أسري إليكِ بدهشتي
الشاعر : سليمان نزال

سليمان نزال

على حصانِ دهشتي
أنطلقُ جامحاً
كي أعي الذي لا أعيه..

نشيدي غيم هذه الزفرات
فمن ذا يضارعني فيه ؟

أعطوني فرساً و إشهدوا غايتي
تعانقونَ حكمة الشبيه..

أمضي إلى المعنى الحزين
أبعثره بذوراً..
لاحصدَ القمحَ الذي يليه..

هاتوا صهيلاً
إن الآفاقَ ترتعش..
ترى الذي أنزفهُ تندهش !
فأعطيها قبساً من جموحي
فأراها تزهو و تنتعش..
و أراني صنعتُ من قيضتي بيداءً
و دفعتُ العاديات إلى التيه..

أنا صيفُ هذا التمني
أنا سيفٌ ضد الخريف..

أنا كاتبُ هذا الحريق
و أنا قارىء ُ هذا النزيف..

من علمني
كيف أجيدُ وجودَ حزني
و أصنعُ جرحاً من هذي الحروف..

يسميه الصديق شعراً..
و لا أدري ماذا أسميه..

من أخبرني
كيف أقودُ زئيرَ صعودي و أرتفع..
مثل صقر فلسطيني باسلٍ
حين يبصرهُ الفضاءُ يتسع ..
يُسلِّم له الأمداءَ طيعةً
و بوثبته الأولى يناديه..

على حصانِ المواعيد
أنطلقُ..عائداً
أنقلُ رسالةً من دمي لأراضيه..

أكنسحُ الغزو
أسدّ منافذَهُ...
أحرقُ زوارقَهُ..
برشقاتِ النسور ِ ألاقيه...

أبصرُ ثلةً من السنديانِ تدعوني
حين تشاهد قلبي تدعوه..
فأعلم بأن الذي جاءَ بقافلةِ البهاءِ
ألمي الكبير حين أسرى بما فيه

و رأى صقورَ البلاد مثلي..
فإلتحقَ بالشموخِ و معانيه

فصار َيرتلُ الأشواقَ ترتيلا..
و يصنع من حبرِ الكواكب كتاباً
في عشقِ الحبيبةِ يتلوه.

سليمان نزال
تاريخ النشر : 13:42 06.07.04