النهر و القصيدة
قـلـم : سـليـمان نـزال

سـليمان نـزال

على ضفافِ غيمةٍ من خجلي

أجلستُ الماضي

ثم أمطرته في قُبَلِي

كان الماضي حنوناً

و الآن يخنقني أملي..

 

هو الحصارُ  إذن

لشهقةِ الآفاقِ

في كفٍ  الملاك

لروح الإشتباك..

للنهر..للقصيدة

لدهشةٍ الأوراق

لعين  تراها

زمناً في الأحداق..

هو الحصار إذن

يأتي من عدو

و يأتي من رفاق!

 

 أنني المسافرُ

 إلى دمائي..

مركبي صرختي

قبطاني مهجتي

نزيفي هو الدليل

تلقاني...

أرمي بسهم التوثبِ

صدرَ الزمن الدخيل

و لا أرفعُ جرحي

 مثل راية بيضاء

 بل أميل بغضبتي

حيث النسور  تميل

 

فلا تستفزّوا أمواجي

  هي اللهيبُ المُجرّبُ..

باقٍ بقرب زيتونتي

على العشقِ أتدربُ

و عليّ لن تتغلبوا..

جموحي ليس يُغلبُ..

 

هو الحصار إذن..

لمآذن جذوتي و جذروي

لكنائس المخاض الجريء

لعراق  الأسير العنيد

الموزع على ضلوعي

أيقونات من نخيل

كسلالمَ  للصعود..

 لدمشق زنابق دمي

 نشيد الوردة و الصمود

لبيروت التجذر و المواسم

حين طردت بواسلها

من الجنوب اليهود..

هو الحصار..

لقبلة يرسلها لطفلته

صقرٌ فلسطينيٌّ

قبل ومضة الخلود..

 

على ضفاف صرخةٍ من وجعي

أُجلسُ وقتَ التحدي

بين الدماء و الرعود..

و أدربه مع حزني

فيثبتُ لي

-مع كلِّ غزوة-

أنه أوفى  الجنود..

هو الحصار إذن

تكسره أمة عربية

لو كانت تعود..

 

 

سليمان نزال