المجد لك يا فلوجة
قـلـم : سـليـمان نـزال

سـليمان نـزال

من جراحك يا فلوجة الحزن و المآسي و الصبر و البطولات تأتي كل هذه الصرخات , تجيء محملة بكلِّ ألوان القهر و الغصات, لتسألَ عن جهات العدل و الإنسانية, فتخرج من ظلام التواطؤ جهات ذئبية , تنشب مخالبها الإمبريالية و الصهيونية في أجساد المقهورين و سط حالة من الغثيان الكوني الممزوج بالعجز و الخيبات.

من ينقذك يا مدينة الكبرياء و الصمود و المقاومة؟ أتنقذك أنظمة رعديدة مستكينة صامتة وهي تجلس على سدة التراخي الحاكمة مدعومة برضاء أعدائك و مسنودة بجيوش من العاهات الدميمة, لا يدب فيها الحراك إلاّ لقمع الأصوات العربية الشعبية المطالبة بالحرية و التقدم و التعددية السياسية و لمنع المتظاهرين من التضامن مع شعبي العزائم و التحديات السامية بفلسطين و العر اق؟

من ينصفك يا مدينة الجوامع؟ أينصفك المجتمع الدولي الذي أصبحت تتحكم في طبيعة و نوعية نشاطاته سياسات و ترتيبات القطب الأرعن الأوحد المتغطرس أم منظماته الإنسانية و الحقوقية.. التي لا تستنفر جهودها إلا لأغراض سياسية و دعائية في درافور و غيرها؟

شجر العروبة ذابل, يا فلوجتنا الأبية المقدسة.. لم تبق سوى بضع أوراق العز و البسالة و اليخضور الجامح متمسكة بأغصان الكرامة و الثوابت و الشجاعة, ممثلة في إنتفاضة الفلسطينيين البواسل و في المقاومة العراقية العظيمة و في مواقف الصمود في سوريا و لبنان.

قد تتحرك القبور.. الجبال الراوسي. الصخور بأنواعها.. كي تدعو إلى نصرتك..إلى إنقاذ شعبك من حرب الإبادة الشاملة, و لن تجدي للأعراب الرسميين سوى أصوات التلعثم و الخذلان و الهوان.

أكاذيب و إفتراءات إمبريالية ترافق القصف الهمجي الوحش الذي تتعرض له مدينة الفلوجة و سائر مدن العراق الشامخ...و بوش الإبن يريد أن يكمل إنتصاره في ولاية ثانية بتحقيق الفوز على أشلاء المدنيين في بيوتهم التي لم تعد آمنه بفعل قنابل و جحيم "التحرير".

أن السمَّ الصهيوني الذي أُدخل خسة وغدراً في جسم صانع الكيانية الفلسطينية الرئيس الرمز الشهيد ياسر عرفات يُراد له أن يسري في جسدك يا فلوجة الأحرار, بل يراد له أن ينتشرَ في جسد الأمة من المحيط إلى الخليج و برعاية أمريكية رسمية و بموافقة الحكومات التابعة المحكومة.

لكن ترياق الصحو و النهوض و المواقف البطولية تصنعه الأعمال و الفعاليات الرائدة لسواعد و زنود أبناء و بنات هذه الأمة التي لن تسمح بمرور الهجمة الإمبريالية الصهيونية الشاملة العدائية, بكل تعبيراتها السياسية و الإقتصادية و الثقافية و العسكرية.

إن الغزاة الذي يمهدون لتزوير الإنتخابات العراقية و تثبيت علاوي و أعوانه كحكام على العراق العربي الشامخ, يسعون إلى ضمان إنجاز هذا الهدف و إدامة الإحتلال و سياسات النهب عن طريق قتل و تصفية المدنيين العراقيين في المساجد, كما ظهرَ ذلك في المشاهد الفظيعة التي تناقلتها وسائل الإعلام.. و عن طريق تقديم نموذج إرهابي للمصير الذي سينتظر كل مدينة عراقية-و أبعد من ذلك عربياً- تقاوم الغزو و تطالب برحيل الإحتلال و ركائزه و أدواته الخيانية.

إنهم إمبرياليون..إحتكاريون..ساديون.. شركاء للصهاينة..يشقّون دروب الديمقراطية المكذوبة المزعومة بعظام المدنيين الأبرياء الذين يقتلون يومياً في أرض الحضارة و التاريخ المجيد.

المجد لك يا فلوجة المناضلة الصابرة, في أعالي المجد و الحرية الحقيقية.


___________________
سليمان نزال
16.11.2004