أرضُ المنافي
شعر : سليمان نزال

كم مرة
سأمرُّ على طيفِ الأماني
حاملاً على كتفي أحزاني
أجوبُ بها في الدروبِ
مثل بائعِ أقمشة فاخرة !
تدفعني ثلوجاً حيرتي
و أدفعها جليلا
و أحرضها زيتوناً
و صلياتِ مجد و مظاهرة..
هذا البرق في كفيكِ حارقٌ
فأتركي خدي
كي يمرَّ دمعي طليقا
أيتها الظروف القاهرة.. يا
أني ولدتُ هكذا
من حوض شظية قرب خيمة
فدعي غضبي يتنفس قليلا
يقيسُ الرؤيا بالوثباتِ
بهبّات ٍ للرجوع الحرِ
جنوب القلب و الخاصرة.. صوبَِ
زرعتُ في أرض الشتاتِ بذوراً قد
فحصدتُ مجزرتين
و ثلاث هجرات
عشرين غيمة عاقرة.. مع
فدعيني في البلاد
ابذرُ كياني هناك
بذرة في ثرى إنتسابي
و بذرة على كيف ترابي
و فسائل لعودتي
و لصهيل نشيدي و سيادتي الظافرة..
أُخرجتُ من قسماتِ البرتقال
ِ شريدا..
صغيراً طُردت عن لوز المعاني
و ذهبتُ تسبقني الخسارات
مع التجملِ صقيعاً مسافرا..
لم انلْ من بياض الشرود
ورداً
لم أنلْ من عذاب الحدود
رداً
جميلا
لكنها التهمة و النظرات الزاجرة .
أصواتٌ تسألني : و
من أين أتيتَ ؟
من أي بلاد
من أي عاصمة انتَ
قُل لنا من أي نهر و ذاكرة ؟
تسللتَ إلينا لاجئاً
هوية القمح و البرتقال
في مسقط ضلوعك, غامضة
نوايا الزيتون قرب صورتك
ترسلُ بعضَ الشكوكِ
فإسمح لنا
- او لا تسمح -
نحللها نحنُ في معاملنا ,
أو في أمريكا و" إسرائيلنا"
فقد تشمل التدمير
فيتوجب التفتيش الدقيق
و تشكيل لجان تبحث من فروة رأسك
حتى أخمص قدميك
لا فرق بين الأفخاذ الذرية --
كأي بنية تخريب و ظاهرة ..
غريبة
جاءت إلينا
من شرقٍ عصبي
من بقايا أمجاد و فتوحات
من دمشق و بغداد و القدس و القاهرة
لا تريد أن تبارحَ أنت َ
جبينكَ الأسمر
فتلقي إلينا
بأسئلة- نحسبها من الإرهاب
و أن كانت حائرة..ماكرة !
و كم من مرة
سأمرُّ بكَ يا طيف الأرجوان
كي أبرَّ بشوقي و جموحي
لا أظل لاجئاً و
في طرقاتِ جراحي
قابضاً على صيحتي بكفيّ
في شرودٍ سائرا..
أتركوني التقطُ زفراتِ أنتباهي
زفرةً زفرةً
أنطلقُ إلى وطني
عائداً
كيفما كان
-على طريقة الصقور-
راكضاً..
ماشياً, زاحفاً..أو طائرا
و أكتبُ على سنديانة في ربى الجليل
ما شئتُ من طموح صرخاتي
شعراً
نثراً
خاطرة . و أسجلُ إنتمائي في
و إذا متُّ في غربتي
سامحوني
و أ نظروا صوتَ أمنياتي
مكتوبة على الندى
في غزة.. في الضفة.. و في الناصرة
و أهمسوا لوطني بكلمتين
قولوا له :
كان رجلاً
يحاولُ أن يكونَ فلسطينيا
كان فلسطينيا..
يحاولُ أن يكون شاعراً..
كان شاعرا..