منظمة التحرير الفلسطينية .. والمستقبل السياسي
بقلم : سـري القـدوة *

سـري القـدوة

اتفاق حوار القاهرة خطوة هامة لتنفيذ الإصلاحات على صعيد إعادة ترتيب الوضع الداخلي الفلسطيني وتطوير أداء المؤسسات الفلسطينية لمواجهة سياسية الاحتلال والبدء في تنفيذ سلسلة من الخطوات الهامة لبناء الإنسان والمؤسسة الفلسطينية القادرة على صياغة أسس التوجه الفلسطيني وإقامة دولة المؤسسات التي تخدم القانون وتعزز الأداء الوظيفي احتراما لحقوق الإنسان وحماية إنجازات ثورتنا الفلسطينية والانطلاق لتفعيل الحوار الوطني وبناء أوسع جبهة وطنية لحماية الشعب الفلسطيني والدفاع عن حقوقه ترسيخاً للثوابت الفلسطينية وفي مقدمتها ضمان حق العودة وتقرير مصير الشعب الفلسطيني .

.. إن المهام الملقاة على عاتق الفصائل الفلسطينية باتت مهام واضحة وصريحة في نفس الوقت فليس هناك مجال للتشكيك في مصداقية التوجه الوطني لصياغة أساس موضوعي هادف لحماية الحقوق الفلسطينية والدفاع عن المستقبل الفلسطيني ليعيش الإنسان الفلسطيني حر كريم في أرضه وبين شعبه .

إن مستويات العمل في المرحلة المقبلة تتطلب من الجميع مضاعفة الجهد لتوحيد الإمكانيات لتشكيل موقف وطني موحد وإجماع شامل نحو تعزيز العلاقة الفلسطينية لصياغة المستقبل انطلاقا من قاعدة الوحدة الوطنية وحماية إنجازات الشعب الفلسطيني التي هي فوق أي اعتبار.

إن حرص الفصائل الوطنية والإسلامية على صياغة المستقبل هو الذي وضع الجميع إلى الإلقاء مجدداً في حوار القاهرة وحماية إنجازات الشعب الفلسطيني والعمل لتشكيل جبهة وطنية إسلامية موسعة والاتفاق على وضع برنامج موحد لحماية إنجازات شعبنا والدفاع عن الحق الوطني الفلسطيني ضمن أولويات العمل الوطني، ومن أجل قراءة مستقبلية أفضل وتفعيل الواقع ومتطلباته وفق رؤية شمولية لحماية الأرض الفلسطينية ، والتأكيد على حق الشعب الفلسطيني في العودة إلى أراضيه ووضع هذا الحق ضمن أولويات العمل..

إن المهام الملقاة على عاتق الفصائل الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية هي مهام واضحة وتتطلب حشد الجهود والإمكانيات ليتحمل الجميع المسؤولية التاريخية بهذه المرحلة الحساسة والدقيقة من حياة شعبنا الفلسطيني التي تتكالب فيها قوى الشر للنيل من صمود الإنسان الفلسطيني وحقه المقدس في العودة لأرضه وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة.

تتجسد رؤية القيادة الفلسطينية في تحقيق أماني وتطلعات شعبنا الفلسطيني في صياغة وجودنا والكينونة الفلسطينية تأصيلاً لروح الكفاح الوطني ومجمل إنجازات ثورتنا.. أعظم ثورة في التاريخ المعاصر لتحقق رؤية واقعية هدفها بناء الأجيال والحفاظ على الإنسان الفلسطيني صامداً مرابطاً في ربوع أرضه أرض الحضارة والتاريخ ومهد السلام..

لقد كانت رؤية القيادة الفلسطينية المجتمعة في القاهرة رؤية تاريخية ثاقبة من خلال حرصها الشديد على مواصلة أعمال مؤتمر حوار القاهرة وحضور ومشاركة جميع فصائل العمل الوطني في صياغة الواقع الفلسطيني بكل تناقضا ته ليرسم معالم الوطن وتكتمل الصورة النضالية ولتشهد فلسطين ميلاد متجدد عبر مرحلة هامة في تاريخ شعبنا تأتي في ظل تشابك الواقع السياسي واستمرار الرفض الإسرائيلي لتحقيق عملية السلام وفرض أملاءات إسرائيلية هدفها خلق قيادات بديلة عن القيادة التاريخية للشعب الفلسطيني قيادة منظمة التحرير الفلسطينية عنوان هويتنا الوطنية.. لقد تجلت الرؤية للقيادة الفلسطينية في تحقيق التواصل وملئ الفراغ السياسي وحرصت القيادة على تشكيل جبهة وطنية من خلال تفعيل دور منظمة التحرير الفلسطينية باعتبارها الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا الفلسطيني وتحديد برنامجها السياسي والإعلان عن الانتخابات السياسية الشاملة تحقيقاً لوحدة الصف الوطني وحفاظاً على المشاركة الجماهيرية الفاعلة في صنع القرار وهذا بالتأكيد يدلل على مدى أهمية العمل الوطني في خلق حالة التفاعل ما بين القيادة الفلسطينية وجماهير شعبنا ومشاركة أوسع لكل التنظيمات والقوى الفلسطينية الوطنية منها والإسلامية في تفعيل البرنامج السياسي لمنظمة التحرير الفلسطينية على طريق التحضير الموسع للانتخابات التشريعية القادمة..

إن برنامج القيادة الفلسطينية هو برنامج سلام حقيقي قائم على احترام المعاهدات الدولية وفرصة حقيقية لتحقيق السلام ومواصلة المفاوضات والمشاركة بفعالية لضمان نجاح تطبيق خارطة الطريق تحت رعاية دولية.. فهذا يعكس أهمية العمل على صعيد جدولة المهام التفاوضية وترتيبها لتأخذ بدورها الوضع الطبيعي ضمن مسار فلسطيني يكفل حماية إنجازات شعبنا والدفاع عن حقوقنا الوطنية في ظل مرحلة هامة من حياتنا السياسية.

إن المرحلة الراهنة تتطلب من جميع القوى السياسية على الساحة الفلسطينية أن تقف صفاً واحداً لدعم منظمة التحرير الفلسطينية والحفاظ على وحدة الصف الفلسطيني والتأكيد على الالتزام بقراراتها وفقاً للمصلحة الوطنية العليا للشعب الفلسطيني بعيداً عن البرامج الذاتية وتفعيلاً للصوت الفلسطيني القادر على تحقيق أهداف شعبنا واحتراماً لتوجهات القيادة الفلسطينية في تسيير مرحلة هامة من مراحل العمل الفلسطيني في غاية الصعوبة والدقة..

إن دعم القيادة الفلسطينية في هذه المرحلة هو واجب وطني ويتطلب من الجميع المساهمة في مواصلة الحوار مع الحكومة والدفع بالعملية السياسية إلى بر الأمان للتصدي .

* سري القدوة : المحرر المسؤول رئيس تحرير جريدة الصباح - فلسطين
للمراسلة : alsbah@alsbah.net
ALSBAH.NET
تاريخ النشر : 19.03.2005