البهائية...انحراف وارتباط بالصهيونية
بقلم : سري سمور/جنين/فلسطين
تاريخ النشر : 10.12.04

واحدة من العقائد الهدامة والديانات المنحرفة والتي تعاونت منذ بداياتها مع القوى الاستعمارية وعلى رأسها الصهيونية...إنها البهائية؛ في هذه الدراسة الموجزة سأحاول تسليط الضوء على البهائية ومن أراد التوسع فيمكنه مراجعة المصادر والمراجع المختلفة.

النشأة والتأسيس
لقد خرجت البهائية من رحم البابية الضالة المنحرفة أو بالأحرى انشقت عنها لتصبح دينا مستقلا ولا يتسع المجال لشرح فكرة البابية بالتفصيل إلا الطروحات الأساسية وما يتعلق بعلاقتها بالبهائية.
تأسست البابية في إيران على يد الميرزا "علي بن محمد رضا الشيرازي"الذي ادّعى أنه باب الله وروّج له الروس على أنه هو المهدي المنتظر ثم وصل به الحال إلى ادعاء النبوة والرسالة مستغلا هو وأصدقاؤه من الروس جهل الناس بأحكام الإسلام، وبعد أن شاع أمر البابية قامت السلطات الإيرانية بالقبض على الشيرازي سنة 1847م وأودعته في السجن ولكن أتباعه ظلوا يترددون عليه في السجن وأخذوا يظهرون ما كانوا يكتمونه من أفكار على عامة الناس...في نهاية المطاف أعدم الشيرازي رميا بالرصاص أمام العامة رغم وساطات روسية وبريطانية للصفح عنه وذلك بعد تكرار تراجعه الظاهري عن أفكاره المسمومة وتزايد خطره على الناس كان ذلك في سنة 1849م-1265هـ والشيرازي لجأ إلى القوة وسفك الدماء ضد من أنكر عليه قوله وفعله وكانت إيران محكومة من قبل أسرة القاجار الشهيرة.
وكان ممن انضم إلى دعوة الشيرازي مؤسس البابية شخص يدعى "حسين علي بن عباس بزرك" مؤسس البهائية.

مؤسس البهائية وأسرته :
ولد حسين علي بن عباس بزرك النوراني المازندراني(نسبة إلى قرية نور في منطقة مازندران الإيرانية) سنة 1817م-1233هـ، لأسرة يشغل أبناؤها وظائف حكومية مرموقة فوالد "حسين علي" كان يشغل منصبا هاما في وزارة المالية وأخوه أخوه الأكبر كان كاتبا في السفارة الروسية وزوج أخته الميرزا مجيد سكرتيرا لوزير الروسي في طهران!ونلاحظ أن أسرة حسين علي على علاقة وطيدة بالقوى الاستعمارية خاصة الروسية وكذلك البريطانية وكلاهما(الروس والإنجليز) لعبوا دورا في تقوية الدعوات المنحرفة والأفكار الضالة في سبيل سلخ الشعوب عن معتقداتها وجعلها تتقبل الاستعمار والاستعباد.
رغم انضمام "حسين علي" لدعوة "الباب الشيرازي" فإن الأخير لم يعتبره من "حروف حي" وهم الأشخاص الذين يشكلون صفوة الزعامة لدعوة البابية الضالة مما دفع "حسين علي" إلى الحقد على "الباب" وتحين الفرص للسيطرة أو الانشقاق وهو ما حدث بالفعل.

مؤتمر بدشت
أثناء وجود "علي الشيرازي-الباب" في السجن قامت امرأة من أتباعه تدعى أم سلمى زرين تاج-ذات الشعر الذهبي بالفارسية- بتنظيم مؤتمر للبابية في صحراء بدشت الإيرانية سنة 1848م-1264هـ وكان الشيرازي قد منح هذه المرأة لقب "قرة العين" وعرفت بالخطابة وطلاقة اللسان والجمال الأخّاذ ولكنها كانت امرأة لعوبا وهذا الصنف من النساء تسعى وراءه الملل الضالة والمنحرفة، استباحت "قرة العين" ما حرمه الله من المتعة الحرام فطلقها زوجها وتبرأ منها أولادها!
قبيل بدء المؤتمر في صحراء بدشت التقت "قرة العين" بحسين علي المازندراني وأعجب كل منهما بالآخر، وفي المؤتمر شربت الخمور واختلط الرجال بالنساء وارتكبت الفواحش وسادت الأجواء الخليعة وأعلنت "قرة العين" عن نسخ الشريعة الإسلامية وعندما احتج بعض الحاضرين طلع "حسين علي" على المؤتمرين وقرأ سورة الواقعة مفسرا إياها تفسيرا باطنيا مؤيدا لما جاءت به تلك الفاجرة (التي أعدمتها السلطات الإيرانية لاحقا) ومنحته لقب "بهاء الله" وقيل أنه هو من سمى نفسه بهذا الإسم وعرف بـ"البهاء أو البهاء حسين".

النفي وتأسيس البهائية
كان لحسين علي أخ يدعى "الميرزا يحيى" لقّبه الشيرازي بلقب "صبح الأزل" واعتبره من "حروف حي" وأوصى له بزعامة البابيين من بعده، واعتقل الشقيقان بعد اتهامهما بالضلوع في محاولة لاغتيال الشاه "ناصر الدين القاجاري" هذا الاعتقال تم بعد لجوء "حسين علي"
إلى السفارة الروسية وحصوله على ضمانات بعدم إعدامه، وبعد ضغوطات ساهمت بها بريطانيا نفي "الميرزا يحيى" الزعيم الجديد للبابية مع أخيه "حسين علي" إلى بغداد.
كان "حسين علي" يتحين الفرص لتكوين كيان خاص به فبدأ بتجميع الأتباع بعد ان أصبح نائبا لأخيه.
طلبت السلطات الإيرانية من دولة الخلافة العثمانية طرد البابيين إلى منطقة بعيدة عن الحدود الإيرانية بسبب خطورتهم وتصديرهم لاضطرابات دموية في إيران فاستجابت السلطات العثمانية وأبعدوا إلى استانبول سنة 1279هـ - 1863م وهناك نسجوا العلاقات مع اليهود وبعد فترة قصيرة انتقلوا إلى أدرنة وبدأ "البهاء حسين" بتكوين معتقده الخاص به وبأتباعه والذي عرف بالبهائية، واستمر التنافس بينه وبين أخيه يحيى"صبح الأزل" وكلاهما ادعى أنه من وضع كتاب "الإيقان" الذي يبين ضلالاتهم واستمر التنافس بين "الأزليين" و"البهائيين" ووصل الأمر بحسين علي أن حاول قتل يحيى بالسم!

إلى فلسطين

نفي "صبح الأزل" إلى قبرص، أما حسين علي فقد نفي إلى مدينة عكا الساحلية في فلسطين سنة 1285هـ - 1868م فاستقبل مع أتباعه استقبالا حافلا من قبل اليهود الذين دعموه بالمال وخالفوا فرمانات الباب العالي القاضية بفرض الإقامة الجبرية عليه وأسكنوه قصرا يعرف باسم "البهجة" وفي عكا واصل حسين علي أكاذيبه وادعاءاته حتى وصل به الحال إلى ادعاء الألوهية ووضع برقعا على وجهه لأنه لا يجوز لأي كان أن يطلع على بهاء الله!!
وفي أواخر حياته أصيب بالجنون فحبسه ابنه عباس الذي عرف بلقب "عبد البهاء" حتى لا يراه الناس وتكلم باسمه إلى أن مات في (2ذي القعدة 1309هـ ـ1892م) وقيل أنه قتل على يد بعض البابيين فتولى ابنه "عباس أفندي" زعامة البهائيين.

إلى حيفا

انتقل عباس أفندي"عبد البهاء" إلى حيفا حيث بدء بالتملق لجميع الأديان فحضر الصلوات في المساجد والكنائس وواصل الارتباط بالصهيونية واستمر البهائيون حتى يومنا هذا بإظهار عقيدة وسلوكيات غير ما يبطنون فلهم من المعتقدات ما لا يظهر حتى في كتبهم المتداولة عملا بمبدأ "التقية".

عقيدتهم وعباداتهم

  • يعتقدون أن كتاب "الأقدس " الذي وضعه البهاء حسين ناسخ لجميع الكتب السماوية بما فيها القرآن الكريم.
  • يعتقدون بألوهية الفرد وبوحدة الوجود والحلول وأن لا انفصال بين اللاهوت والناسوت للبهاء ولهذا وضع برقعا على وجهه وجاء في كتاب "الأقدس": "من عرفني فقد عرف المقصود، ومن توجه إلي فقد توجه إلى المعبود‍‍".
  • يقولون أن الوحي لا يزال مستمرا وبأن المقصود بكون محمد خاتم النبيين هو أنه زينة لأن الخاتم يزين الإصبع.
  • يصفون المسلمين بأوصاف قبيحة، جاء في كتاب "الإيقان":"وجميع هؤلاء الهمج والرعاع يتلون الفرقان(القرآن الكريم) في كل صباح، وما فازوا للآن بحرف من المقصود".
  • يحرمون ذكر الله في الأماكن العامة ولو بصوت خافت، جاء في كتاب "الأقدس": "ليس لأحد أن يحرك لسانه ويلهج بذكر الله أمام الناس، حين يمشي في الطرقات والشوارع".
  • يعتقدون بقدسية العدد 19 فالسنة 19شهرا والشهر 19 يوم.
  • يعتقدون أن القيامة مجيء البهاء في مظهر الله تعالى.
  • لا يؤمنون بالجنة أو النار.
  • لا يؤمنون بالملائكة والجن.
  • لا يؤمنون بالحياة البرزخية بعد الموت بل يقولون أنها المدة بين سيدنا محمد والباب الشيرازي.
  • يحرمون الجهاد والحرب تحريما قطعيا ومطلقا وهذا أحد أسرار علاقتهم بالقوى الاستعمارية.كما أنهم يحرمون الخوض بالسياسة إلا للساسة، كما ان كتب البهاء تدعو للتجمع الصهيوني في فلسطين!
    ·
  • يقولون بصلب المسيح عليه السلام.
  • يبيحون المتعة الحرام للنساء، والزنا بالإكراه له عقوبة مالية فقط.
  • لا يعتقدون بالانتماء للوطن تحت دعوى وحدة الأوطان وكذلك يدعون إلى إلغاء اللغات والاجتماع على اللغة التي يقررها زعيمهم!
  • لهم تأويلات منحرفة وباطلة لآيات القرآن الكريم:
  • إذا الشمس كورت: يؤولونها بانتهاء الشريعة المحمدية ومجيء الشريعة البهائية !
    إذا العشار عطلت: يؤولونها بحمع الوحوش في حدائق الحيوانات في المدن!
    إذا النفوس زوجت: يؤولونها باجتماع اليهود والنصارى على دين البهاء!
    يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة: يؤولون الحياة الدنيا بالإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم والحياة الآخرة بالإيمان بالبهاء!

    أما عباداتهم فهي كعقيدتهم ضالة وغريبة عجيبة :

    الصلاة : لا يبيحون الصلاة في جماعة إلا على الميت والصلاة عندهم ثلاث مرات هي الصبح والظهر والمساء في كل مرة ثلاث ركعات دون تحديد لكيفية معينة أما قبلتهم فهي نحو قصر البهجة في عكا ويكون الوضوء فقط للوجه واليدين بماء الورد وان لم يوجد فيقولون باسم الله الأطهر الأطهر خمس مرات !
    الطهارة : لا يعتقدون بالنجاسة من الجنابة أو سواها لأنهم يعتقدون أن من اعتقد بالبهائية فقد طهر!
    الصوم : يكون تسعة عشر يوما في السنة وهي من 2-21 مارس/آذار الذي يعرف عندهم باسم شهر "العلاء" وهو من سن 11-42 من الشروق للغروب ويعفى منه الكسالى ومن يعملون أعمالا مرهقة وغيرهم!
    الزكاة : استبدلت بنوع من الضريبة تقدر بـ 19% من رأس المال تدفع مرة واحدة!
    الحج : هو للرجال دون النساء لقبر البهاء بقصر البهجة في عكا!
    العقوبات : ألغوها جميعا عدا الدية.
    الزواج:لواحدة أو اثنتين على الأكثر ويلمحون(بلا تصريح واضح) في بعض كتبهم إلى جواز زواج الشاذين كما أنه يحرم زواج الأرامل إلا بعد دفع دية معينة والأرمل يتزوج بعد 90 يوما والأرملة بعد 95 يوما ولم يبينوا سبب تحديد هذه المدة شأهم شأن بقية أصحاب المعتقدات المنحرفة.
    هذه بعض من عقائدهم وعباداتهم العجيبة الضالة التي لا يتسع المجال لسردها كلها ويجب لفت النظر أنهم يتبعون التقية في عقيدتهم فيظهرون خلاف ما يبطنون ولقد بين الشيخ محمد متولي الشعراوي رحمه الله ذلك في بعض دروسه وقال أن شعارهم:"احفظ مذهبك وذهبك وذهابك".

    علاقتهم بالصهيونية

    إن علاقة هذه الديانة(البهائية) بقوى الاستعمار والإمبريالية قديمة فكما بينا فإن البهاء حسين ينتمي إلى عائلة مرتبطة بروسيا ولقد بذلت روسيا وبريطانيا جهودا حثيثة لإخراجه من السجن بعد محاولة اغتيال الشاه ناصر الدين القاجاري.
    وكان من أشهر من فضح ارتباطهم بالصهيونية الكاتبة والمفكرة المصرية عائشة عبد الرحمن(بنت الشاطئ) وكما أسلفنا فإن القوى الاستعمارية تقرب منها الحركات التي تحرّم الجهاد والتي لا تؤمن بالمشاعر الوطنية كما هو حال البهائية.
    ورأينا كيف اتصل البهاء باليهود في تركيا وكيف احتفى به اليهود في عكا وأعدوا له قصر البهجة.
    أما ابنه عباس أفندي "عبد البهاء" فكان له مع قوى الاستعمار والصهيونية حكاية من المودة والتعاون فعباس استقبل الجنرال اللنبي بعيد سقوط فلسطين بحرارة وحصل على لقب"سير" ومنح عددا من الأوسمة الرفيعة، وعباس هذا حضر المؤتمرات الصهيونية وكان من أقواله التي يؤيد فيها حق اليهود في التجمع في أرض فلسطين:"وفي زمان ذلك الغصن الممتاز، وفي تلك الدورة سيجتمع بنو إسرائيل في الأرض المقدسة، وتكون أمة اليهود التي تفرقت في الشرق والغرب والجنوب والشمال مجتمعة"!وبعد عباس أفندي تولى زعامتهم صهيوني أمريكي يدعى "ميسون" ولقد عقدوا مؤتمرا لهم سنة 1968م في فلسطين المحتلة وجاءت قرارات ذلك المؤتمر موائمة للأفكار والرؤى الصهيونية.

    أماكن تواجدهم

    انحسر وجودهم في مصر التي كانوا قد افتتحوا بها محافل خاصة بهم وصدر قرار جمهوري سنة 1960 يحمل رقم 263يقضي بإغلاق تلك المحافل والمراكز ولم يعد لهم في مصر وجود يذكر، وفي العراق انحسر وجودهم وحتى الدار التي أقام بها البهاء حسين بعد نفيهم من العراق اشتراها مسلمون ورغم أن البهائيين حاولوا شراءها بمبالغ مالية ضخمة إلا أن المسلمين أبوا بيعها لهم، لهم وجود في بعض مناطق إيران وتقوم الولايات المتحدة وأوروبا بين الفينة والأخرى بإثارة قضيتهم تحت مسمى حقوق الإنسان وحرية المعتقد وهم يقولون إن الحكومة في طهران تضطهدهم ومن حيث العدد فإن إيران أكبر تجمعاتهم، لهم وجود بسيط في سوريا وفي فلسطين، إلا أن أهم وجود لهم هو في الولايات المتحدة الأمريكية حيث يبلغ عددهم 2مليون ينتسبون إلى 600 جمعية منها حركة شبابية مقرها نيويورك تسمى " قافلة الشرق والغرب " وأكبر معبد لهم في العالم موجود في شيكاغو ويدعى "مشرق الأذكار"، ورغم قلة عددهم إلا أن لهم ممثلا في الأمم المتحدة والهيئات الدولية المختلفة مثل اليونيسيف واليونسكو‍‍‍ وغيرها.

    رأي علماء المسلمين بالبهائية

    يجب أن يكون معلوما أن البهائية دين مستقل وليست فرقة أو مذهبا كما يروج البعض وقررت المحكمة الشرعية العليا في مصر سنة 1925م أن الدين البهائي دين مستقل عن الدين الإسلامي وقد أفتى علماء السنة والشيعة بكفر هؤلاء وبطلان عقائدهم فعلماء السنة أمثال د.محمد سعيد رمضان البوطي ود.يوسف القرضاوي والشيخ محمد متولي شعراوي ومشيخة الأزهر الشريف وعلماء السعودية والعراق واليمن وفلسطين قرروا أن البهائيين كفرة لا يزوَّجون ولا يتزوج منهم ولا يحل أكل ذبيحتهم ولا يدفن موتاهم في مقابر المسلمين ولا يختلف رأي علماء الشيعة عن نظرائهم من السنة ويقول الشيخ محمد السند أحد علماء الشيعة:"أما الموقف الشرعي تجاه البهائيين فهم معدودون من الكفار لأنهم كفروا بالتدين بدين الإسلام...وإذا كان بعض منهم على دين الإسلام فاعتنق البهائية يكون مرتدا، ومثله من تشهد بالشهادتين ومع ذلك يعتنق البهائية فإنه مرتد أيضا" وليس لما يدعيه البعض أن البهائية فرقة شيعية أصل بل هو تضليل هدفه تحسين صورة العقيدة البهائية المنحرفة.
    هذه باختصار معالم الديانة البهائية الضالة الكافرة نسأل الله أن ينفعنا بما علمنا ويعلمنا ما ينفعنا إنه هو العليم الحكيم.

    المصادر والمراجع:-
    · موسوعة الأديان والمذاهب المعاصرة.
    · فرق معاصرة تنتسب إلى الإسلام/غالب عواجي
    · عائشة عبد الرحمن(بنت الشاطئ)-قراءة في وثائق البهائية
    · شبكة إسلام أون لاين والعديد من مواقع الوب المتخصصة.


    سري سمور/جنين/فلسطين
    sari_sammour@yahoo.com