يـا وحـدي ..
قـلم : سـليـمان نــزال

سـليمان نـزال

أسئلةُ الضعفِ لا تلقى تجاوباً من أحد,لا تجد من يعطيها جواباً نافعاً يشفي غليل طموحها. فسل بقوة و تصميم و أترك أيام الصقر و ساعد التحدي يجيب و لسوف ترضى عن أجابات شعب التضحيات الجسام, لأنه لن يسمح بضياع الأهداف النبيلة, في معمعة التصدي لجرائم الفساد و الإحتلال الفاسد المجرم.

إن أسئلة النار, تحافظ على قوتها بفضل إستمرار الزخم الإنتفاضي العظيم.

و رغم قدسية التساؤل, فإن نكهة ما أخذت تفقد معناها, لكثرة المناداة اليائسة و قساوة التكرار و صدود بني الأرحام و الجوار..

و لا تكمن العلة في طبيعة السؤال, لكن جوهر المشكلة يكمن في الناس الذين توجه إليهم حمم السؤال المجروح.فأي عون و مساندة و دعم و تضامن و حياء تقدمه قطعان مزينة بنياشين الجبن, مسلوبة القرار؟ انت إن فتشتَ عليهم لن تجدهم على خارطة الزمن الحقيقي و إحترام الذات.

هم لذلهم شيدوا القصور, و -زفتوا- التاريخ العربي و الشوارع المعادية.

منشغلون عنك بمحاولة إخصاء القيم و المبادىء و كل عمل جميل.

منهمكون بحمل خطط الصهاينة على ظهور الخزي و التواطؤ الأصفر.

و على أقفيتهم الرسمية يرسم العدو الغاشم مخططات التهويد و تهديد كل ما هو مقاوم و شريف من هذه الأمة.

فأي سؤال ترسله للسديم الحاكم ؟

كخدم للإمبريالية يعملون, أسواق إستهلاكية تابعة, مسحوقة, معادية للجماهير العربية. تسرق قوتها اليومي بوسائل البطش و طرائق الإستبداد.

كسماسرة للشيطان , حيث ينتزعون رأسمالهم العدواني, قرشاً , قرشاً من دم الجماهير العربية العريضة و من حقها في العيش الكريم.

لذا ينبغي أن تترفع أيها المناضل عن سؤال اللئام..

حتى و إن كانت أسئلتك العنفوانية تحتوي على كل الحق, و كل الصواب, و كل الألم.

لا تقل : أين التضامن العربي مع شعب فلسطين, مع شعب العر اق, مع سوريا.. مع العرب الشرفاء, لا تسل عن الصمت العربي, لا تسل عن الجيوش العربية العنترية..لا شيء. فقط لا شيء.

أنت لو فعلتَ , تضيع وقتك الثمين سدى, و قد تفقد جهودك عبثاً..

حتى شعرة واحدة من ذاك المكان ... لن يقدموها!

هكذا هم الأنذال.

خراب منتشر, أسود, غربان سود. أنت الضوء, أنت البنية و البناء, أيها الفلسطيني الباسل.

صرخة يا وحدنا , أطلقها درويش في بيروت الحصار و الصمود و البطولة قبل أكثر من عشرين عاما...ذات الصرخة و أعلى منها و أنبل.. تطلقها الآن إمرأة من بيت حانون, دمر الصهاينة بيتها, أحرقوا بستان أهلها, قتلوا طفلها.. إغتالوا زوجها..إعتقلوا إبنها..و كم من صرخات تطلقها النساء في بيت حانون..في رفح..في غزة..في نابلس و جنين و طولكرم و بيت لحم و رام الله و القدس الشريف في كل مخيمات و مدن و قرى البلاد.. كم صرخات صدرت عن جراح المقهورين المحاصرين بين نار الفساد و نار الإحتلال ؟

فقل يا وحدي..يا و حدنا في مواجهة الأشرار, يا وحدنا ضد المجرمين و أعوان المجرمين.

قلها ألف مرة, وحدنا يا..و جَنِّدْ كلَّ طاقاتك الجماهيرية و الفصائلية, جند كل الشعب في معركتك القاسية ضد الإحتلال الصهيوني لأرضك و حقوقك و ضد كل من يؤخرون يوم النصر ساعة واحدة.

و إن إستطعتَ جَنِّدْ كلَّ طفل, كلَّ شجرة غاضبة بفلسطين, كلنا في رزمة عملاقة موحدة, ننتصر على شارون و جدرانه الوحشية و كل القتلة.

و لن تكون وحدك, كل فلسطيني معك, كل عربي شريف, في كل مكان معك, حتى دحر الأعداء و إنتزاع السيادة و الدولة المستقلة و تأمين حق العودة, معك.

فسل رشقات العنفوان يطلقها زندك, هي من تقدم لك أفضل الأجوبة

حتى النصر جماهير شعبك معك. حتى النصر بواسلك معك.

سليمان نزال
تاريخ النشر : 21:18 11.08.04