذ أنه من المستحيل - لأن هذه الإجراءات ليس موقوتة إذ لن يستطيعوا إفناء المقاومة مهما حاولوا لأنهم و بأعمالهم يزرعون بذورها في الأجيال الصاعدة , ولن يستطيعوا إنهاءها طالما بقي التفكير العنصري هو المسيطر عليكم .

مع كل الحماية و التشجيع للبراليي الموضة (المتأمركيين ) بقوا حفنة معزولة بين شعوبهم في البلاد العربية , ونتيجة لضياع الديموقراطيين برفعهم شعار الديموقراطية بدون الدفاع عن الهوية العربية انحاز الشارع للتيارات الإسلامية , إذ من المعروف أن المضطهدون يدافعون عن وجودهم بالتجمع حول هويتهم للتخفيف من جور الاضطهاد , والشريعة الإسلامية المصدر التاريخي للعادات و التقاليد العربية فالدفاع عن الثقافة العربية و العقيدة يقع في خندق واحد . نعم إن العقيدة الإسلامية عقيدة دينية وذات مسلمات مقدسة , وهذا قد لا يروق إلى العلميين الذين يفضلون دراسة التاريخ و التعلم من نتائج التجارب التاريخية , كذلك تتفشى بعض الإشاعات بأن الإسلام إنما يعطي الصلاحيات للحاكم ويدللون على ذلك بالطريقة التي اتبعت بالحكم في التاريخ , ونتيجة لذلك لديهم فيتو على الإسلام لدرجة أن البعض يوافق على التنازل عن بعض الحقوق الديمقراطية في سبيل عدم إيصال تيارات إسلامية للحكم . اعتبر نفسي علميا , أنا أفضل أن لا يتواجد أي حدود للفكر و العقل , لم يلعب الدين دورا في حياتي وقد دخلت مرحلة الشيخوخة , على أنني أرى أن العداء للإسلام خطأ وقعنا به ولربما ساهم هذا الخطاء في انحرافنا و فصالنا عن الشارع وهذا ما حرف مسيرتنا وكانت النتيجة التي نحن فيها الآن .

نعم إن للإسلام شريعة مقدسة ولكن أليس من الأجدى أن نبحث في هذه الشريعة عما يوافق تطلعاتنا بدلا من معاداتها . لقد تملق بعض رجال الدين في التاريخ للحكام المنتصرين و لا يزال كثير منهم يفعل ذلك حتى اليوم عن طريق تفسير مشوه للآية

>> يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً << (59 ) من سورة النساء

بأن طاعة أولي الأمر واجب ديني وتغاضوا عن شرط منكم , فهل هؤلاء الحكام منا؟ , هل يعيشون مثلنا ؟ , ألا يوجد فرق شاسع بين المستوى الذي يعيشه هؤلاء الحكام وذويهم و بين المستوى الذي يعيشه بقية أفراد الشعب ؟ , ألا يعتبرون أنفسهم بطريقة الحكم التي يحكمون بها أوصياء على الشعب ...الخ , أكل هذا لا يعتبر حاجزا بيننا وبينهم كي لا يكونوا منا ؟ . إن الإسلام بلا شك ضد هذه الأنواع من الحكومات فلنرى ما أوصى الله به رسوله

>> فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ << (159 ) سورة ال عمران

أليس الإسلام ضد حكم الفرد المستبد و الدكتاتوريين غلاظ القلوب الذين يزجون بكل مناوئ لهم بغياهب السجون , ويرجا ملاحظة أن العزم يأتي بعد المشاورة , حتى هذه الآية حاولوا تشويهها بعض رجال الدين بأن على الحاكم أن يستشير و ولكن يعطونهم حق القرار النهائي , ناسين أن هذا التوجيه موجه إلى فقط الرسول المعصوم حسب الشريعة الإسلامية , أما بالنسبة للحكام العاديين نجد الآية

>> وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ << (38 ) سورة الشورى

واضح من هذه الآية أن أمرهم شورى بينهم تقع بين أقاموا الصلاة ومما رزقناهم ينفقون و الصلاة و الزكاة فريضة على كل مسلم إذا المشورة للجميع , على أنه لم يحدد طريقة المشورة هذه بل تركها للتطور , واضح من الآية أن الأمر هو نتيجة الشورى وليس قرارا من الحاكم كما يدعي البعض . إذا الديمقراطية استجابة إلى الله وبذلك فهي فرض على المسلمين .

نرى أنه يوجد منطلق مشتركاً بيننا وبين مسلمات الدين الإسلامي المقدسة حيث يمكن الحوار والتفاهم مع التيارات الإسلامية على أساسها لإيجاد مسلمات تفرض نفسها و تسيطر على الشارع بدلاً من دخول معهم في صراعات تفرق الأمة . وبهذه الناسبة أحب أن أوجه كلمة للمتهجمين على العنف المضاد الذي يقام به تحت رايات إسلامية ويتبجح بعض المتسولين لأمريكا وقادتها الصهاينة بمهاجمته بدلاً من الإصرار على رد أنه الفعل الطبيعي الذي اعترف به حتى قادتهم بعد حادثة 11 أيلول مباشرة الإحباط هو الذي يدفع الإنسان للقيام بمثل هذه الأعمال " الانتحارية" , و أحب أن أذكر الديمقراطيين المستنكرين لهذه الأعمال ويرون أن الحوار هو الطريق للوصول إلى حل , لولا هذه الأعمال هل يجدون من يصغي إليهم وهل كانت أجهزة الإعلام لتهتم بما يحدث في الشرق الأوسط , لولا هذه الحوادث هل كانوا يجهدون أنفسهم لمعرفة حقيقة ما يحدث في هذه المنطقة من العالم , فبدل من استنكار هذه الأعمال عليهم شرح الدافع وإلا فإنهم يقعون في حبال الدعاية الأميركو-صهيونية , أوافق على أن هنالك أعمال تقوم بها بعض العصابات التي لا يمكن إلا أن تضر في القضية الوطنية , ولكن لماذا الموافقة على نسبها للمقاومة إذ نجد التوراة :

مداخلة ( إني أسف أيها القارئ الكريم إذ حجب الموقع من الإنترنت قبل الانتهاء الكتابة . على كل سنجد حلاً للدلالة على صحة النص , وهذا النص مأخوذ من عنوان آخر من " الكتاب المقدس " )

9 - على العنوان : www.elkalima.com/gna/ot/deuteronomy

>>2تَفْرِزُ لِنَفْسِكَ ثَلاثَ مُدُنٍ فِي وَسَطِ أَرْضِكَ التِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلهُكَ لِتَمْتَلِكَهَا. 3تُصْلِحُ الطَّرِيقَ وَتُثَلِّثُ تُخُومَ أَرْضِكَ التِي يَقْسِمُ لكَ الرَّبُّ إِلهُكَ فَتَكُونُ مَهْرَبَاً لِكُلِّ قَاتِلٍ. << التثنية فصل رقم 19

وهذا يدعوا إلى التساؤل أي فائدة يجنونها بإيجاد مهرب لكل قاتل ؟ . اترك الجواب لمخيلة القارئ .إذا هنالك فرق كبير بين القدسيتين اليهودية والإسلامية .

مما لاشك فيه أنه هنالك خطأ بالطرح عند بعض التيارات الإسلامية باعتبارهم الصراع الحضاري صراع بين الشريعة الإسلامية من جهة وبين الشريعتين المسيحية واليهودية من جهة أخرى , وهذا ما يروج له بعض الساسة الغربيين بادعائهم أن الحضارة الغربية هي حضارة مسيحية-يهودية وهو في الحقيقة تشويه للواقع , في الواقع أنه هناك صراع بين الشريعتين الإسلامية و المسيحية من جهة وبين الشريعة اليهودية من جهة أخرى . الشريعتين المسيحية والإسلامية شريعتين أمميتين فكتاهما لكل البشر في كلتاهما يكون الثواب متساوٍ لجميع الشعوب متعلق فقط بأعمال الإنسان و إيمانه , بينما الشريعة اليهودية هي لبني إسرائيل فقط والتفضيل فيها على أساس محبة الإله أو كرهه للقوم {3 }وذلك تابع للأصول ( الأهل ) وهذا غير عادل في باقي الشرائع . ومن هذا الباب يمكن للديمقراطيين الدخول إلى ساحة الصراع إذا أرادوا أن يأخذوا دورهم الطليعي كي لا يُهملوا في صفوف المتفرجين , إذ عليهم الفرز بين التأثير التربوي للشرائع حسب إنسانيتها لا حسب الطقوس و الظواهر وهذا ما لا يستطيع القيام به بعض الدينين الذين لا يستطيعون التركيز على الجوهر إذ انطلاقتهم من القدسية فالكل عندهم بنفس المستوى فهم لا يستطيعون الشرح من المنطلقات المادية التي يفهمها الشعوب الأوربية والشعب الأميركي .

إن المؤسسات الحكومية تتعامل فقط مع العملاء المطيعين - و أكثرهم مزدوجي الولاء - فلا مكان لاستنباط طرق عمل تتناسب مع تطورات الموقف , حتى أن الإبداع قد يعد حملاً ثقيلاً على المسؤولين في السفرات خوفاً من المضاعفات , وهذا ما يعيق الجاليات العربية المقيمة في أوربا و أمريكا من القيام بهذا الدور الضروري .

لا شك أن إمكانية التحرك في البلاد العربية هذه الأيام شبه مستحيل لخوف الحكومات من شعوبها وتخشى أن يتحول التحرك لإظهار رأي المواطنين بحكوماتهم فالقمع هو مصير التحرك الشعبي العفوي , ولكن يوجد إمكانيات إعلان مواقف , كما أن العمل في الخارج في سبيل القضايا الوطنية قد يبدوا عسيراً نظراً لبعض المواقف المتخذة من قبل بعض المنظمات الديمقراطية في تلك الدول المتأثر بضغوط ومساومات صهيونية , على أن الخطوة الأولى هي الصعبة ولكنها ضرورية لإعادة الترابط بين الشارع العربي والتنظيمات العلمية , إذ لا يكفي المطالبة بالديمقراطية - مع أنه مطلب محق من جميع الوجوه و بالفعل الديمقراطية هي الطريق لإعادة الفعاليات الشعبية لتأخذ دورها بالمعركة - ولكن الديمقراطية هي طريقة أما المواقف فتعبر عن الهوية , وإذا استطعنا جلب بعض القوى التقدمية في أوربا و أمريكا إلى الاهتمام الفعلي لما يحدث في الشرق الأوسط ونشر حقيقة الحوادث لدى شعوبها نكون قد فتحنا خط الدفاع الثاني , خط ديمقراطي و وهو مؤهل أن يتحول إلى هجومي على مراكز القوى العنصرية في تلك البلاد بأساليبه الديمقراطية , بذلك لن نعيد الثقة بنا عند الشارع العربي بالبرهان له انه يوجد حق دنيوي علمي عالمي يمكن الاعتماد عليه فقط , بل إنه يمكن من تلافي ويلات إرهاب الأساطيل و الجيوش من قبل الحكومات والإرهاب المضاد , إن ما تقوم به العنصرية المسيطرة على مراكز القرار في أمريكا هو التصعيد ولا يمكن انتظار غير ذلك منها طالما منبعه المسلمات التي تربت عليها , كما أن الحلول الاقتصادية عندها نابعة العنجهية الأرستقراطية الموجهة من العنجهية العنصرية و الغير قادرة على حل المشاكل الاقتصادية الناتجة عن تطور وسائل الإنتاج , إذا كانت الطبقات الحاكمة في صف الصهيونية فإن موقع الشعوب المسيحية في خندقنا. العنصرية الصهيونية في حقيقتها ضد جميع البشر .

10 - بقية الأمم

>>أذكُرِ الأيّامَ القديمةَ وتَأمَّلِ الأجيالَ السَّالِفةَ. سَلْ آباءَكَ فَيُخبِروكَ وشُيوخكَ فيُحَدِّثوكَ 8 كيفَ العليُّ اَختارَكُم مِنْ بَينِ الأُمَمِ ومَيَّزَكُم عَنْ بَني آدمَ وقسَمَ أرضَهُم مُلْكًا لكُم على عدَدِ بَني إِسرائيلَ، 9 لأنَّهُم شعبُهُ الذينَ مِنْ نَصيبِه، وحِصَّتُهُ التي جعَلَها لهُ. << التثنية فصل رقم 32

فالإشارة إلى الواقع وشرح جوهر القضية لشعوب العالم ليس في مصلحة القوى العلمية في العالم العربي وشعوبها بل هو واجب اتجاه شعوب العالم لتخليصها من ويلات تصعيد العنف الذي لا يمكن إيقافه عملياً إلا بهذه الطريقة .


المهندس صبيح أتاسي

تاريخ النشر : 17:49 30.08.04