زبـالـة تـريد مـارك !

Rubbish Trademark

بقلم: سري سمور/جنين/فلسطين

هرول كفأر جبان مذعور إلى السفارة الفرنسية في بيروت، رفضت "إسرائيل" مساعدته رغم توسلاته لها لأن جورج بوش كان قد عص على ذيل إسحاق شامير، باعه أسياده الأمريكان وتخلى عنه حلفاؤه الصهاينة، ولم يبقى مكان ليلجأ إليه إلا سفارة ثم بلاد الأم الرؤوم فرنسا، ورغم ذلك لم يتعلم من الدرس شيئا ولم يستخلص من الأمر عبرة، بل ازداد بحثا عن أمجاد مزيفة وملك ضائع.


ميشال عون
هل عرفتموه ؟ إنه العماد ميشال عون قائد الجيش اللبناني السابق، لقد كان موضوع صفقة اشتراك سوريا في عاصفة الصحراء لإعادة جابر الصباح سالما إلى قصر دسمان، وكعادة القوى الاستعمارية في أي عصر وأي مكان، لا صديق لها إلا مصالحها، ترك رفاقه تحت رحمة خصومهم وفر فرار الجبناء إلى السفارة الفرنسية، أهذا قائد يستحق أن يجد له تيارا وأنصارا ؟ ألا يخاف هؤلاء الأنصار والمؤيدون من تكراره للفرار ؟ كان يفترض به أن يقاتل بشرف حتى يسقط مضرجا بدمائه مثلما قرأنا وسمعنا وشاهدنا عن قادة ورجال بغض النظر عن رأينا بهم، وإذا لم يكن من الانسحاب والتراجع بد فيفترض تأمين سلامة الأعوان يا عون قبل سلامة النفس، ورفع شعار تحرير لبنان وسيادته يقتضي أن لا تفر منه بهذه الطريقة، لو لجأت إلى البطريركية المارونية أو إلى أي مكان في لبنان لكان الأمر –ولو نسبيا- متوافقا مع ما طرحته من شعارات، ولكنه الصراع على الكرسي أعماك، وترى أن الرياح اليوم مواتية لك لاستعادة الأمجاد الضائعة وتحقيق الأحلام السلطوية والعودة إلى الأضواء كبطل...أليس كذلك ؟!

كان عون في أواخر العقد الخامس من عمره عندما وضع ذيله بين رجليه ولاذ بالفرار إلى سفارة فرانسوا ميتران آنذاك، وهو الآن يوشك على وداع العقد السادس وربما ودعه ولم يتعظ ولم يعتبر، هو يعلم أنه لن يستقبل من السنين بعدد ما استدبر، ولكن حب الكراسي يحدث نوعا من الخرف على ما يبدو، كم سنة ستجلس على الكرسي على فرض أنك جلست ؟! ما الذي يصيب هذا الصنف من الناس ويجعلهم في حالة من عدم الاتزان عندما يتعلق الأمر بالكرسي ؟ الملك ظاهر شاه الذي خلعه الشيوعيون واكل الدهر عليه وشرب لم يخجل من إبداء الرغبة في العودة إلى الحكم ولبس التاج من جديد، والباجة جي الذي يسير في عقده الثامن من العمر أيضا لا زال يسعى نحو الكراسي والمناصب، ظاهر شاه والباجة جي وميشال عون لا يستحي الواحد منهم على شيبه، ويبدو أنهم مصابون بجنون العظمة وخيالات السلطان والصولجان!

أنا لا أعتبر مسألة التقدم بالعمر بحد ذاتها عائقا عن شغل المنصب وأداء الدور، قطعا، ويمكن أن يقوم المرء بدور في شيبته لم يتمكن من القيام به في شبابه، رسولنا العظيم محمد صلى الله عليه وسلم خاض أول معركة له وهو في الخامسة والخمسين واستشهد حفيده الحسين وهو في السابعة والخمسين، عمرو بن معد يكرب الزبيدي أصر وقد بلغ من العمر قرنا ونيفا أن يدخل التاريخ من بوابة القادسية، وعمر المختار قضى مجاهدا للفاشيين وهو في الثمانين من عمره، والأمثلة كثيرة، ولكن هؤلاء لم يمنعهم تقدم السن من الدفاع عن عقيدتهم والذود عن مبادئهم وحماية أصحابهم ونصرة أمتهم، لم يصنعوا أمجادهم مستغلين مخططات العدو للتحالف معه بل كانوا رمحا في وجهه، أما في زماننا فرجال احدودبت ظهورهم واشتعلت رؤوسهم شيبا يستغلون المخططات الأمريكية لتحقيق أمجاد زائفة وفي غمرة سكرتهم التي يعمهون بها ينسون أن لا صاحب لأمريكا إلا أمريكا ومهما يخال اللاعق لحذائها والغاسل وجهه ببول قادتها نفسه مدللا فستسحقه كسيجارة فُرغ من تدخينها، أين أحمد الجلبي هذه الأيام ؟ هو لا ييأس وسيستمر في البحث عن فتات تلقيه له واشنطن، أما العماد ميشال عون فهو يرى أن البلاد طلبت أهلها وأن بيروت تنتظره على أحر من الجمر فقد دافع عن سيادتها واستقلالها وانسحب إلى فرنسا بشرف وهو مرفوع الهامة، من أي ماركة هذا الصنف الذي لا يعرف الخجل ؟ سأقول لكم إنه من زبالة تريد مارك" rubbish trademark"، ولكن حتى الزبالة يعاد تصنيعها ويستفاد منها، أما هذا الصنف فلا فائدة ترجى منه، ولكن أي واحد منا يحرص على نظافة بيته أو مكان عمله يسعى للتخلص من الزبالة لأنها ذات رائحة كريهة وقد تسبب الأمراض ومنظرها يؤذي العين، يا عون حتى لو تحقق حلمك وأصبحت رئيسا للبنان فإنك رئيس من فئة رخيص لأنك من ماركة زبالة المسجلة، تذكر أيها الخرف، ألا تخجل من نفسك ؟ ألا يشعر أتباعك بالعار ؟ لقد هربت دون أن تضمن لمن سار على درب أطماعك بالسلطة سلامة رأسه، أترى أن واشنطن ومعها فرنسا ستوصلانك إلى مبتغاك ؟ كان الجلبي أشطر، وكان علاوي منك أجوسس وأعرص أم أنك ترى أن هؤلاء من ماركة قمامة وليس زبالة مثل ماركتك ؟! ربما ولكنك مخطئ فكلكم من ماركة زبالة بامتياز مع تحذير من التقليد الذي له تبعات تاريخية، ظاهر شاه، عدنان الباجة جي،أحمد الجلبي،إياد علاوي،وأنت أيضا يا ميشال عون ومن سار على دربك ودربهم.

هل كان هناك شك في فوز نلسون مانديلا في الانتخابات لو خاضها مرة أخرى ؟بالطبع لا، بل لاءات تساوي مجموع من كانوا سينتخبون هذا العظيم، هذا الرجل الذي مكث 27 عاما في سجون المستعمر الأبيض العنصري دون أن يتزحزح عن مبادئه أو يبيع قضية شعبه، لو بقي في الرئاسة حتى الآن لاعتبرت سنوات سجنه ونضالاته وصبره حتى على خيانات زوجته مبررا كي يظل رئيسا، ولكن نلسون مانديلا من ماركة غولدن بل دياموند بل من ماركة الإنسان النقي النبيل ؛أما أنت يا ميشال عون فلست إلا من ماركة زبالة ومنحوت من طينة الشر والطمع وقلة الحياء في البشر، ولا تحسبن الذين ثاروا على تحكم أجهزة الأمن السورية بهم في شوارع بيروت من الجماهير موالين لك ولماركتك ؛فمن يثور على أجهزة الأمن في بلاده لن يبدلها بمن دمغ قفاه بأختام مخابرات الغرب والشرق ولا أدري من أيضا، لن تفرح بالجلوس على صدر اللبنانيين واللاجئين الفلسطينيين حتى لو زين لك شياطين واشنطن وباريس أنك رجل المرحلة وعنوانهم الذي عليه سيعتمدون ويدهم التي بها سيضربون، فهم يعرفون من أنت وما حجمك وما هي ماركتك المسجلة، ويدركون أن من ترك من كانوا يعتبرونه قائدا ومعلما وفر كالأرنب لن ينفعهم في شيء...أزكمت أنفي برائحتك، حتى لو وضعنا الزبالة بدلو من ذهب فستبقى زبالة، أفهمت يا سيادة العماد ميشال عون ؟!!

 ===============================

سري سمور

عضو تجمع الأدباء والكتاب الفلسطينيين

sari_sammour@yahoo.com