صندوق إنتخابي !
قـلـم : سـليـمان نـزال

سـليمان نـزال

بالتواصل مع فضاءات الحزن و التناقض و بعض تجليات الصمت الصديق..في الحالة الفلسطينية الراهنة, حيث الإنتخابات الفلسطينية على أبواب المجهول.. بالتواصل مع صقور الثوابت الوطنية الفلسطينية, غير القابلة للشطب و التضاؤل.. و دعماً للبطولات, المطالبة في أيام الجدب و النهب و التلاعب,بتقديم شهادة حسن سلوك لأعدائها من صهاينة و غزاة و ملحقات خانعة, و التي تتعرض لمختلف أنواع الضغوط كي تُرغم على إعطاء تفسير مقنع و واضح لأسباب و دوافع بطولاتها و تضحياتها الغالية و السامية في فلسطين و العراق.

بالترابط مع صرخات الروح الفادية في ميدان الصبر و الشجاعة, حيث صار مطلوباً من المعاناة الفلسطينية, أن تكبر و تتعاظم و تستقبل المزيد من المآسي..ثم تضع يدها على خد السكوت و الحيرة..و تُجبر على إستخدام اليد الأخرى لتعليق وسام من اللامبالاة الساهمة و العبث المدروس على صدر التخبط و التحنط و التشويه..

إتصالاً مع مخاض التمنيات الممتزجة بسلسلة الآلام و المكابدات الفلسطينية العربية, حيث تجلس الأفئدة المرابطة و الصامدة في ممرات الترقب و الإنتظار الجَمري, تأمل في مشاهدة المولود السيادي الفلسطيني الموحد, يأتي معافى من الصدمات المستوردة و الأمراض الفوقية و المرسلة و المصنَعة محلياً و تلك الآتية عبر كواليس الهدم و الرجم و السم.. فلا يذكرها أحد بلغة صريحة كافية, خشية تصنيف أو تعنيف أو إتهام..

و على أرضية الوفاء لأسماء الخالدين من رموز و نجوم و كواكب مكافحة بهية و كتائب للمجد الإنتفاضي السامق.

في هذا الوقت العربي الفلسطيني, الذي لا يشبه سوى ساعات الأسى و العنفوان..و حيث للهم العربي زوايا مثلثة و مربعة و حادة و غازية و مرتدة و قائمة و غائمة و غير مستقيمة! و للواقع العربي المأزوم حد الفجيعة و المرارة, أواصر قربى و أربطة تباغض و تنافر و بعاد..

تجتاحني تصورات.. و تقتحم طريق أسئلتي-كمواطن عربي و فلسطيني- الإفتراضات الحزينة و المتخيلة و الممنوعة و الشرعية في وقت واحد!

أجدني مشاركاً, كلاجىء في الشتات, في فعاليات الإنتخابات الرئاسية الفلسطينية.

و قد إفترضتُ سلفاً أن الرئيس الفلسطيني القادم سيكون رئيسي و قد أعلق صورته على حائط في غربة و مهجر.. و قد لا أفعل..

وجدتني..ممسكا ًبأوراق رسمية عليها أسماء المرشحين للإنتخابات الفلسطينية المقررة في التاسع من يناير القادم.. و قرأت أسماء الأخ محمود عباس, أبو مازن, و المناضل الأسير القائد مروان البرغوثي و المناضل القائد تيسير خالد و المناضل الدكتور مصطفى البرغوثي و المناضل الأخ بسام الصالحي و المناضل الدكتور عبد الستار قاسم و المناضل الأخ حسن خريشة و السيدة المناضلة ماجدة البطش إلى بقية أسماء المرشحين الفلسطينين المحترمين..

في تلك اللحظة..شعرت بالمسؤولية! و شرعتُ في كتابة إسم الشخصية التي و جدتها جديرة بصوتي و ثقتي..

لم أتوقع تلك النظرات الزاجرة التي صوَّبت سهامها نحو إرادتي في الإختيار..لكنها أتت –تصورات- أحسستُ أن يداً ثقيلة تنتزع الإسم المفضل عندي في لائحة الترشيح!

إنسحبتُ بهدوء..تذكرتُ ضريبة المكان..لكني لم أنس وضع إسم ما.. لمرشح رئاسي ما.. في صندوق قلبي الإنتخابي.

___________________
سليمان نزال
05.12.2004