و يمضي فارس آخر..
قـلم : سـليـمان نـزال

سـليمان نـزال

و يمضي فارسٌ آخر إلى الرفعة و الخلود..و يستشهد القائد البارز في كتائب القسام الشهيد البطل عدنان الغول و معه مساعده الشهيد البطل عماد عباس.

و تستمر المجازر الصهيونية ضد شعبنا و صقوره و أطفاله و مدنييه..و هي ضربات متلاحقة في القلب الفلسطيني الذي تصدر عنه آلاف آلاف القبضات كي ترفعَ راية النصر و الحرية, لا راية خنوع و إستسلام بيضاء, مهما تكالبت ذئاب و مخالب هذا الزمن المتوحش علينا و من كل حدود و جغرافيا الباطل و التواطؤ المدروس, بغية حمل الفلسطيني على إنزال سقف مطالبه و حقوقه و ثوابته الوطنية و وضعه في حفرة سوداء هلامية تحت أرض اليأس و الإحباط.

أهداف الفلسطيني يحددها دمه.. و يحميها يصونها دمه.. و أهداف و خطط الإرهاب و التصفية و الإبادة الشارونية تنطلق على ضوء أحقاده, و فشله في إخماد الإنتفاضة..و إخفاقه في جر الفلسطينين إلى الفتن الداخلية البغيضة..و عجزه عن التخفيف من أزمات متعددة, أمنية و إقتصادية و إجتماعية و أخلاقية.. يعاني منها كيانه العنصري الإجرامي, تحت تأثير إستمرار الإنتفاضة الباسلة و أفعالها و عملياتها البطولية المجيدة.

لقد فقدَ فضاء التحدي و العنفوان آلاف الأقمار الفدائية..مثل الشهيد القائد الراحل عدنان الغول و رفيقه..لكن هذا الفضاء الواسع ما زال يزخر بضياء ملايين النجوم و الأقمار و الكواكب..فيا للفلسطيني في صعوده شهيداً من فضاء البلاد إلى جنة الخلد.

هي الآلام تولد من آلام..مكابدات تأتي من مكابدات.. و معاناة فلسطينية ليس لها أفق معروف.. إلا أفق التحرر و الخلاص النهائي من شرور و جرائم الإحتلال الصهيوني..تلك الجرائم التي لا يصح وصفها بالنازية..لأن المقارنة لن تكون في صالح الصهاينة و شارونهم السفاح المجرم العتيد.

يرحل الشهيد عدنان الغول, و القلب الفلسطيني الجمعي المتحد في ميادين العزة و الشموخ و النضال لن يتوقف عن الخفقان, مهما كانت الضربة التي سددت إليه موجعه و غادرة و بواسطة أسلحة صهيونية أمريكية متطورة جداً في إلحاق الخراب و التدمير و الإغتيال و التنكيل بالشعب الفلسطيني الأعزل.

قلبٌ فلسطيني كبير..يتولى صوغ أسس و منطلقات كينونة النهوض و السمو في كامل حضورها و إكتمال كافة عناصرها السيادية الصحيحة..يواصل إنتفاضة الإستقلال و الأقصى و العودة..مطالباً بحريته.مناضلاً من أجل إقامة دولته الوطنية المستقلة, و عاصمتها القدس الشريف, مكافحاً بهدف نيل حقه في العودة إلى ممتلكاته السليبة, و تطبيق قرار العودة رقم 194

ينبثق من شلالات الدماء الفلسطينية الطاهرة المراقة في مخيمات و مدن و قرى غزة البطولة و ضفة الصقور..ألف ألف سؤال..عن المجتمع الدولي و أسباب و غايات صمته عن جرائم و مذابح الصهاينة بحق شعب فلسطيني يقاتل بأسلحة بيتية و شبه بدائية..عن أخوته في العروبة و الدين الذين يضنون عليه حتى بمظاهرة تسانده في محنته و في شهر رمضان الكريم بالذات..الشهر الذي شهد أبرز الإنتصارات الإسلامية في التاريخ الذي كان..عن قيادته التي لم تتوصل حتى الآن إلى برنامج سياسي جامع, مانع, واضح, متفق عليه من كل الفصائل التنظيمات.. عن حالة الفساد المستشري دون حساب و مساءلة جادة.. أسئلة متعددة وحارقة..

في الوقت الذي ينشغل فيه الفلسطينيون في تشييع جثامين شهدائهم الأبرار, و في شهر الصيام.

عرب كثر منشغلون بمتابعة المسلسلات الرمضانية و برامج الإستلاب و التعليب و التدجين و يسرهم أن يشاهدوا الفلسطيني في" تغريبته"-من باب التسلية- ثم يمضون إلى صلاة التراويح. غير مبالين عملياً و في النتائج الملموسة, بما يحدث للشعب الفلسطيني و للشعب العراقي...فيا للمقدسات كم يستغلك منافقون؟

فلسطينيون..يشيعون البطل القائد عدنان الغول و رفيقه البطل الشهيد عماد عباس و قواقل من شهداء على مدار ساعة الجرح الفلسطينية..فيا لائحة الخلود و السؤدد و التضحيات الباهظة الباهظة.. لا تكوني طويلة إلى هذا الحد المؤلم..حتى لا ننزف إلى هذا الحد..دون أن يهب لنجدة شعبنا أحد..

و لا من أحد في طوابق الإفتراءات الدولية و طوابقها العليا يسأل عن جراحنا..لا أحد من الخانعين الأنذال يريدنا في الحياة على قيد الحياة..نحن الذين نحب الحياة أكثر من كل أموات و مومياءات الأنظمة و الحكومات الرسمية و جهات و منابر الصمت العالمي اللئيم .

___________________
سليمان نزال
تاريخ النشر : 21.10.2004