الخروج من جسد القبيلة
شـعر : سـليـمان نــزال

سـليمان نـزال

متعباً...متعباً
حاملاً غصنَ إنتظاري
بيدٍ من جمر إنفجاري
متعباً..متعباً
خارجاً من جسدِ القبيلة
مقترناً بغضبِ الضواري..
متعباً ..متعباً
أعلنُ قطيعتي
و أنشرُ سخطي
في الأعالي
أعلقه أيقونة في المدارِ
أخرجُ من لهجةِ الشحوبِ
و من دربِ لكناتِ الغبارِ
إلى لهجةِ الشعوبِ..
والعنفوان الكبير و إصراري
و أدخلُ خاصرةَ الجرحِ
أطلقُ من هناك
شهبَ إنتسابي لدياري
للإنتفاضة..لفجرها..للمسير
للعزيمةِ ..لصقرها..للأسير
لشهيد كفنه دمعة الثوارِ
متعباً..متعباً
عالجتُ ليمونَ ترددي بالكيِّ الحنيف
عصرتهُ..رميتهُ
بعيداً عن قبضتي للخريف
في شارعٍ مهجورٍ ألقيته
و ألقيتُ خلفه ذابلات الحروف..
لم تقرأ أصابعي للغيم المريض أوراقاً
من سفرجل التحريف..
وما إبتعدَ عن كتب اللوز, حبري
و ما سقطتْ و ثبتي
بعيداً عن أفق الحليف
إعتنقتُ التمردً, كتاباً ..
إلتصقتْ هامتي بالنرجس
و أنحنتْ للقدس الشريف..
لم أتبادل مع عدوي عنوانا..
لم ازر للتراجعات مكانا
لم أذع للقمح الفدائي أسرارا
برقٌ يافعٌ..جامحٌ..وافرٌ
طرقَ بابَ يقظتي و إصطباري
وضعَ حبقَ صرختي
على شرفاتِ جراحي
و مشيتُ يعانقني دمي أزهارا...
إنني أدوّنُ في سجلاتِ وريدي
نهرَ إنتفاضتين..
و أحملُ على صهواتِ الرعودِ
زمناً عائداً.. يراني
أُلبسُ أصواتَ إقترابي
قبعات التذكار
أدنو فرحاً
من معاقل الغسق الجسور..
أقصدُ رغبات الخلجان
بزوارقَ فلسطينية
تجرُّ خلفَ أمواجها
مستقبلَ أصابعي
ونيرانَ عزتي و كياني و النشور..
مبتعداً...مبتعداً..
عن هزائم الزبدِ المنثور
أتركُ سيفَ البيداء المثلوم
بحد الهوان و الذل و الكسور
راجعاً..فائزاً
فائزا..راجعاً
مقاوماً..مدافعاً
أمشي مع قوافل أحلامي الأبية
أرقدُ سعيداً..أتوهجُ و أثور
على هدي التجذرِ أمضي
أمسكُ قميصَ السؤال الباسل
من ياقته المنتفضة
و أعودُ الى جسدي محارباً
خارجاً من جسد القبيلة
حاملاً غصنَ الشروق
عائداً لإغنيتي و نشيد الجذور.

(من مجموعة-بدون فيزا- صدرت للشاعر باللغة الدانمركية)


سليمان نزال

تاريخ النشر : 11:00 05.09.04