"لــن أعــترف"
عنوان الديوان الشعري الأول
الذي أصدره الشاعر الفلسطيني ناصر ثابت

صورة لغلاف الديوان

عن مركز الوطن العربي للتنمية الثقافية والترجمة والنشر والإعلام (رؤيا) في مصر، صدر للشاعر الفلسطيني ناصر ثابت المقيم حاليا في الولايات المتحدة ديوانه الشعري الأول "لن أعترف" الذي كتبت معظم قصائده في فترة انتفاضة الأقصى المباركة .

ويتحدث فيه الشاعر عن البطولة والطفولة والشهادة. قام بتقديم الديوان الأستاذ أمجد ريان.. وستقوم بتوزيعه مؤسسة الأهرام بالإصافة إلى مركز رؤيا.

للاتصال بمركز رؤيا :

  • العنوان :
    271 شارع فيصل- برج الشرطة - التعاون- الجيزة -مصر

  • الهاتف :
    3851204 محمول : 0127374573 فاكس: 3868657

  • بريد الكتروني :
    arabicbookcenter@hotmail.com

    مقدمة للديوان بقلم الاستاذ أمجد ريان

    عن الرومانتيكية الثورية
    قراءة فى تجربة الصمود ، والحيوية ، واستنفار وعى البنادق
    كان الشاعر الفلسطينى الكبير "محمود درويش" على حق عندما رأى أن تجربة "عبد الكريم الكرمى" (أبو سلمى) هى الجذر الذى نبتت فوقه شجرة الشعر الفلسطينى ، لأن هناك مجموعة من القضايا الفكرية والجمالية التى بدأها هذا الشاعر الكبير قد استشرت فى شعر المقاومة الفلسطينية مما يعطيها هذا التماسك والتجانس الواضحين ويجعل لهذا الشعر رسالة محددة تبرر وجوده بين تجارب شعر المقاومة فى العالم أجمع ، دون أن يمنع هذا التجانس من الخصوصية الإبداعية التى يتميزبها كل شاعر على حدة ، سواء فى الأجيال الرائدة أو فى الأجيال اللاحقة ، وهذا مانستطيع أن نلمحه فى تجربة شاعرنا "ناصر ثابت" ، حيث تتميز تجربته بالسهولة والقدرة على الوصول إلى الجمهور العام ، فى الوقت نفسه الذى تتحلى فيه بالتمسك بالتراث الأدبى والبلاغى لأمتنا ، كما تتميز التجربة بهذا الحس الساخر المؤثر ، وبالقدرة على صياغة الرؤية السياسية صياغة فنية بالدرجة الأولى .

    يؤمن الشاعر برسالة محددة فى الفن ، هى المساهمة بدور فعلى فى قضايا المجتمع ، والوطن الفلسطينى اليوم يفيض بقضاياه العارمة التى تؤرق العرب الأحرار ، وتؤرق كل الشرفاء فى العـالم ، وهذا هو مجال التجربة الشعرية فى هذا الديوان ، والعرب جميعاً يعرفون الدور الخطير الذى أداه الشعر الفلسطينى فى حياة أمتنا وكيف دفع بالوقود الفكرى والعاطفى للمشاركة فى الصراع ضد العدو الصهيونى ، والشاعر فى تجربته يتوخّى البساطة كما لو كان يريد أن يواصل هذا الدور الكبير ، وقصائده قادرة على الوصول إلى أوسع قطاع من الجماهير ، وهو يطرح المنطق الذى يؤمن به أبسط الناس ، ويتحدث بلغتهم رغم فصاحته واهتمامه بالنموذج البلاغى العربى الأصيل . وعندما يسمى إحدى قصائده : (حرقتِ دمى) فهو يلعب لعبة التوسط الذكى بين العامية والفصحى .

    ويضمِّن الشاعر قصائده أفكاره السياسية بأسلوب خفى لايقلل من قيمة رؤيته الشعرية بل يدعمها ويثريها ، وهو يخاطب طفل الحجارة فى القصيدة الأولى على سبيل المثال قائلاً : (فأنت الوحيد الذى لم يبع حرّ أشواقه بالسلام المسمم ـ قصيدة تقدم) . كما يناقش بعض السلطات الحاكمة فى وطننا العربى عندما تحاول أن تظهر المقاومة الفلسطينية على أنها خروج على القانون !! (أنظر قصيدة : قانونكم) ويعبر عن إحساسه العميق بالعروبة ، ويهدى إحدى قصائده إلى (العربى العربى .. أينما كان من المحيط إلى الخليج) ، وفى قصيدة (رقص على أشلاء طفل .. لايموت) يعاتب العواصم العربية : (بيروت ـ عمان ـ دمشق ـ الرياض ـ وغيرها) عتاباً مريراً . وفى إطار منطقه السياسى يهاجم كل أشكال الخيانة والغدر والعهر ، ويعبر عن رفضه العنيف للميول والممارسات الأمريكية المرفوضة ، سواء فى الانحياز لإسرائيل والكيل بمكيالين فى الصراع العربى الإسرائيلى من ناحية أو التواجد الاحتلالى فى العراق (أنظر قصيدة "بغداد قلعتنا الحصينة") :

    بغداد فاتنة
    فهل نرضى لأم الأرض
    أن تهدى بكارتها إلى كيد الزناة الحاقدين
    التجربة مرتبطة بحيوية الحياة ، وبأشخاص حقيقيين ، مثل القائد الشهيد "ثابت ثابت" ، ويطرح الشاعر قضية "غزة" ، وقضية "القدس" ، و"رام الله" و"جنين" بل و"بغداد" ، وما يحدث فيها اليوم ومن منا لا ينحاز إلى بغداد ، وأهلها

    وترابها .. وشعرها .. ونثرها ..كما يقول فى إحدى القصائد ، وأيضاً : (وعلى بغداد تحط رياح الجوع الأمريكى قروناً ـ قصيدة : رقص على أشلاء طفل لا يموت) ، وتتوالى القضايا الحية التى يعيشها العرب اليوم بشكل يومى ، فيناقش الشاعركذب الادّعاءات الصهيونية : (تاريخكم شاهد أنكم كاذبون ـ قصيدة أنا ما أحب) ، ويناقش معنى الإرادة العربية فى صورتها النقية قبل أن تلوثها الأغراض الصغيرة : (أردنا الذى لا يراد ـ قصيدة أنا ما أحب) ، ويناقش معنى العدالة الإنسانية بشكل عام : (أريد لأطفالنا .. ما نحب لأطفالكم ـ قصيدة أنا ما أحب) .

    إن معنى الصمود هو أحد المعانى الأساسية التى يبشر بها هذا الديوان بداية بعنوانه ، وقد عبّر عن المسألة من خلال معظم القصائد ، وبخاصة قصيدة (.. ومازالتَ تقاوم) التى مجّد فيها صمود نابلس أمام المعتدى الصهيونى فى الوقت الذى صمت فيه العرب ، وتركوها وحيدة أمام الهجوم الهمجى ، بل وصمت فيه المجتمع الدولى بأسره !! ، وقصيدة (لن أعترف) هى على لسان أحد الأبطال الصامدين فى أقبية التحقيق الصهيوني ، وثقدم صورة مبهرة من صور الصمود المعبر عن أقصى درجات الإيمان بالقضية .

    والطفولة بشكل عام هى حلم الشاعر ، ويهدى إحدى قصائده قائلاً (إلى طفلتى "جنين" .. التى ملأت حياتى بضحكات الملائكة .. وعبث البراءة) ، وله قصيدة عنوانها : (أنا طفل على أعتاب قومى) ، وقصيدة أخرى عنوانها : (رقص على أشلاء طفل لايموت) ، وفيها ترد هذه الصورة الكاريكاتورية التى تنم عن إيمان عميق بروح الطفولـة :

    طفل يعود لبيته من صفّه .. والمدرسة
    دبابة أولى تسد طريقه
    فيزيحها من دربه .. بالمكنسة
    وفى القلب من الطفولة يأتى بالطبع مكان أطفال الحجارة ، والشاعر يهدى أولى قصائد الديوان لهم .
    ويبحث الشاعر دائماً عن النموذج القداسى فى بعض الأحيان ، والنموذج الجمالى البهى فى أحيان أخرى وهو النموذج الذى يجعله رمزاً يؤمن به ويهتدى به فى قلب ظروف الإحباط والقهر التى يعيشها الإنسان الفلسطينى ، وفى قصيدة (تقدم) على سبيل المثال يتذكر الشاعر (نور الإله المعظم) ويصف طفل الحجارة بأنه (يذكره بسحر الملائكة الأنقياء ، وبهمس النبوة) ، وفى قصيدة (إلى روح الشهيد ثابت ثابت) يصف الشهيد بانه : (كان معطراً .. من أغنيات الله) . وقصيدة (جسد النعناع) تجعل النموذج الجمالى مجسداً ومحسوساً فى صورة عينية ، وتتكرر لدى الشاعر لفظة "سكر" : (إنها سكر الأيام ـ يا سكر الوجود ياحبيبتى ـ الخ) فهو يلح على تكرار رمز يتميز بالحلاوة فى زمن المرارة والقهر والإحباط .

    النضال بمعناه الجديد يعتمد على فكرة ممارسة كافة الأساليب السلمية والعسكرية فى التوقيت نفسه فالضغط بمعنييه : السياسى والدبلوماسى يجب أن يتم فى اللحظة نفسها التى يرفع فيها المجاهدون السلاح فى وجه الظلم ، لأن العمل العام اليوم فى هذا العالم المعقّد يعتمد على كافة أدوات الكفاح معاً ، والاقتصار على أداة واحدة لن يصل بنا إلى شئ ذى بال ، يصف الشاعر طفل الحجارة بأنه (وعى البنادق .. فى وجه من خبئوها ـ قصيدة تقدم) .

    ويعتمد الشاعر بلاغياً على أساليب متعددة ، منها أسلوب التضاد الكفيل بإيضاح المفارقات الهائلة بين الأطراف : (جموع من الأمل المتجدد .. فوق صفيح المخيم ـ قصيدة تقدم) ويمكن للتضاد أن ينتج صورة مثيرة تدفع المتلقى إلى إعادة النظر فى كثير من القضايا الكبرى ، مثل هذه الصورة التى يقول فيها الشاعر : (بباقة من دمعهم ـ قصيدة إلى روح الشهيد ثابت ثابت) . ومن أساليبه أيضاً التكرار الذى يعطى معنى الإلحاح على الفكرة التى يؤمن بها ، مثلما حدث فى القصيدة الأولى ، عندما كرر الشاعر كلمة (تقدم) فى بداية كل مقطع شعرى ، فكانت بمثابة التعويذة الشعرية التى توحى بأهمية الفكرة ، واستمراها . ، وفى قصيدة (رقص على أشلاء طفل .. لايموت) يكرر عبارة : (تركوك وحدك) معبراً عن حالة من تأكيد افتقاد الإخوة العربية فى أثناء الحصار .

    أما لغة الشاعر فهى قوية سلسة ، وأحياناً خفيفة الظل ، ورافضة، وقادرة على تعبئة مستمعه ضد أشكال القبح التى يرصدها . ويعتمد الشاعر الموسيقى التقليدية لأنه يحس بأنها لا زالت قادرة على التأثير على الإنسان العربى ، وهو يمارس كل السبل للاقتراب منه ، وتوصيل رسالته إليه ، وكثيراُ ما يعتمد الشاعر على بحر المتقارب الذى يتميز بهذه الحميمية من خلال تتالى تفعيلة (فعولن) الساخنة الحماسية القادرة على تصدير حالة الانفعال الشبيهة بالأناشيد أو بالمارش العسكرى ، والتى عرفتهـا قصائد حماسـية كثيرة فى تراثنـا الشعرى القريب ، مثلما جاء فى تجربـة الشاعر التونسى "أبى القاسـم الشـابىّ" . كما يعتمـد الشـاعـر فى كتابته الموسيقى التطريبية عالية التأثير ، لأنها أقدر الموسيقات على حمل رسالته الفكرية ، ويكمل هذا الإطار باعتماد القافية القوية ذات الرنين العالى بل وقد يأتى بالتقفيتين الداخلية والخارجية معاً ليزيد من أوار التنغيم ، مثلما جاء فى هذا النموذج من خلال قافية اللام المسبوقة بالمدّ ، فالشاعر يرى أن التنغيم وحده هو القادر على حمل الرسالة المضمونية الحماسية للتجربة ، يقول فى قصيدة (فتش عنها) :

    فتش عنها فى الأقوال وفى الأفعال
    فتش عنها من بيروت .. إلى عمان .. إلى الصومال
    وعلى المستوى البنائى فالشاعر يستخدم كافة الأساليب البنائية ، فيكتب النص الممتد والذى يستغرق عدداً من الصفحات ، ويكتب النص القصير ، والنص المتصل الأجزاء ، والنص الذى تم تقسيمه إلى أجزاء مرقمة أو معنونة ، وهكذا .. ، وتتشكل قصائد كثيرة فى داخل القالب العمودى ، (أنظر قصيدة "أنا طفل على أعتاب قومى" وتأمل صياغتها البلاغية والموسيقية) ولكن على الرغم من ذلك فشاعرنا ليس شاعراً تقليدياً ، بل هو شاعر متحرر ، ومتمرد ، ويطرح القضايا العصرية ، وقضايا الحياة اليومية ، ويمكننا القول بأن الرومانتيكية الثورية هى المدرسة التى يمكن أن نصنّف من خلالها هذه التجربة المهمة ، والتى تكتسب أهميتها من صدقها وحيويتها ووجدانيتها وعاطفيتها العالية وقدرتها على الوصول إلى المتلقى والتأثير فيه ، وكم نحتاج اليوم إلى التجارب الشعرية التى يمكن أن تقوم بهذا الدور ، لنعيد للشعر مكانته العربية التى افتقدها فى المراحل الأخيرة ، عندما بدأ الجمهور يبتعد عن قراءة القصائد واقتنائها مثلما كان فى عقود سابقة ولّت ، والرومانتيكية هنا تقف من ورائها عوامل مختلفة ، منها هذه الحماسة رفيعة المستوى ، ومنها أيضاً هذه الروح التى تجعل الشاعر يلجأ إلى معطيات الطبيعة ، والتى يمكن أن تأخذ بعداً رمزياً مثل السماء والشمس فى هذا المقطع من قصيدة ، (سماؤنا مقفرة) :

    سـماؤنا مقفـرة تعافهـا البوارق
    وشـمسنا مريضة تكرههـا المشارق
    وفى نموذج آخر من قصيدة (إلى طفلتى جنين) :
    كفك البيضاء تحبو فوق كفى
    مثلما تختال فى الروض الفراشة
    فأراها
    تنشر العطر على صحراء صدرى
    تسكب الضوء على أوراق أغصانى .. وزهرى .
    وكما سيلاحظ القارئ فشاعرنا يتميز بهذه الروح الساخرة شديدة التميز ، فتحكى قصيدة (... القرد) عن أن العالم يحكمه قرد ، فيسيطر على الدنيا من واشنطن حتى الصين ، والعجيب فى الأمر أن العربان خاضعون له ، بل ويجعلونه نبى العصر !! ، ويصف الشاعر العربان بأن كرامتهم أرخص من علبة سردين ، وأن "شارون" مهما فعل فهو المظلوم فى عرف التدليل الأمريكى ، والعربان هم الإرهابيون !! ، ويقول الشاعر فى قصيدة (سماؤنا مقفرة) ، واصفاً ضعفنا العسكرى بهذا المشهد الضاحك :

    وجيشنـا ترهلت فى يده البنـادق
    عتـاده هـزائم سلاحه الملاعـق
    وفى قصيدة (صداع) يمثِّل هذا المقطع جزءاً من حوار عادى مما نمارسه فى حياتنا اليومية بشكل عابر :

    ـ هل تأخذ قسطاً للراحة
    هل تتمشى
    ـ ليل نهارْ
    هل من شئ يؤذى قلبك ؟
    أسمع نشرات الأخبارْ
    ولدى الشاعر قصيدة شديدة السخرية اسمها : (مهرجان البذاءة) ، وهناك قصيدة متهكمة عنوانها : (لونهضت العروبة من قبرها) يصف فيها هذه النهضة بأنها أمر يكاد يكون مستحيلاً ، لأن هذه النهضة تكاد أن تكون نكتة غريبة ، أو أكذوبة ، أو أن حدوثها هو بداية لمصيبة !! ، وقصيدته (شكر وتقدير للأنظمة العربية) يصل فيها إلى أقصى درجات التهكم من هذا الوضع العربى الذى لايريد أن يتغير ، وتبدأ القصيدة بتكرار عبارة (شكراً لكم) وتتوالى بعد ذلك أسباب الشكر : فقد صرنا ملوكاً للحضارة !! ، وقد صار كل من فى الكون "يخطب ودَّنا" لينال منا القمح والبترولا !! ولا يسجن الإنسان عندنا مقابل رأيه !! وكلما ضربنا اليهود نسرع بعقد القمة العربية لتلقى الخطب العصماء على شاشات التلفاز !! وتنتهى القصيدة بدعاء الشاعر للأمة العربية أن يحفظها الله من همهمات الحاسدين ، ومن زنادقة التحرر ، ومن تفاهات المعارضة الفاسدة !!

    كما يحرص الشاعر دائماً على مهاجمة كافة أشكال الخنوع والمذلة العربية ، وبخاصة عندما تخص المسألة شباب الأمة الذى يمكن أن يستهويه ما يبعده عن هويته ، وعن كيانه الذى ظل أبد الدهر فى أعلى مكانة بين شعوب العالم ، ولنشاهد كيف صوره الشاعر فى قصيدة (سماؤنا مقفرة) :

    شـبابنـا مضيَّـع وتافـه وفاسـقُ
    تأسـره الأزيــاء والحرير و النمارقُ
    والسُّكر و الإسفاف والإخفاق والفنادقُ
    وشاعرنا ينتمى لعروبته ، ولتراثه المجيد ، ويظهر هذا فى لغته ، سواء فى اللفظ ، أو فى التركيب اللغوى برمته ، أو حتى فى الروح الخيالية والحساسية العامة ، ويتأثر تأثراً مباشراً بالشعر العربى القديم ، وبالقرآن الكريم ، والشواهد على ذلك تتوزع فى الديوان كله ، يقول على سبيل المثال فى قصيدة (بغداد قلعتنا الحصينة) متحسراً على ما جرى فى العراق :

    (ليتنى مِت قبل هذا .. ليتنى بقيت كطفل عراقى يعبث فى الكرخ أو يرتمى فى حضن الرصافة ..) وفى قصيدة أخرى يتكلم عن ضرب العدو : (أن يقصفوهم بكرة وأصيلا) ، وهكذا ..
    وإن شاعرنا ليمتلك قدراً كبيراً من التفاؤل ، وكل أشكال الإحباطات التى رصدها إنما توحى بالمعنى العكسى فهو يحلم بالعدالة والخير والإنسانية فى أرقى صورها ، ويحلم بالمجد الذى يجب أن تستعيده أمتنا وسيظل هذا التفاؤل هو أمل الشاعر وأملنا جميعاً حتى نتمكن من التحقق الإنسانى والانتصار ، يقول فى قصيدة (انتظار) :

    أنا أكره الانتظار
    ولكن لأجلك سوف أظل أقول ستأتي