- الـجزء السـابع -أَغْـسِلُ خَوْفـي
قد يَكْمُنُ لي " وَجهٌ " أو آخرُ أَو آخَرُ
حتى الآخرةِ
وَبينَ حدودِ الخوف
ممنوعٌ أن تروِيَ
أن تنويَ
قال : (فأنا وحدي أعوي
من ثَمَّ الجوقهْ)
خلعوا سروالَ هَباءْ
- ما شاء الله -
معنىً وفضاءاتٍ مَعْدومَهْ
يا زمنًا منكفئًا غُصْ !
هاهم ظَلُّوا بِتَفاهاتٍ مُدْهِشَةٍ
(مُكْرشةٍ آنًا)
أو
صَلَّوا كلمات
صاموا في كلمات
جرحوا ذاكرتي في آيَةِ "....زدْني عِلمًا"
بتفاصيلٍ جعلوها في فعلٍ - "اُسْكتْ"
وسمواتٌ فارغةٌ ظَنُّوها ممتلئهْ
(أو مُفْعمةً بالحُور)
وَأَنا أُمسِكُ
بِتلابيبِ الأشياءِ أُعَرِّيها
وَأُمَنِّيها
وَأُجاريها
أغْسِلُ خوفي في خَوْفٍ مُتَناهٍ حتى أَنْسى
معنى الخوف
أولادُ اللؤمِ وأولادُ الحقدِ وأولادُ الـــ....
ويُريدوني ألاَّ أنْسى
كيف يَخيطونَ المعنى من لا شَيء
جعلوا لُغتي لا تَنْبضُ، أو لا تقبِضُ
مَع أَنِّي أقْبضُها بمجازٍ وَبِحُبٍّ
يا أقفاصَ القارِ المبثوثِ بشَعرٍ كهَباءٍ مُنْبَثٍّ
في العارِضِ والعارِض
أَيَّةُ أجسادٍ
أَيَّةُ آمادٍ
لا تدري من أنتم
وأنا مُتَّكِئٌ ، وفراشُ الذِّكْرى مثلُ وِسادهْ
أَقَتنصُ المعَنْى
مِن
مَعْنًى
مِن
خَلْفِ نِقاب الحَسْناء
وَيْ لامرأةٍ وضعتْ خَيْشًا فوق جبينٍ
في أحسنِ تقويمٍ
وَجَبينِ بَهاءْ
أدعَكُ شَمْسي . والشمسُ
ها قد أَفَلَتْ
هذا رَبِّي ، هذا أكبر
وهدايَتُهُمْ كَانتْ في بحرِ ضَلالٍ مَسْجور
يُدعى " حُسْنًا"
مأساةٌ كُبْرى !
اختَصِِرِ الدُّنيا
كَلِماتٍ غَضْبى
وبآياتِ الفُسْقِ
تَوَقَّفْ !
اِعْرفْهُ بِسيمائِه
من بَعْدِ غَباء كانَ وظَلّ
قلتُ: هُنا مَعْنى تَكرار الشَّمسِ وَمعْنى تكرارِ الليلِ
وَمَعْنى تكرارِ القَوْل
لا تُدْخلني رَمْزًا
لا تُطْعمني خُبْزًا
فَأنا في دائِرةِ الجَهلِ المَجهْولِ ... سَأخُرج
غُذَّ السَّير !
أَطْعَمْتُ الليلَ الخَوْفَ فَما خَاف
سِرْتُ أَنا بَيْنَ القَوْلِ وَبَيْنَ الإيلافْ
وَأُحيطُ بِكُلِّ الأشياءِ العِلْمَ لأَنِّي أُوتيتُ
مِنَ العِلْم قَليلا
أُوتِيتْ
أَقْبضُ ضَوْءًا
في وَسْط الظُّلْمَةِ
أَقْبِضُ ضوءًا
ضوءًا
ضَو
ضَو
هل وَصَّفْتَ لآلئَ عَرْشٍ كانَ يَكُون
- أنتَ هناك تُعانقُ هَيْكَلَ عَظْمٍ -
قُلتْ لَهُم :" إني أَعْلَمْ
بِهُيولى الأَشْياءِ أَنا أَحْلُمْ
أَمَّا أَنْتُمْ
يا أَنْتُم -
أَولادَ ضَلالَهْ
لا تَحْوُونَ الطِّيبهَ
(لا تَبْغُونَ دلالَهْ)
كَلِماتي تَجْري فِي دَرْبِ بَراءَهْ
والأبْناءْ
خرَجَوا مِنْ دَرْسي
مِن عُرْسي
يا غَرْسي ، هَل ذاكَ بُكاءْ ؟!
وَكَذا يا قُبَّعتي في الرِّيح
طارَتْ وَهْيَ تَطيرُ إلى رَوح ،
فَلَعلَّ تُلاقي كُثْبانَ الشَّوْقِ الَممْهورهْ
ذَرَّاتٍ مَسْرورهْ
وَلَعَلَّ العُشْبُ عَلى الأيَّامِ يَكونُ لها خُضْرهْ
بَعْدَ الصُّفْرهْ
وَصِفاتُ نُعومهْ
مِنْها ما أَعْرفُ
مِنْها ما لاأَعرْف
مِنْها ما لن أعرف
منها يَخْتَلطُ الدَّمُّ على شُرُفاتِ المَعْشوقهْ
اجعَلْ عَيْنِي دُرًّا يا وَغْدُ !
لا لا ،
كَيْفَ سَيَجْعَلُ عَيْني دُرًّا
ما دامَ الوغْدَ ، وَما دامَ الوَعْدُ
يَسُوقُ الوَعْد
ليس يضيرك
هل سَلَّحْتَ القَلْبَ بمَعْنى الجأشِ ؟
هل بُلْتَ على أَنْفِ حُمَيَّاهُمْ ؟
ها بوذا وَمَسيحٌ وَجَريحٌ وَكَسيحٌ
عِنْدَ النّاصِيَةِ اليُسْرى
في سُؤْلٍ تَسْآلٍ عِنْدَ خِوانِ إجابَهْ
فُكُّوا إنْ شِئْتُمْ كُلَّ رُموزِ السِّرِّ
دُلُّوني حَتَّى أَبْقى بِمَعاني الطِّيبِ
مَغْاني الفَجْرِ
حَتَّى أرْقُصَ مَعْ غَيْثٍ مَخْبولٍ مَهْمُولْ
كَيْفَ يُوَاتي مَطَري هذا حِقْدًا مَسْلُولْ
لَو تَتَدَحْرَجْ
يا زَمَنُ !
لو تَتَمَّرى
في مِرآةِ شَجَنْ !
كنتُ بقيتُ أَنا عِنْدَ خَليجِ الأيَّامْ...
بِعِناقٍ وغناءٍ وهُيامْ
يَسْمَعُني حتى الْمَجْنونُ بلا جِنَّهْ
تشْكُرُني مِنْ غَيْرِ جَميلٍ أو مَنَّهْ
هَل يَعرفُ قَلْبي كم عانى
مِنْ أَنَّهْ
لو أَنَّهْ........
16/3/1995
* * *
وتجد نفسك في سبيل تشقه لنفسك ، فأنت تؤمن بالله إيمانًا صوفيًا عميقًا ، وأن الإيمان مائة شعبة أولها قول لا إله إلا الله وآخرها إماطة الأذى عن الطريق ،وكنت تردد " الدين المعاملة " و " الدين النصيحة " و تتسامح مع أبناء الديانات الأخرى فـ " لكم دينكم ولي دين " ، وتدرك أن التقوى تعني الخوف الحقيقي من الله ، فلا تعتدي على حق ، ولا تكذب ، ولا تسيء و ... ،أن تكون إنسانًا بمعنى الكلمة ، وليس القياس في ذلك نابعًا من العبادات وحدها .
شاع بين أصحابك منهجك وفهمك لله سبحانه ، حتى أخذ بعضهم يتغامزون أن لك " الله " خاصًا بك ؛ وشهادة حق أن بعضهم أخذ يردد - فيما بعد - مقولاتك وآراءك وينسبها لنفسه ، بعد أن كانت مقولات الإلحاد على لسانه ، وكأن هذا الكون بتجلياته تأتّى بدون خالق وبدون عقل كلي نظم القوانين والأسس لهذا الكون بما فيه .
وكنت قبلا قد قبلت تكليف مدير المدرسة الثانوية سنة أربع وسبعين أن تدرّس مادة الدين لصف من صفوف الثانوية ، وإذا بك - يومها - تصول وتجول ، وتفلسف المعاني والفرائض ، وتوصل الطلاب بفكر الاعتزال ، فالقدر هو ما تقدره أنت من أعمالك ، ويجب أن ننزه الله عن ابتغاء الشر لمخلوقاته الأبرياء ، والصلاة هي صلة بين العبد وربه ، ويمكن أن تكون هناك أكثر من وسيلة لهذه الصلة ، و كنت تفيد من كتب مصطفى محمود ومن كتاب نديم الجسر " قصتي مع الإيمان " . وهذا الكتاب بهرك وشد من إيمانك إلى درجة أنك كنت تبحث عن كتاب صنو له يكون عنوانه على غرار " قصتي مع العبادات " ، وقد سألت - فيما بعد - الشيخ عبد الله نمر درويش في جلسة حوار عن ذلك ، وذكرت له يومها أن البحر لا ينتظر خضوع ذرات الرمل ، وأن عظمة الخالق لا توجزها كلمات مهما بلغت .
تاريخ النشر : 11:07 17.08.04