.على اليرموك
على اليرموك قف واقرا السلاما
وقل يا نهر هل هاجتك ذكرى
قطعت سهول حوران وشوقي
وسار بنا القطار على رحابٍ
فلمّا أن أطلَّ عليك ظهرًا
جرى ينساب في الوادي كأفعى
هبوطًا نحو غورٍ أشعلته
تحيط به وهاد كالحات
وماء النهر يرمقنا بلطف
فينسينا لوافحه ويحيي
بنو الصحراء هل يصغون أم هم
ألا هبّوا أحدثكم بمجدٍ
إلى اليرموك إن تبغوا المعالي
هنا الإسلام ضاء له حسام
وهبَّ أبو عبيدة مثل ليثٍ
فأصلى الرّوم حربًا أي حربٍ
وسار على روابي الشام يخطو
بربك أيها النهر المفدّى
أيشرق نجمهم من بعد ذلّ
أرى في الأفق نورًا من بعيد
وأسمع في ربوع الشرق صوتًا
وأيقظ في العراق صدى عظيمًا
أجبني، هل يفيق الشرق حقًا ؟
يحطم كل تقليد قديم
أسوريا أرومُ لك المعالي
ولكن أين هذا من بلاد
وكلمه إذا فهم الكلاما
شجت قلبي وهيجت الغراما
إليك يثير في نفسي ضراما
تفيض بخيرها عامًا فعاما
وفي واديك سيلُ الماء شاما
يروم الورد كي يطفي الأواما
حميا الصيف فاضطرم اضطراما
تصد الريح إن ترُمِ انهزاما
من الوادي ويبتسم ابتساما
بذكرى المجد قلبًا مستهاما
على الفلوات قد باتوا نياما؟
لكم غشي الجزيرة والشآما
وفوق ضفافه فاجثوا احتراما
غداة استلَّ خالده الحساما
يقود وراءه الموت الزؤاما
وفلَّ بعزمه الجيش اللُّهاما
تخرُّ له الربا هامًا فهاما
بربك قل ولا تخش الملاما
ويعلو بعد أن لحق الرغاما؟
يلوح ، فهل ترى يجلو الظلاما ؟
أثار سماعُهُ البلد الحراما
وحرك في قبورهم الرماما
وينهضُ بعد أن أغفى وناما؟
فيحيا أهله فيه كراما
وعيشًا مستقلاً وانتظاما،
أبت إلا انشقاقًا وانقساما؟!
| |