جذور الوصاية الأردنية
الفصل الأول : الوكالة وشيوخ العشائر
  • الجزء الخامس :

  • ولكي ندرك الوزن السياسي الذي كان للاتصال مع مثل هذه الشخصيات يكفي أن نذكر أنها تراوحت بين أعضاء المجلس التشريعي وشيوخ العشائر وحكام الأولوية وبعض الوزراء والموظفين الكبار. بالإضافة إلى ذلك فقد وصل حد التورط ببعض تلك الشخصيات إلى القيام بتشكيل أحزاب سياسية لخدمة الأهداف الصهيونية في شرقي الأردن أو على الأقل الترويج لفكرة التعاون مع الحركة الصهيونية كما رأينا .. ويفهم من المراسلات التي تمَّت بين أهرون كوهين وخليل بك المدانات مثلاً أن هذا الأخير قام بتنظيم "مضبطة" طالب موقِّعوها الحكومة الشرق أردنية بفتح البلاد أمام الهجرة اليهودية وبيع الأراضي إلى الوكالة وذلك بتنسيق مسبق مع هذه الأخيرة. وهذا على الأقل ما يُفهم من رسالة أهرون كوهين يوم 3/4/1935 م إلى "جناب حضرة الفاضل الأكرم خليل بك المدانات المحترم - الكرك" حيث يوبخ كوهين هذا الأخير على مطالبته بالمزيد من الأموال مقابل تنظيم مثل تلك "المضبطة" يقول كوهين :
    سلام واحترام وبعد. أنا متعجباً من موقفكم حيال القضية المتعبة هذه وأرغب أن أذكركم بعض أمور منسية مع الرجاء أن تمنعوا في مطالعتها وتردوا لي موضحاً على كل أمر وأمر .
    حضرتكم أتيتمَّ إلينا باقتراح تنظيم مضبطة إلى الحكومة وإلى مراجع عالية أخرى. وقلتمَّ لنا بالصراحة التامة أن لا حاجة لكم إلى مصاريف أبداً لأجل توقيع هذه المضبطة. ومع ذلك، وجدت لزوماً علي أن اشترط عليكم عدم دفع شيء لأجل التواقيع حيث وأهمية هذه المضبطة هي بطبيعة الحال غير متينة وإذا بلغ مسمع الحكومة بأن أصحاب التواقيع قد تناولوا أجرتهم أو ثمن تواقيعهم فإن العاقبة تكون مضرة أكثر منها نافعة حيث لا تعود الحكومة تؤمن فيما بعد بالأمور المنظمة يواسطتكم .
    وبعد أن يذكِّره كوهين بأنه كان قد دفع له ولعطوى باشا المجالي 55 ليرة في السابق "كسفريات ومصاريف" ويقول :
    وأخيراً من الموضح أن هذا الحال يجعلني في موقف حرج تجاه حضرة الرئيس (أي رئيس القسم السياسي في الوكالة) الذي يحتج وبحق أنه بأي حق أدبي وجد أني صرفت مبلغ 55 ليرة في الهواء .
    لقد اعتمدت بوقتها على وعود حضرة عطوى باشا ووعودكم وأشرت على الرئيس أن يدفع هذا المبلغ، فماذا أقول له الآن ؟
    **
    ** أ. ص. م. ملف س. 25/10122 بالعبرية

    ويفهم مدى خطر الإجهاض الذي كان يتهدد القضية الفلسطينية بسبب مثل تلك المضبطات أثناء ثورة 1936-1937 م ومع ذلك فقد دخل رفيفان المجالي سنة 1937 م في مفاوضات الوكالة اليهودية حول تقديم مضبطة إلى لجنة الانتداب الملكية يطالب موقعوها بالسماح لليهود بدخول شرقي الأردن، وذلك أثناء زيارة تلك اللجنة لفلسطين من أجل "تقصي الحقائق" ..وما يدلنا على طابع تلك المحادثات هو التقرير الذي كتبه أهرون كوهين بعنوان: ‹محادثة في بيت الدكتور ب. جوزيف يوم 15/4/1937 م والتي شارك فيها كل من رفيفان المجالي وخليل المدانات والدكتور ب. جوزيف وأهرون كوهين نفسه .. وملخص التقرير هو كالتالي :
    قبل عدة أسابيع اقترح رفيفان أن يقوم بجمع تواقيع شيوخ العشائر في عريضة موجهة إلى اللجنة الملكية يطالبونها فيها بالسماح بدخول اليهود إلى (شرقي) الأردن. وفي حينه تمَّ الاتفاق على صيغة العريضة، غير أن إصدارها تأخر من يوم ليوم لذلك فقد طلبت الدائرة السياسية إلى رفيفان الحضور إلى القدس للتباحث في الأمر .. وقد قال رفيفان أنه لم يسمح لنفسه بالتوقيع عليها بسبب الوضع الحالي في فلسطين. فأجابه الدكتور ب. جوزيف بأنه تفهَّم موقفه الحساس ولكنه يتوقع منه أن يقوم بأي عمل بعد عودة الأمير (عبد الله) من احتفالات التتويج في (لندن) .. فقال رفيفان أنه ينوي تشكيل وفد من كبار الشيوخ للتوجه إلى الأمير ومحادثته في الأمر، ومن بين هؤلاء الشيوخ ماجد العدوان الذي (كما قال رفيفان) بقي حتى الآن بعيداً عن هذه الأمور وربما رئيس الحكومة أيضاً. أمَّا ب. جوزيف فقد طلب تزويده بتفاصيل كاملة قبل القيام بأي عمل من هذا النوع . وفي اليوم التالي قابلت رفيفان مرة أخرى فرجاني أن أقوم في المصالحة بين مثقال وبيننا. قلت له بأننا لن نقوم بأي قبل أن يقِّدم مثقال "رسالة اعتذار إلى الدائرة السياسية **

    ** أ. ص. م. ملف س. 25/3052 بالعبرية

    سنعود فيما بعد إلى قضية الخلاف وانقطاع الاتصال بين مثقال الفايز والوكالة في هذه الفترة. وما تجدر الإشارة إليه هنا هو أن غياب مثقال عن الساحة قد أتاح لرفيفان المجالي احتلال مكان الصدارة في نشاط الوكالة السياسي واتصالاتها بشيوخ شرقي الأردن .. وفي أواخر صيف 1937 م توصلت الوكالة إلى اتفاق مع رفيفان وخليل المدانات على إقامة حزب سياسي متعاون معها .. وهو ما يتضح جلياً من الرسالة التي بعثها خليل المدانات يوم 10/10/1937 م إلى أهرون كوهين. يقول المدانات :
    أعلمك بهذا أن الحكومة قد وافقت على الطلب الذي قُدِّم إليها بشأن تأسيس حزب بزعامة سعادة رفيفان باشا المجالي. لم يتمَّ تحديد موعد اجتماع الحزب بعد بسبب قرب انتخابات المجلس (التشريعي). بعد الانتخابات سيحدد الباشا موعد اجتماع الحزب وسيعلم مواطني البلاد بذلك .
    وكما سبق وأخبرتك فإن مركز الحزب سيكون في عمَّان. كما سيتمَّ في بقية المدن والقرى عد اجتماعات للفروع الست ستكون على اتصال بالمركز. لذلك فالمصلحة تقتضي أن نوضع تحت تصرف الباشا سيارة بستة مقاعد. أمَّا بخصوص أجرة المقر ومعاش السكرتير والمصاريف الأخرى فسنتحدث في ذلك في المستقبل .. غير أن السيارة ضرورية للباشا حالاً ، لأن المصاريف، كما تعلم، ستزيد بدون السيارة بشكل لا يمكن تحمله .
    أرجو إعلامنا ردكم وتقبل تحياتنا. سلامنا إلى الدكتور جوزيف. الباشا يهديه ويهديك السلام **

    ** أ. ص. م. ملف س. 25/10097 عن الترجمة العبرية. هنالك نسخة أخرى في الملف س. 25/3501

    والظاهر أن الحزب الذي أشار إليه المدانات هنا هو حزب الإخاء الوطني الأردني، برئاسة رفيفان المجالي، الذي أعلن عن بيانه الرسمي يوم 28/9/1937 م .. وقد دعا البيان إلى :
    وأدعى كذلك بأن الحزب «سيمثل كافة طبقات الشعب» وبأنه «سيطمح إلى توثيق الروابط الاقتصادية والثقافية والسياسية بين البلدان العربية الشقيقة بهدف تحقيق الوحدة العربية». وحذَّر البيان من أن الحزب «سيناضل ضد من يحاول العبث بالمصلحة العامة وبوحدة شرقي الأردن» "مستلهماً" في ذلك كله «من حكمة وبعد نظر صاحب السمو **

    ** أ. ص. م ملف س. 25/10097 عن الترجمة العبرية

    سنرى في أحد الفصول القادمة كيف أن تشكيل هذا الحزب جاء بهدف دعم الأمير وتقوية مركزه في محاولته تصفية الثورة الفلسطينية عن طريق احتواء قيادتها الوطنية الرسمية من ناحية وطرح حله للقضية الفلسطينية في إطار وحدة عربية بزعامته. كما سنقف أيضاً على موقف الحركة الصهيونية من الحل .
    أمَّا هنا فتجدر العودة إلى ما كنا قد أشرنا إليه سابقاً في أن تردِّي العلاقة بين الوكالة ومثقال الفايز قد أتاح لرفيفان المجالي القيام بدور مركزي في نشاط الوكالة في الحياة السياسية لشرقي الأردن .
    والحقيقة أننا لا نعرف بالتحديد أسباب تردي تلك العلاقات ودليلنا الوحيد إليها هي إشارات العابرة التي تتضمنها تقرير رجالات الوكالة بعد سنة 1935 م حول مساعي بعض زعماء شرقي الأردن في التوسط من أجل مصالحة مثقال بها. ويقول التقرير الذي يرجح أن يكون أهرون كوهين قد كتبه في سنة 1935 م بعنوان ‹معلومات شرقي الأردن :
    ازدادت في الفترة الأخيرة محاولات زعماء الحركة العربية في شرقي الأردن وفلسطين إعادة مثقال باشا الفايز إلى حضن الحركة القومية .. وقد قدم سليم عبد الرحمن من طول كرم إلى هنا خصيصاً لهذا الغرض وتفاوض مع مثقال حول هذه المسألة ووعده بمبلغ ألفي ليرة من أجل سداد ديونه لليهود وللحكومة بشرط أن يُصرِّح علانية عن معارضته لليهود .. حتى الآن لا نعرف نتائج المفاوضات **

    ** أ. ص. م ملف س. 25/3501 بالعبرية

    كما يشير التقرير الثاني الذي كتبه أهرون كوهين بعنوان ‹محادثة مع م. أ. (محمد الأنسي) يوم 5/7/1936 م إلى أن الأمير عبد الله قد حاول التوسط لإنهاء الخلاف بين الوكالة ومثقال وإلى بعض أسباب وجوانب ذلك الخلاف أيضاً. ومما جاء في تقرير كوهين :
    يقول م. أ. (محمد الأنسي) أن أ. ع. (الأمير عبد الله) مستاء من معاملتنا لمثقال باشا في الفترة الأخيرة. وأضاف م. أ. أن اللجنة العربية (العليا في فلسطين) قد نجحت في دفعه للعمل وأرسلت له 150 ليرة كمصاريف لعقد اجتماع لشيوخ العشائر. الأمر الذي تمَّ بالفعل قبل بضعة أيام في أم العمد .. وقد فكر أ. ع. في البداية باتخاذ إجراءات صارمة ضده ونفيه إلى إيلات. غير أنه لم يفعل ذلك خشية أن يقول العرب بأن اليهود قد نجحوا في زرع بذور الخلاف بين صفوف عرب شرقي الأردن أيضاً. ويقترح م. أ. أن نكتب إلى مثقال ونشير عليه بتغيير سياسته .. أمَّا جوابي فقد كان سلبياً **

    ** أ. ص. م ملف س. 25/3242 بالعبرية

    وحتى سنة 1938 م سعى مثقال إلى تجديد اتصاله بالوكالة عن طريق وسطاء عرب وحتى عن طريق بعض رجال الأعمال الصهاينة. وأحد هؤلاء كان أ. كمحي الذي كتب إليه أهرون كوهين الرسالة التالية بخصوص العلاقة مع مثقال يوم 21/6/1938 م :
    طلب إلي السيد م. شرتوك الرد على كتابك إلينا يوم 17 الشهر الجاري .
    انقطعت العلاقات بيننا وبين صديقك مثقال قبل حوالي سنتين. لقد توجه عندها إلى المفتي وإلى البنك العربي في القدس. وهؤلاء ساعدوه، بعد خيانته لنا، على شك الكومباين الذي تمتلكه اليوم. وقبل فترة غير طويلة حاول تجديد ارتباطاته بنا عن طريق وسطاء عرب .. هؤلاء أجابوه، حسب تعليماتنا، إن عليه التوجه إلينا بشكل مباشر. والظاهر أنه يجرب نصيبه الآن عن طريقك. لذلك فعليك أيضاً أن ترشده إلى الطريق السليم. واقترح أن تقول له بأن رسالتك حتى تصل "للخواجة موسى". بل إن أحد سكرتيريه كتب إليك يقول أن مثقال يعرف عنواننا جيداً وأنه إذا أراد منا معروفاً فإننا نحبذ تقديمه له إذا اتصل بنا مباشرة. بإمكانه، إذا أراد، الكتابة بشكل مباشر إلى "الخواجة موسى" أو، إذا شاء، فإلى السكرتير "الخواجة هارون". وإذا ادعى أنه نسي العنوان فباستطاعتك أن تقول له أن رقم صندوق بريدنا هو 92 **

    ** أ. ص. م ملف س. 25/3491 بالعبرية

    ولا ندري بالضبط كيف ومتى تجدد تعاون مثقال مع الوكالة اليهودية والأمير، غير أنه من الواضح أنه ابتداء بتاريخ 1941 م فقد أصبح يشكل إحدى حلقات الوصل الرئيسية بينهم خاصة بالنسبة لمشروع الأمير حل القضية الفلسطينية عن طريق توحيد فلسطين وسورية وشرقي الأردن تحت سيطرته وضد "الوطن القومي اليهودي في فلسطين" كما سنرى. وما يدلنا على ذلك هو التقرير الذي كتبه إلياهو ساسون، الذي شغل تلك الفترة منصب رئيس القسم العربي في الوكالة اليهودية، بعنوان ‹محادثتان مع مثقال الفايز يوم 13/8/1941 م .
    وخلاصة تقرير ساسون هي كالتالي :
    خلال الأسابيع الثلاثة الماضية كانت لي محادثتان مع مثقال والأخيرة منهما تمت اليوم في فندق فرشافسكي بالقدس .
    في المحادثة الأولى تحدث مثقال عن جولته الأخيرة في سورية وعن مدى النجاح الذي حققته دعايته من أجل توحيد فلسطين وشرقي الأردن وسورية تحت سيطرة الأمير. كما تحدث عن ذلك إلى المعتمد البريطاني في شرقي الأردن. ومن خلال نشاطه هذا توصل مثقال إلى نتيجة أن الأمير غير محبوب في سورية. غير أن حكم الديغوليين الحالي في سورية مؤقت، وستقع سورية في المستقبل حتماً ضمن منطقة النفوذ البريطاني. حالياً يظهر البريطانيون الحياد تجاه دعاية الأمير وتحركاته: هم لا يعارضونها ولا يدعمونها، وذلك على الرغم من كونهم يودون رؤية الأمير "الذي خدمهم طيلة الوقت بإخلاص وتفان" (كما قال مثقال) يحكم سورية .
    كما تحدث مثقال عن اعتقاده بأن وحدة كهذه ستكون في صالح "الوطن القومي اليهودي في فلسطين" وخلال محادثاته مع الأمير شعر بأن الأخير متفهم لأهدافنا وعلى استعداد لدعمها. قلت له أننا نثق بالأمير جداً غير أننا لا نستطيع إعطائه رأينا في إعطائه رأينا في مشروعه حتى نعلم تماماً ماذا ستكون حقوقنا ضمن تلك الوحدة. وحتى الآن لم نستلم من الأمير أية إيضاحات مُفصَّلة حول مشروعه .
    واليوم أخبرني مثقال في لقائي الثاني به بأنه تحدث إلى الأمير وأن هذا الأخير أخبره عن استعداده لإجراء مفاوضات رسمية معنا بخصوص مشروعه من أجل الوحدة، سيعود مثقال اليوم إلى شرقي الأردن ومن المحتمل أن يأتي في الأسبوع القادم بدعوة يوجهها الأمير إلى السيد شرتوك لزيارة عمَّان **

    ** أ. ص. م ملف س. 25/3504 بالعبرية

    سنتطرق إلى مشروع الأمير عند بحثنا لتطور موقفه من القضية الفلسطينية في أعقاب ثورة 1936-1939 م وتقرير اللجنة الملكية. أمَّا بالنسبة لمثقال فقد توثقت علاقته بالوكالة تدريجياً في هذه الفترة وعادت إلى سابق عهدها .
    وكما كان في السابق فقد شكلت الهدايا والدعم المالي إحدى جوانب إعادة توثيق تلك العلاقة، الأمر الذي يظهر بوضوح من خلال الرسالة التي بعث بها أ. ش. إلى إلياهو ساسون يوم 14/12/1941 م يقول أ. ش :
    ذهبت اليوم لمقابلة مثقال باشا وأخبرته بأنني ذهبت لرؤيته نيابة عنك وذلك لانشغالك بأمور الدائرة (السياسية) قبيل سفر السيد شرتوك إلى مصر. وقد امتنع عن الحديث في البداية مدعياً بأنك على علم مسبق بكل شيء. بعدها قال أنه لم يكن ليأتي إلينا لولا أنه وضع كل أمله فينا. طلبت إليه أن يوضح كلامه فبدأ بالحديث عن السيارة: لقد وعدنا بشراء سيارة جديدة له أو مساعدته بمبلغ معين من أجل شرائها. لذلك فقد باع سيارته القديمة وخرج صفر اليدين من الناحيتين. قلت له بأن من المؤسف أن السيد شرتوك موجود في مصر وأن ليس هناك من يستطيع البت في الأمر سواه. فأجاب بأنه لو كانت لديك رغبة أكيدة فإنك تستطيع ترتيب أمر من أجله. قلت له أنه سيكون من الصعب عليك ترتيب أمر من هذا النوع يتعلق بصرف عدة مئات من الليرات، وأنك لا تستطيع البت في الأمر عن رأيك فقط وإنني سأنقل لك كلامه على أي حال. فطلب ألي أن أخبرك بأنه على استعداد لتقديم أية مساعدة نطلبها منه وأن "الأيام بيننا" وأنه لو لم يعتبرنا أصدقاء له لما توجه إلينا أصلاً في هذا الموضوع **

    ** أ. ص. م. ملف س. 25/2504 بالعبرية