ثمن البطولة
بقلم : سليمان نزال

سليمان نزال

    تحملُ الأرضُ الفلسطينيةُ كتابَ شموخها بيد التضاريس الحرينة البهية, و تفتح أشجارها على صفحة البواسل الشهداء الذين يقاتلون في شجاعة و إباء, أفظعَ إحتلال مجرم وحشي صهيوني, في ظل ميزان للقوى مختل بما لا يقاس لصالح أدوات القتل و التدمير و التنكيل و أسلحة التصفيات و الإنتهاكات و الجرائم الصهيونية الشاملة, حيث توجد في كفة الشارونيين السفاحين آخر مخترعات و صيحات علوم القتل الأمريكية و الغربية يضاف إليها التحيز الأمريكي الأعمى الثقيل للثكنة العبرية, مع سلسلة من الضغوط و الإملاءات ضد الشعب الفلسطيني و فصائله , دون أن ننسى الصمت العربي الذي يوازي الجبال حجماً, و ينزل في كفة القتلة الصهاينة و لصالح إستمرار مذابحهم ضد شعبنا الصابر, أما كفة أبطال فلسطين في بيت حانون و خان يونس و رفح و عموم القطاع المجيد و في ضفة العزائم و البطولات, فلا يتواجد فيها أكثر من الإرادات القوية, و التضحيات السخية و الثوابت الوطنية الفلسطينية في الحرية و الإستقلال و تحرير المقدسات و بعض الحصى و الأسلحة الخفيفة..فأي توازن عسكري بين الضحية الفلسطينية و طائرات و دبابات و صواريخ المحتلين و القتلة العتاة ؟

كأنها حرب عالمية ضد الفلسطيني و حقوقه الشرعية, حرب تدور رحاها..في ظل بنود سرية و تصفيات و أجندة إخضاع علنية مكشوفة..هي حرب فيها من التواطؤ و الظلم و التجاهل الشيء الكثير, حرب كونية , لها إمتدادات إقليمية و محلية تشن ضدك يا إبن الإنتفاضة الباسلة, حيث غدت مشاريع الإلهاء و الإخماد و التفريط مثل زخ المطر.فأي مظلة من جَلَد و عنفوان تحميك مثل قبضتك في إنتفاضة مباركة لن تهدأ حتى تحقق كامل أهدافها في الإنعتاق و بناء الدولة الفلسطينية, كاملة السيادة, و عودة كل اللاجئين إلى أرضهم و ممتلكاتهم السليبة ؟

من جرحك تقرأ آيات التحدي و الجرأة يا إبن بيت حانون البطلة و تمضي إلى الخلود شهيداً..بينما يمضي الفاسدون إلى فسادهم , لا يخجلون. و لا يحاكمون..و لا من يحاسبهم على سرقاتهم, فمتى يكون الحساب ؟
على هدي دم الصقور و الفرسان و ضياء الفخر بهم..تقرأ معطيات هذا الوقت القاسي يا إين خان يونس الأبي المعطاء, لتعلن أن مواقيت الحرية التي يعلنها وقت وثباتك ضد الطغاة الصهاينة هو الوقت الصحيح الجميل .

من مفكرة زنودك تقرأ يا إبن جنين الملاحم.. و نابلس البطولات.. و قلقيلية الأبطال, و رام الله التحدي, و الخليل الباسقة, و طولكرم الأسود, و قباطيا مهد الفداء, و طوباس الأباة, و القدس الشريف, و غزة المعجزات..في مفكرة الإقدام يسجل كل الفلسطينين و في الوطن المحتل و في مخيمات الشتات و في كافة المهاجر و أماكن اللجوء: أن طريق العودة و الإستقلال و نيل جميع الحقوق, لا رجعة عنه.

إن مفكرة البهاء الفدائي و الصمود و أنشطة النضال الجليلة و العذابات الفلسطينية العربية الدائمة لها مليون إصبع في قبضات عملاقة جمعية للكينونة و الإنبعاث..أصابع مثل الأيام, نفقد منها الغالي و الصلب,لكن اليد العظيمة تتسع و تزداد قوة..تستعيد ما فقدته في ميادين القتال .

في بيت حانون, في خان يونس, في رفح, في غبسان, في كل غزة, يدفع الفلسطيني, إبن كتائبنا الباسلة من كل التنظيمات الوطنية و الإسلامية, ثمن بطولته و الدفاع عن كرامة شعبه و أمته, مثلما يُحاكم أبطال و نسور العراق على ثمن شجاعتهم و مواجهتهم للحملة الدموية الإمبريالية الصهيونية, متعددة المخالب, حاقدة الأهداف,شمولية الخطط الإقليمية في التمزيق و الإذلال و النهب و التقسيم ..

لبست الجرائمُ ثوبَ القضاة و قالت: تعالوا الآن كي نُحاكم
فضاءَ الزنود و جميعَ البطولات و كلَّ من يرشق الغزو بالعزائم

و إسرائيل الإرهابية تبقى في غطرستها و تفردها بالفلسطيني الأعزل, بمنأى عن أية محاكمة دولية على جرائمها المتواصلة, هي المعتدية,فوق كل القوانين و المعاهدات الدولية, و إذ يزورها البرادعي, الذي صمت صمت القبور و هو يعلم الحقيقة, حين شنت إدارة بوش حربها الغير شرعية, تحت شعار الكذب و التزوير:أسلحة الدمار الشامل العراقية..لا يجرؤ على مطالبتها بمجرد زيارة و تفقد لمنشأتها النووية, لكنه يستطيع أن يتجرأ على إيران..و لربما شارك القطب المتعالي الإمبريالي في تلفيق كذبة لسوريا الصمود تزعم إمتلاكها لإسلحة محظورة دوليا..فهو يستقي أوامره و تعليماته, من حيث تأخذ معظم الأنظمة العربية التعليمات وتتلقى الأوامر و إرشادات الهوان و الخنوع و التبعية .
محمد البرادعي رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية, يكتفي بزيارة شكلية سياحية, تخدم إسرائيل و لا تضرها, أثناء تواجده, ترتكب إسرائيل مجزرة جديدة في بيت حانون, و في خان يونس.. و توقع على" معاهدة" إنتشار كل أحقادها و صورايخها في الجسد الفلسطيني, الذي ينهض كل يوم للمقاومة و دحر الإحتلال, رغم كل المذابح و الإعتداءات و الإغتيالات الصهيونية اليومية .

سليمان نزال

تاريخ النشر : 12:15 08.07.04