إبادة ضد الفلسطينيين
قـلم : سـليـمان نــزال

سـليمان نـزال

 جديد الجديد المتوحش الصهيوني مجزرة جديدة في نابلس النار والبطولات, ومجزرة جديدة في جنين الفداء والمعجزات والشجاعية في غزة الملاحم والصقور.. وها أنت  ترى  دمك في نزيفه , في رحيله..في تحولاته إلى جداول و أقمار و حرقات..

 

و ينشق الجرح الفلسطيني المتسع عن صرخات..لا يسمعها أحد..يرفع جبينه و يواصل المقاومة الباسلة و التمسك بكل أسباب الصبر و التحدي..فقد بّحَّتْ حناجر الأمداء.. و تحوّل الصدى إلى زفرات..و إستقبلَ  بحرُ التضحيات و الدماء الفلسطينية جدوال غالية للعطاء المتجدد.. و النزيف الهادر, و شيعت الأفئدة المرابطة كوكبة مجيدة من فرسان و صقور الشعب الفلسطيني..سقطوا دفاعاً عن ثوابتنا و أهدافنا الوطنية في الحرية و الإستقلال و السيادة و العودة.

 

قتل و قتل و قتل..لآمالنا..لحقوقنا..لبواسلنا, لإشجارنا.. إغتيال و إغتيال و إغتيال لحق شعبنا في الحياة الكريمة, في التمتع بالحد الأدنى من كينونة الإنسان.

 

و مجزرة بعد مجزرة بعد مجزرة ثم  نقول: مجزرة..هذه عملية تصفية منهجية منظمة, موافق عليها أمريكياً من إدارة بوش و  من بعض الجهات الدولية و  العربية الرسمية..لم يعد  يفيد التصريح الذي يخلي الأمم المتحدة و اللجنة الرباعية و العديد من المنظمات الحكومية و غير الحكومية..من تحمل مسؤولية عمليات الإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في وطنه المحتل..

 

إن الدول التي تصمت عن سلسلة هذه المجازر و المذابح الصهيونية المستمرة ضد شعبنا الفلسطيني, هي التي تساهم في تخريب "عملية السلام", لحرصها على إرضاء الكيان الصهيوني, و تبرير جرائمه, و الإمتناع عن ممارسة أي شكل من أشكال الضغوط الملموسة و المؤثرة على إسرائيل و حكومتها المجرمة بقيادة الجزار شارون.

 

إلى متى سيظل شعبنا مكشوف الصدر أمام الطعنات و الضربات و الإعتداءت الهمجية الصهيونية اليومية, دون أن يحصل على حماية دولية, دون أن تصدر قرارات ملزمة عن مجلس الأمن, تجبر إسرائيل الإرهابية على الإنسحاب غير المشروط من كل مساحة  الأرض العربية المحتلة, نتيجة عدوان حزيران , عام 1967

 

أم أن تلك القرارات  فصلت فقط-ظلماً و عدواناً و كذباً و تزويراً- على مقاس العراقيين و السوريين و اللبنانيين  و بقية العرب و المسلمين؟

 

و يا أيها القلب الفلسطيني الكبير الحزين, الذي تحصى عدد المجازر في جنين و نابلس و غزة و رفح كل فلسطين...كيف ستتابع حرب الإبادة ضد شعبك و أنت جداً وحيد و محاصر..؟

 

إلى متى سيتحمل شعبك الصابر الجسور؟ متى سيتحرر شعبك؟

 

إلى متى نفقد أعز  و أجمل الكواكب و النجوم, من مدنيينا و كتائب و تشكيلات الرفعة و الشموخ, دون أن" تتشرف" الجامعة العربية و دولها و قادتها بقراءة الفاتحة على أرواحهم الطاهرة؟

 

أبطال كتائب شهداء الأقصى و حماس و الجبهة الديمقراطية و الشعبية والجهاد و ألوية صلاح الدين و كل الأبطال من كل الفصائل و التنظيمات..الذين يكتبون بدمائهم الزكية إعلان الإستقلال الفلسطيني الكامل الحقيقي, غير المجزوء,سيطالبوننا, و  سيطالبون رفاق و أخوة الطريق الكفاحي, ليس فقط بالثأر من المجرمين الصهاينة و جنودهم القتلة, بل بالمحافظة على وحدتهم الوطنية الفلسطينية و تصليب دعائمها, و تدعيم مرتكزاتها, و محاربة الفساد, و محاسية الخونة, و توفير مقومات الصمود لجماهير شعبنا..و عدم السماح-مهما بلغات التضحيات الهائلة- بتمرير مشاريع الإستسلام التي يجرى إعدادها في المطابخ الدوليةو بمساعدة و تواطؤ من" طباخين" محليين و إقليميين..التي تهدف إلى تيئيس الفلسطينيين و فصائلهم.. و إرغامهم على قبول أقل من "دويلة" فلسطينية على أرض غزة, فاقدة للسيادة, ضعيفة البنية الإقتصادية, فاقدة للإرادة السياسية..و التنازل عن حق العودة التامة للممتلكات الفلسطينية السليبة, و هذا ما يرمي إليه السفاح شارون من خلال طرحه لعملية الإنسحاب من غزة.


سليمان نزال
تاريخ النشر : 15.09.2004